“صحتك في العلبة دي”.. شعار حفر في الأذهان لحملة إعلانية أطلقتها شركة تتراباك العالمية في 2009 بالتعاون مع وزارة الصحة وشركة جهينة، لتعريف المستهلكين بفوائد الألبان المحقوظة.. وبالطبع التعريف بالعبوة المكونة من الست طبقات.
ومع مرور الوقت أصبح المستهلك لديه الوعي الكافي بالألبان المحقوظة، وأصبح لا غنى عن العبوات في صناعة الألبان في مصر.. لكن مازال يتم استيراد العبوات بالكامل من عدة أسواق ولا يوجد مصنع محلي يوفرها.
وشهدت أسعار هذه النوعية من عبوات حفظ الألبان والجبن التي يتم استيرادها من دول مختلفة وفي مقدمتها الصين وأوروبا، قفزات وتأخير في وصولها للسوق.. ويبقى السؤال:” لماذا لا يتم تصنيعها محليا؟”
قال أحمد الشرقاوي رئيس مجلس إدارة شركة فروت ريبابلك للصناعات الغذائية، إن هذه النوعية من الورق اشتهرت باسم أول شركة أنتجتها في العالم وهي تتراباك السويدية ومقرها سويسرا، وسيطرت على هذه الصناعة سنوات طويلة لحصولها على براءة اختراع هذا المنتج ثم بدأت شركات عالمية تتجه لهذه الصناعة.
ولفت إلى أن مصر تستورد حاليا كامل احتياجاتها من هذه النوعية من الورق الذي يتم تصنيعه في الصين والإمارات ودول أخري كثيرة.
أضاف أن تصنيع هذا المنتج في السوق المحلية مرهون بدراسات فنية ضخمة يجب إعدادها عن احتياجات السوق، خصوصا أنه وحده ربما لا يستوعب إنتاج هذا المصنع، ويحتاج إلى أسواق خارجية لتصريف إنتاجه.
أوضح الشرقاوي، أن صناعة ورق حفظ الألبان والجبن، تحتاج إلى استثمارات ضخمة وطاقات إنتاجية تكفي احتياجات عدة دول، كما تحتاج إلى حوافز لجذب كبرى الشركات العالمية للاستثمار في هذه الصناعة، وربما تحتاج إلى قرارات لحماية الإنتاج المحلي من غزو المستورد في السنوات الأولى من الإنتاج فضلا عن فتح أسواق تصديرية.
وقال ياسر الحكيم مدير عام شركة ديري لاند للألبان (الزهار)، إنه لا يوجد في مصر مصنع واحد لتوفير ورق الحفظ.. لكن من المتوقع أن يتم جذب شركة إيطالية تنتج ورق (IPI) وهي نفس النوعية من الورق المستخدم في حفظ الألبان والجبن للاستثمار في هذه المنتجات.
ولفت إلى أن الاستثمار في صناعة هذا الورق يحتاج إلى استثمارات ضخمة، ويتم استيراده من دول متعددة منها السعودية وإيطاليا والصين، والشركة الأشهر هي شركة سويدية.
أوضح الخكيم، أن هذه العبوات شهدت ارتفاعا كبيرًا في الأسعار خلال الأشهر الماضية في ظل تراجع الإنتاج العالمي وارتفاع التكلفة في ظل قفزات أسعار الشحن، مضيفا أن أسعار منتجات حفظ الألبان الورقية شهدت ارتفاعات متتالية منذ نوفمبر الماضي، لتصل إجمالي الزيادة إلى 12%.
وهذه العبوات تمثل 5% من تكلفة الإنتاج وهي أقل بكثير من العبوات البلاستيكية، إذ يبلغ متوسط سعر العبوة الورقية 60 ـ 70 قرشا لعبوة الجبن 500 جرام مقارنة بالبلاستيك لنفس الوزن نحو 4 جنيهات.
وهذه العبوات تستحوذ على قرابة 70% من تعبئة وتغليف صناعة الألبان والجبن في مصر.
أكد أن توفير هذه المدخلات محليا سيوفر على الشركات تكلفة الجمارك والشحن التي تتحملها فضلا عن توفير الوقت المهدر في عملية الاستيراد ويحافظ على سلاسل الإمداد حال حدوث أي تغيرات عالمية.
من جانبه قال أحمد جابر رئيس غرفة الطباعة والتغليف باتحاد الصناعات، إن الصناعات الغذائية تعتمد على استيراد ورق حفظ الألبان والعصائر، مشددًا على أهمية توجيه الشركات المحلية للاستثمار في هذا المجال أو جذب استثمارات أجنبية لها.
أضاف أن انتاج هذه النوعية من الورق يحتاج إلى استثمارات ضخمة وتكنولوجيا تصنيعية عالية، مشيرًا إلى أن جذب كبرى الشركات العالمية يتطلب حوافز وتسهيلات في الحصول على الأراضي وسرعة اصدار التراخيص وتوفير القروض المسيرة للشركات الراغبة في الاستثمار.
وقال محمد حسين نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة ديري إنترناشونال للصناعات الغذائية، إن الفترة الحالية تشهد صعوبة في توفير ورق حفظ الألبان الذي يستورد من الصين.
وكشف عن نقص في هذا النوع من الورق فضلا عن زيادة أسعاره في ظل ارتفاع أسعار الشحن من الصين خلال العام الجاري من 2000 إلى 11000 دولار للحاوية، مما تسبب في بحث الشركات عن دول أخرى للاستيراد منها بتكلفة أقل، وتسبب في تأخيرات في الوصول تتجاوز الشهر عن مواعيد التسليم.
أكد حسين ، أن تأخير وصول الحاويات عن مواعيدها تسبب في ارتفاع أسعار الخامات المتوفرة محليا، ودفع الشركات للتعاقد على كميات أكبر لتفادي حدوث نقص .. الأمر الذي تسبب في تجميد جزء كبير من السيولة.