يمثل تحديث البنية التشريعية والتحتية لمشروعات الثروة الحيوانية أبرز عوامل تحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم فى مصر، بخلاف سهولة التمويل بفائدة منخفضة، ومتاحة للجميع، كحوافز للمربين للتشجيع على زيادة أعداد رؤوس الماشية الحية، وسط التغيرات العالمية التى طالت التكاليف خاصة بعد تفشى أزمة فيروس كورونا.
قال محمد برغش، مربى ماشية، إن تحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم خطة لم تنجح فى تحقيقها سوى الدول الممطرة الرعوية مثل السودان وتشاد وأثيوبيا وأستراليا ونيوزلاندا والبرازيل والهند وبعض الولايات فى أمريكا وكندا.
أوضح أنه يمكن من خلال عدد من المحاور تقليل الفجوة الكبيرة بين احتياجات السوق والمتوافر محليًا، عبر توفير الأعلاف والأدوية البيطرية وآليات تمويل مشروعات تربية الماشية والتسويق الجيد.
أضاف: «النسبة الأكبر من رؤوس الماشية المتوفرة محليًا يتم تربيتها عند صغار المربين والمزارعين والأسر ذات الدخول المنخفضة».
أكد أهمية توجيه الفلاحين نحو زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا، والإعلان عن اللائحة التنفيذية لقانون الزراعة التعاقدية الصادر فى 2015؛ ليضمن الفلاح تسويق المنتج بسعر مناسب يحقق معادلة التكلفة والأرباح، على أن يتم الاتفاق على السعر مُسبقًا.
أشار إلى ضرورة وجود عقد ثلاثى تضمنه الحكومة بين منتج الذرة الصفراء والمشترى وأن تكون الحكومة الطرف الثالث لضمان توطين هذه الزراعة وتوفير احتياجات السوق منها لتصنيع بديلًا عن المستورد».
أضاف أن زراعة الذرة الصفراء تحتاج لتوفير بنية تحتية تشريعية مناسبة لها وإتاحة مخازن صالحة للتخزين، وتوفير مجففات كبيرة قادرة على استيعاب محصول الذرة حال زيادة الإنتاج.
طالب بإدخال شريحة جديدة من المربين للاستفادة من قروض مشروع البتلو وزيادة الإنتاج المحلى من اللحوم دون ربطها بأسماء بعينها أو فئة معينة، والتأمين على الماشية التى يتم شراؤها من هذا القرض لضمان عدم خسارة المربى أو البنك.
أشار إلى أهمية فصل إدارة قروض مشروع البتلو عن وزارة الزراعة ويكون تابعًا للجهات السيادية واعتباره مشروعًا قوميًا للوقوف على نتائجه أولًا بأول وحل المعوقات التى تواجهه.
قال إن الحكومة توجه مراكز البحوث حاليًا لتصنيع الأدوية البيطرية، فضلًا عن زيادة المساحات المنزرعة بالفول الصويا.
أوضح أن وزارتى الزراعة والتموين بدأتا هذا العام تطبيق الزراعة التعاقدية على محاصيل فول الصويا ودوار الشمس، حيث يتم تحديد سعر للمنتج لشرائه من المزارع. لفت إلى ضرورة توفير الرعاية البيطرية بمختلف المناطق وبأسعار بسيطة لضمان توفير العلاج المناسب لأى مرض جديد بسرعة لمنع انتشار الأمراض.
أشار إلى أهمية أن تكون عملية إنشاء المجازر الآلية وفقاً لاحتياجات كل محافظة، وبناء على حجم إنتاجها لتقليل تكلفة النقل، ما يضمن توفير منتج نهائى لبيع التجزئة.
طالب بإنشاء مجازر آلية مجاورة للمنافذ الحدودية لاستقبال الماشية المستوردة من الخارج مثل التى تأتى من السودان والتى يتم إنشاؤها حاليًا فى الصحراء الغربية.
شدد على ضرورة التصدى لعمليات الاحتكار لبعض الأدوية البيطرية والأعلاف وضمان استقرارها بدلًا من التأرجح الذى اعتادت عليه، ما يزيد تخوفات المربين من المخاطرة بدخول هذا الاستثمار حتى لا يتعرض للخسائر.
كشف تقرير صادر عن وزارة الزراعة، أن مُعدل استهلاك مصر من اللحوم الحمراء بلغ 900 ألف طن خلال العام الماضى 2020، موزعة بين 430 ألف طن مستورد و470 ألف طن منتجة محليًا.
أوضح التقرير، أن نسبة الاكتفاء الذاتى من اللحوم بلغت نحو %57 العام الجارى، مقابل %52 العام الماضى، وتملك مصر نحو 2.3 مليون رأس من الجاموس، و1.3 مليون رأس من الأبقار، ونحو 2.7 مليون رأس من الأغنام والماعز والإبل.
قال فريد واصل، نقيب المنتجين الزراعيين، إن الدولة بدأت خطوات جادة نحو تقليل الفجوة بين الاستهلاك والمتوفر فى السوق محليًا.