أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن الدولة تتحمل تكلفة عالية من أجل استصلاح المزيد من الأراضى الزراعية الجديدة وتوفير البنية التحتية اللازمة لذلك، مما يتطلب ضرورة الحفاظ على الرقعة الزراعية القائمة بالفعل وعدم التعدى عليها.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، في مداخلته تعقيبا على كلمة اللواء أركان حرب إيهاب الفار رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، خلال افتتاح محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، “إن تكلفة معالجة المياه اللازمة لاستزراع حوالى 500 ألف فدان فى سيناء تبلغ نحو 160 مليار جنيه، وهى تكلفة عالية للغاية ، لذلك نتألم عندما نجد أن هناك تعديات على الأراضى الزراعية تؤدى إلى فقدان عدد كبير من الأفدنة”.
وأوضح الرئيس أن استزراع 500 ألف فدان جديدة فى سيناء يحتاج أيضا إلى إقامة شبكة من الطرق والترع والكهرباء ونظم الرى الحديثة وبناء مساكن للعاملين.
وأشار إلى أن هناك دولا بها مساحات شاسعة من الأراضى القابلة للزراعة تتراوح ما بين 50 إلى 100 مليون فدان لكن لا يتم زراعتها بسبب التكلفة العالية اللازمة لذلك، وبالتالى نحن من حقنا أن نشعر بالأسى من التعدى على الأراضى والمصارف المائية القائمة بالفعل، مشددا على ضرورة عدم السماح بإهدار حاضرنا ومستقبل أولادنا نتيجة هذه التعديات.
ولفت إلى أن تكلفة المشروع الحالى لمعالجة المياه اللازمة لاستزراع 500 ألف فدان في سيناء والبالغة نحو 160 مليار جنيه هي قروض حصلنا عليها من صناديق عربية بفائدة ميسرة وعلى فترات سداد مريحة لتنفيذ هذا المشروع، لذلك علينا الحفاظ على ما لدينا من أراض زراعية ومجاري مائية.
وأكد الرئيس السيسىي- تعقيبا على كلمة رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء أركان حرب إيهاب الفار- أن القوات المسلحة مسئولة عن تأمين كافة المشروعات التنموية في سيناء؛ لحمايتها من الإرهابيين، مشيرا إلى أن الإرهابيين لا يرغبوا في تنمية سيناء.
وقال: “إنه يتم حاليا إنشاء محطة الحمام الجديدة وهي لا تحتاج إلى تأمين؛ لأنها غير معرضة للخطر، لكن في سيناء يتعين تأمين كل خطوة في مشروعاتها لأن هناك خطرا يهددها، وهو الصراع بين الإرهابيين وبين التنمية في سيناء، لذلك هناك قوات لتأمين حركة العمل حتى ينتهي”.
وتساءل الرئيس السيسي :”هل تعلموا لماذا يوجد الإرهاب في سيناء؟ وأجاب “حتى لا يتم إنشاء تلك الشبكات، وتظل سيناء كما هي، وتصبح الحرب حربين “حرب ضد الإرهاب وحرب البناء”، موضحا أن تلك المشروعات والشبكات تبلغ تكلفتها مليارات الجنيهات حتى تشهد سيناء تنمية حقيقية.
وأضاف “أريد أن أوضح للناس أن نقل المياه لأكثر من 100 كيلو، يستلزم العمل الهندسي والمنشآت والمواد الداخلة في نقل تلك المياه حتى تصل إلى الأماكن التي سيتم زراعتها، والتي تسمى بشبكة نقل المياه أو شبكة الري”.
وتابع الرئيس: “وحتى نقوم بعمل هذه الشبكات يتعين علينا إنشاء نفق أو ترعة أخرى توضع فيها المواسير، ثم يتم تأمينها بشكل جيد، ثم يتم ردمها، ثم تصل المياه”.
وأضاف “المحطة المقامة في الدلتا الجديدة، تستهدف 7 ملايين متر مكعب من المياه يوميا، ويتم نقلها عبر ترعة مكشوفة حتى يتم زراعة مليون أو مليوني فدان”.
وقال الرئيس السيسي “نشكر الله أن ساعدنا على إقامة تلك المشروعات”.
أ ش أ