أحدثت وفرة مصادر الطاقة الكهربائية المتجددة وغير المتجددة، عبر المشروعات التى أنشأتها الدولة على مدار السنوات الست الماضية ومن بينها محطة بنبان، طفرة فى أعداد الشركات المصنعة لنظم الإضاءة ولمبات الليد.
قال محمد حلمى هلال رئيس جمعية مهندسى ومستثمرى الطاقة، إن رغبة مصر فى ترشيد استهلاك الطاقة من خلال الاعتماد على نظم الإضاءة المتطورة والموفرة دفع العديد من الشركات المحلية إلى مواكبة هذا التطور فى تحديث خطوط إنتاجها وإنشاء مصانع تتواكب مع المتطلبات الحالية.
أضاف لـ«البورصة»، أن الجمعية خاطبت جميع الشركات العاملة فى صناعة نظم الإضاءة بجميع أنواعها، للمشاركة فى المناقصات التى تطرحها الحكومة بشكل مستمر لتوريد احتياجتها من تلك المنتجات.
وأشار هلال، إلى أن الإضاءة الحديثة هى المستقبل فى توفير الطاقة، وثمة فرص واعدة للقطاع الخاص فى هذا المجال نظراً لكون اللمبات الحديثة توفر %98 من الطاقة. فاستهلاكها يتراوح بين3 5 وات فقط، بالإضافة إلى أن جودة الإضاءة مرتفعة.
وبجانب المردود الاقتصادى لنظم الإضاءة الحديثة على الدولة، فإن دول العالم باتت تنظر إليها على أنها عنصر جمالى وأحد الوسائل الترويجية للمعالم السياحية، عن طريق استخدامها فى إضاءة المعالم التاريخية كما فعلت مصر مؤخرًا فى ميدان التحرير ومتحف الحضارة.
أكد رئيس جمعية مهندسى ومستثمرى الطاقة، إن الترويج لإقامة مصانع لإنتاج تلك الكميات التى يتم استيرادها من نظم الإضاءة ولمبات الليد المقدرة بـ230 مليون لمبة سنويًا، سيكون له مردود ايجابى على الدولة المصرية فى توفير العملة الصعبة، وآلاف فرص العمل للشباب.
وطالب هلال بتفعيل قرارات الرئيس عبدالفتاح السياسى ومنع استيراد المنتجات غير المطابقة للمواصفات والمعايير الأوروبية، حفاظًا على الاستثمارات العاملة فى القطاع وتحفيزًا لدخول مزيد من الشركات الأجنبية إلى السوق المصرى.
وشدد على أن التراخى فى التصدى لتلك الظاهرة وهى استيراد المنتجات رديئة الجودة قد يجعل من المشروعات التى تنفذها الدولة بغرض ترشيد استهلاك الطاقة عديم الفائدة.. لذلك لابد من تشكيل جهة استشارية تتبع مجلس الوزراء لمراقبة المواصفات الفنية اللازم توافرها فى منتجات الإضاءة بشكل عام.
أكد هلال أن استخدام لمبات الليد يوفر %70 من إجمالى الاستهلاك السكنى من الكهرباء البالغ %35 من إجمالى الطاقة المنتجة، وهذا ما يجعله قطاعا واعدا أمام الشركات لضخ استثمارات جديدة، والترويج للفرص المتاحة على كبار المستثمرين فى جميع القطاعات.
وطالب بتغيير منظومة إضاءة مصر بالكامل كى تتوافق مع المعايير العالمية الجديدة، مؤكدًا أن مبادرة الرئيس التى أطلقها باستبدال اللمبات بأخرى أكثر ترشيدا للطاقة لها مردود إيجابى على الشركات المنتجة والدولة.
وأشار إلى أن نسبة المكون المحلى فى صناعة لمبات الليد ارتفع إلى %70 بعد أن قامت الصناعات المغذية بصناعة ألومنيوم الألواح المعدنية محليا.
وعن حجم استهلاك الطاقة فى القطاعات المختلفة، أوضح أن القطاع الصناعى يستهلك %26.2، تمثل الإضاءة %10 منها، ويمكن من خلال مشاريع تحسين كفاءة الطاقة توفير %60 من إجمالى ما يستهلكه القطاع الصناعى.
ويستهلك القطاع السكنى %42.1 من إجمالى الطاقات المنتجة، ويمكن توفير من %60 إلى %80 من الاستهلاك، فى حين يستحوذ القطاع التجارى على %55.5 يتم استهلاك %60 من هذه النسبة فى الإضاءة فقط، ويمكن توفير %60 من إجمالى النسبة المخصصة للقطاع من الكهرباء،
كما يبلغ استهلاك نسبة المبانى الحكومية %14، ويمكننا توفير %65، فى حين يستهلك النشاط الزراعى %15، ويمكن توفير نسبة %10.
أكد هلال، أن جائحة كورونا عطلت استثمارات كثيرة كان مستهدف ضخها فى قطاع صناعة الإضاءة خلال العامين الماضيين، مشيرًا إلى أن انحسار الوباء حاليًا، سيمكن الشركات من استئناف أعمال التشغيل والإنتاج خلال فترة قريبة.
قال هلال الذى يرأس مجلس إدارة الشركة المصرية للصناعات المتطورة «فيوتك»، إن الشركة تستكمل معدات مصنعها الجديد بمدينة السادات استعدادًا لافتتاحه مطلع العام المقبل.
ويتجاوز إجمالى استثمارات المصنع 300 مليون جنيه، وكان مقررا افتتاحه العام الحالى.. إلا أن التداعيات السلبية لجائحة كورونا دفعت الشركة إلى إرجاء الافتتاح لحين وضوح الرؤية وتحسن وضع السوق.
ويعتمد المصنع على تقنيات جديدة لاستغلال الطاقة الشمسية فى إنتاج الألواح والبطاريات المخزنة للطاقة، بالإضافة إلى إنتاج لمبات الليد بتكلفة أقل من مثيلتها الحالية.
وتابع:«شركة فيوتك، تعمل فى فى مجال تصنيع اللمبات والكشافات الموفرة للطاقة داخل السوق المحلية منذ عام 1979 بجودة تنافس شركة فيليبس الألمانية وبأسعار أفضل».
وفازت الشركة بمناقصة توريد كشافات موفرة للطاقة بمطار القاهرة رغم تولى الشركة الالمانية التوريد منذ سنوات.
ولفت هلال إلى أن الشركة فازت أيضا بتوريد كشافات فى مشروع العاصمة الإدارية الجديدة قبل فترة، الأمر الذى يسهم فى تطوير أنشطة الشركة خلال الفترة المقبلة.
وعن الخطة التصديرية للشركة، قال هلال إن الشركة تسعى لفتح أسواق تصديرية جديدة من خلال بعثات ترويجية للمغرب وتونس والجزائر، بدلاً من الأسواق التى توقف التصدير لها مثل العراق واليمن وسوريا، فيما تتواجد الشركة بقوة فى أسواق الأردن ولبنان والسودان.