تُجهز وزارة الزراعة لإرسال لجنة طبية إلى دولة البرازيل؛ لمعرفة الموقف الوبائى لمرض جنون البقر لديها، خاصة بعد انتشار فيروس «نيباه» فى السوق الهندى كثانى أكبر مورد لحوم إلى مصر بعد البرازيل.
قالت مصادر فى وزارة الزراعة لـ«البورصة»، إنَّ «موقف اللحوم فى مصر حالياً يسير بشكل شبه منتظم، رغم ارتفاع أسعار بعض المنتجات منه؛ بسبب ضعف المعروض، لكن الوزارة تحاول منع وجود أى اختناقات فى السوق».
أوضحت أن وزارة الزراعة تُجهز حالياً لإرسال لجنة من أطباء الهيئة العامة للخدمات البيطرية إلى البرازيل؛ للوقوف على موقف مرض جنون البقر، وما إذا كانت عودة فتح باب الاستيراد ستضر بالسوق المصرى أم لا.
وظهر مرض جنون البقر فى البرازيل، نهاية شهر أغسطس الماضى، ولم تُبلغ السلطات البرازيلية سوى عن إصابتين فقط، ولم تُعلن بعد عن المُستجدات الأخيرة للموقف.
أضافت أن النتائج التى ستتوصل إليها اللجنة هى التى ستحدد قرار عودة اللحوم البرازيلية إلى مصر من عدمه.
أشارت إلى مساعى الوزارة لتوفير احتياجات السوق المحلى من اللحوم عبر الأسواق الرئيسية باستمرار، لكن الفترة الأخيرة شهدت أزمات فى أبرز أسواق الاستيراد، ما يجعلها فى موقف صعب.
قال شريف عاشور، رئيس شركة الجزيرة لاستيراد اللحوم، إنَّ حركة التوريد من البرازيل متوقفة منذ 30 يوماً مضت، ولن تصدر موافقات استيرادية جديدة قبل التأكد من خلو البرازيل من أى مسببات تضر بالسوق المحلى.
أوضح أن واردات اللحوم البرازيلية متراجعة منذ ما قبل الأزمة؛ نتيجة الأزمات العالمية التى أثرت على حجم المعروض والأسعار فى الوقت ذاته، على خلفية اتفاق بين الصين والبرازيل لتغطية 25% من احتياجات «بكين»، ما رفع الأسعار فوق 5000 دولار للطن.
وفقاً لبيانات حكومية رسمية، تراجعت واردات اللحوم المجمدة من البرازيل فى أول 8 أشهر من العام الجارى إلى 141 ألف طن مقابل 288 ألف طن فى الفترة نفسها من العام الماضى بانخفاض 51%.
تستهلك مصر سنوياً نحو 900 ألف طن لحوم، تنتج منها نحو 470 ألف طن، وتستورد نحو 430 ألفاً، منها 300 ألف طن تقريباً لحوم مجمدة، ونحو 150 ألف طن لحوم حية.
أضاف أن «مصر توفر ما يزيد على 95% من وارداتها من اللحوم سنوياً عبر البرازيل والهند، وتوقف السوقين فى توقيت واحد سيضر بالمعروض المحلى وقد ترتفع الأسعار لمستويات قياسية جديدة».
حذرت مصادر من عدم وجود بديل لأسواق البرازيل والهند، من ناحية الكميات المطلوبة والأسعار كذلك.
أوضح أن انخفاض المعروض من اللحوم خاصة من الهند سينال من استثمارات القطاع الصناعى، الذى يضم أكثر من 750 مصنعاً، وسيجدون صعوبة فى توفير بديل مناسب من حيث التكلفة والجودة المطلوبة.
قال محمود بسيونى، مدير عام غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، إنَّ ظهور فيروس نيباه فى الهند قد يغير من السوق العالمى كثيراً حال تفشى المرض بصورة أكثر، إذ قد يتسبب فى وقف التصدير ومن ثم ستتأثر جميع الأسواق التى تعتمد على «الهند» لتوفير احتياجاتها من اللحوم.