يعد المجلس التصديرى لمواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية، مذكرة عن مصانع الأسمنت يجدد فيها مطلبه من وزارة التجارة والصناعة بسرعة التدخل لتوصيل الغاز الطبيعى للمصانع بعد القفزات المتتالية فى أسعار الفحم عالمياً ووصولها لمستويات قياسية.
قال المهندس فاروق مصطفى، نائب رئيس المجلس، إنَّ مصانع الأسمنت معرضة للتوقف فى ظل ارتفاع أسعار الفحم ونقص المعروض منه عالمياً.
وطالب وزارة التجارة والصناعة بسرعة التدخل لإنقاذ المصانع وتوفير نحو 50% من احتياجاتها من الغاز الطبيعى لمساعدة الشركات فى تجاوز الأزمة الراهنة والزيادة فى أسعار الفحم من 80 دولار للطن إلى 195 دولاراً خلال فترة تفشى الوباء.
وكانت مصانع الأسمنت تقدمت للوزارة الشهر الماضى بنفس الطلب، ويأتى ذلك بعد مرور نحو 7 سنوات على قرار الحكومة إلزام الشركات باستخدام مزيج وقود من الفحم والمخلفات.
أشار إلى أن الطاقة فى صناعة الأسمنت تتجاوز حصتها 60% من إجمالى تكلفة صناعة الأسمنت، كما أن هذه الزيادات ستسهم فى ارتفاعات كبيرة فى أسعار المنتج وستخفض تنافسيته التصديرية مقارنة باعتمادها على الغاز الطبيعى المتوفر محلياً.
أضاف أن «المجلس التصديرى لمواد البناء والحراريات والصناعات المعدنية سيجتمع خلال أيام لمناقشة هذه المشكلة؛ حتى لا يتعرض نحو 22 مصنعاً للأسمنت لخسائر كبيرة ربما يصعب حلها بعد ذلك».
ويتداول الفحم عند أسعار مرتفعة، ما دفع مؤشر الصناعة يوم الجمعة إلى الاقتراب من تخطى المستوى القياسى السابق البالغ 192.50 دولار، والذى تم تسجيله فى يوليو 2008، ويتداول العديد من شحنات الفحم الأسترالى فوق 200 دولار للطن المترى الأسبوع الماضي، وواصلت ارتفاعاتها لتسجل 234 دولاراً للطن مترى، لحظة إعداد التقرير وفقاً لمنصة جلوبل كو (global COAL).
وقالت ريهان حمزة، محلل القطاع الصناعى بشركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية، إنَّ مصانع الأسمنت يجب أن تضمن استدامة ضخ الغاز الطبيعى لمصانعها كمصدر للطاقة بديلاً للفحم.
وأضافت لـ«البورصة»، أن الأولوية فى استدامة الحصول على الغاز فى الوقت الحالى لقطاعات الحديد، والبتروكيماويات، التى تحتاج الغاز كمصدر أساسى للطاقة، خاصة فى ظل بوادر الأزمة العالمية للطاقة.
كما استبعدت إمكانية حصول مصانع الأسمنت على الغاز كمصدر للطاقة، واستدامة عملية الضخ للمصانع، فى ظل الأزمة الحالية للطاقة، ومع إمكانية تشغيل المصانع لوحداتهم بالفحم.
وتحوّلت محطات توليد الكهرباء الأوروبية إلى الفحم؛ بسبب نقص إمدادات الغاز الطبيعى، ودخلت سوق التداولات الفورية لتأمين مزيد من الشحنات، كما طالبت روسيا بضخ مزيد من الإمدادات فى المقابل، قد يؤدى تحرك الصين لتأمين مزيد من الإمدادات، إلى تفاقم الأزمة، فى الوقت الذى تكافح فيه أوروبا من أجل تأمين الوقود هذا الشتاء.
يذكر أن مصر استوردت نحو 6.32 مليون طن من الفحم الحرارى فى 2019، بزيادة 31% على العام السابق، وفقاً لما ذكرته وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية فى دراسة لها.