«زيادة»: فتح الأسواق الخارجية وتوطين الصناعة هدفان رئيسيان لمصر
انطلق معرض «فارماكونكس» لصناعة الأدوية فى شمال إفريقيا، بمركز مصر للمعارض الدولية بمدينة القاهرة الجديدة، بمشاركة 150 شركة تمثل 15 دولة عربية وأجنبية.
وجاءت النسخة الثامنة من المعرض هذا العام (3_5 أكتوبر) تحت رعاية وزارة التجارة والصناعة وهيئة الدواء المصرية، وهى تعد من أهم دورات المعرض، إذ تعقد بالتعاون مع سلسلة المعارض العالمية CPhI.
قالت الدكتورة رشا زيادة، مساعد رئيس هيئة الدواء المصرية لشئون التطوير وتنمية القدرات، إن توطين صناعة الدواء الهدف الرئيسى الذى تضعه الهيئة نصب أعينها، وتستهدف الهيئة استمرار تأمين توافر دواء آمن وفعال وذو جودة عالية بشكل منتظم ومستدام للمريض، مع ضرورة فتح آفاق خارجية للتصدير.
أضافت زيادة أن الهيئة تقدم كل سبل الدعم الفنى للشركات المصنعة؛ لتيسير تسجيل وبدء تداول عدد من المستحضرات الهامة المخطط إنتاجها محلياً.
ويغطى المعرض القطاعات الأساسية للتصنيع الدوائى منها المواد الخام والمواد الفعالة، والآلات والمعدات والتكنولوجيا، وتعبئة وتغليف الأدوية، والأدوية الحيوية ومعدات المختبرات وجميع جوانب سلسلة توريد الجرعات النهائية بمشاركة العديد من الدول العربية والأجنبية منها مصر، والأردن، والهند، وألمانيا، وإيطاليا وأسبانيا.
وافتتح السفير الهندى، أجيت جوبتيه، جناح بلاده فى المعرض، ويضم أكثر من 50 شركة متخصصة فى إنتاج المواد الخام والمواد الفعالة بالإضافة إلى الآلات والمعدات والتكنولوجيا.
وأعرب السفير عن رغبة بلاده الدائمة فى دعم العلاقات الثنائية مع مصر، التى وصفها بأنها علاقة وطيدة بالإضافة إلى حرص الشركات الهندية الدائم على المشاركة فى معرض «فارماكونكس» كونه منصة رائعة لتلاقى مصنعى الأدوية فى إفريقيا.
وقال مصطفى خليل، مدير المعارض بشركة «إنفورما مصر»، المنظمة لمعرض «فارماكونكس»، إن قطاع الصناعات الدوائية يعد واحدًا من أقدم القطاعات الاستراتيجية فى مصر، إذ تولى الدولة اهتمامًا كبيرًا بتحقيق الاكتفاء الذاتى من الأدوية، كما تبنت سياسات تستهدف تطوير الأدوية فى مراحل الصناعة المختلفة، وذلك على مستوى المواد الخام المستعملة فى المستحضرات الطبية والكيماويات الأساسية والتصنيع والتعبئة وكذلك التسويق والبيع والتصدير.
«خليل»: الدولة مهتمة بتحقيق الاكتفاء الذاتى.. وتبنت سياسات التطوير
ويأتى الدور الحيوى الذى يقوم به معرض «فارماكونكس» من خلال الربط بين كبار المشترين والمصنعين المحليين المتخصصين فى مجال الأدوية بأهم الموردين المحليين والدوليين لخلق فرص شراكات تجارية جديدة تسهم فى تعزيز قطاع الصناعات الدوائية وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية للصناعات المحلية.
كما شهد المعرض إطلاق مؤتمر «فارماكونكس» المتخصص والذى يتضمن أكثر من 20 جلسة علمية لمناقشة أحدث التقنيات والتحديات فى الصناعة والتى تهدف إلى تطوير صناعة الدواء فى إفريقيا وسبل الرقى بالمنتج النهائى المصرى للتنافس فى الأسواق العالمية، بالإضافة إلى ورشة عمل عن الغرف النظيفة والتى يتم تنظيمها بالشراكة مع «DITTEL Engineering».
و قال على رشدى، مدير مبيعات شركة ايبيكس المتخصصة فى تجهيزات مصانع الأدوية، إن عودة المعارض بعد فترة من التوقف، هى تحرك إيجابى تجاه النشاط الاقتصادى لطبيعته.
وأضاف رشدى أن وباء كورونا أثر بشكل سلبى على المشاركة بالمعارض مقارنة بما قبل الجائحة وتشهد الدورة الحالية من المعرض مشاركة فعالة للشركات الهندية العاملة بقطاع الدواء.
وأشار إلى أن السوق المصرى بدأ الانتعاش مقارنة ببداية الجائحة، إذ بدأت الشركة فى تلقى طلبات من مصانع أدوية تحت التأسيس بشأن توريدات، وهو ما كان متوقفا تماما خلال 2020.
وقالت داليا ويليم، ممثلة عن شركة اذيلس المتخصصة فى توزيع استيراد خامات الأدوية، إن المعرض يشهد خلال دورته الحالية اقبالا قويا وغير متوقعا فى ظل ظروف قيود السفر التى يعيشها العالم كله.
وأضافت أن ثمة اهتمام بالغ من الشركات الهندية ولكن هناك غياب للشركات الأوروبية، وذلك يرجع لظروف الجائحة، ولكن من المعتاد مشاركتهم فى المعرض واهتمامهم البالغ بالسوق المصرى.
وأكدت ويليم، أن السوق المصرى يشهد انفراجة فى الوقت الحالى بعد اتجاه شركات الأدوية لتكوين مخزونات جديدة من خاماتها مما خلق انتعاش ملحوظ فى سوق الخامات.
وقالت مونيكا جورجى، ممثلة شركة هيتيرو الهندية المتخصصة فى صناعة المواد الفعالة للأدوية، إن المشاركة فى المعرض الحالى تعد بداية انتعاشة لنشاط المعارض والنشاط الاقتصادى عموما خاصة بعد الآثار السلبية لجائحة كورونا.
تواجد هندى وعربى ملحوظ وتوقعات بنمو السوق العام المقبل
وأشارت إلى أن شركات الدواء الهندية تحرص على المشاركة بقوة فى معرض فارما كونيكس لمواكبة كل ما هو جديد بصناعة الأدوية وفتح أسواق جديدة.
أضافت جورجى، أنه مازالت هناك قيود على حركة السفر فى معظم دول العالم، وهذا هو سبب بطء عودة الأنشطة الاقتصادية لطبيعتها، ولكن التحرك ولو كان بطيئا هى مسألة إيجابية.
قالت مارينا ميلاد، مسئول تسويق فى شركة آدكم، إن المشاركة فى المعرض خلال العام الحالى تعتبر قوية جدا بالنسبة للظروف التى يعيشها العالم بسبب قيود السفر.
وأضافت أن المعرض خلال دورته الحالية شهد مشاركة عربية ملحوظة.. لكنه شهد ضعفا فى إقبال الزوار الأوروبيين، وهو أمر غير معتاد فى معرض فارما كونيكس.
وعزت ذلك لاستمرارية الجائحة والقيود الأوروبية على حركة السفر.
وأشارت إلى أن سوق خامات الأدوية يعانى خلال العام الحالى، بسبب ان المصانع خلقت مخزونات ضخمة لديها من احتياجاتها، وهو ما تعتمد عليه حاليا.. لذلك هناك ركود فى سوق الخامات لدى الموزعين.
وتابعت: «الإيجابى خلال العام الحالى هو استمرارية حركة السوق حتى وإن كانت بطيئة.. ولكن الاستمرارية فى حد ذاتها أمر إيجابى، يوحى بقرب حدوث انفراجة.»