«يمكنك أن تحصل على تمويل بحد أقصى 1500 جنيه فى 10 دقائق».. هذا ما تقدمه شركة «كاشات» الناشئة المتخصصة فى مجال التمويل الأصغر «النانو فاينانس» والحاصلة على ترخيص بمزاولة النشاط من الهيئة العامة للرقابة المالية.
وتقدم الشركة الناشئة خدمات مالية متناهية الصغر منها القروض، وتستهدف من خلالها التعامل مع الفئات التى لا تتعامل فى الأغلب مع البنوك، أى تلك التى تعانى من صعوبة الانضمام تحت مظلة الشمول المالى.
وبدأت فكرة المنصة لدى مؤسسيها «علوى تيمور» و«كريم نور» و«سومير فاروقى» من وضع معين يمس أغلب المصريين أصحاب شريحة الدخل المتوسط، والتى عادة تواجههم أزمة فى آخر الشهر لاستكمال توريد الخامات اللازمة لمشروعاتهم الصغيرة، ومن هنا بدأت فكرة المنصة بتوفير تمويل صغير يسدد على فترة زمينة معينة يساعد تلك الشريحة على استكمال مشروعها وتوفير الخامات اللازمة، لاستمرار دورة العمل.
وفى ظل تصاعد اهتمام الدولة بالتكنولوجيا المالية، بدأ الإعداد لإصدار قانون للتكنولوجيا المالية.
وانطلاقًا من هذا حاورت «البورصة» كريم نور وسومير فاروقى مؤسسى منصة «كاشات»، وقال نور إن تصور المصريين لكلمة مشروع أنه حجم كبيرمن التمويل، ولكن احتياج شخص لجزء من التمويل لملء خزان سيارته التاكسى بالبنزين هو فى حد ذاته مشروع.
وأضاف، أن هذا الاحتياج هو فكرة تدشين منصة كاشات لتوفير تمويل بحجم صغير بصورة سهلة من حيث الحصول على التمويل أو السداد، تزامنًا مع حملة البنك المركزى للشمول المالى.
وذكر أن تخصص شركات كاملة فى هذا النوع من التمويل الخاص «النانو فاينانس» صعب للغاية، خاصة وأن تكلفة الحصول على العميل فى بعض الأحيان أكبر من حجم التمويل.
وأشار إلى أن تدخل التكنولوجيا فى هذه الجزئية يساهم بشكل كبير فى توفير جزء كبير من تكلفة الحصول على العميل، خاصة وأن العملية كاملة داخل تطبيق كاشات إليكترونية من وقت التقديم وحتى الحصول على القرض.
وكشف عن أن الشركة تقدم حجم تمويل يبدأ من 100 جنيه وحتى 1500 جنيه، ونظم سداد تصل إلى 61 يوما، أو برنامج سداد خلال شهر، أو أسبوعين.
وأوضح أن الشخص الراغب فى الحصول على التمويل يقدم طلبا من خلال التطبيق الإلكترونى من «جوجل بلاى» ويجيب على الأسئلة الموجود فى الاستمارة خاصة بالسن، والحالة الاجتماعية، والعمل، والمرتب، قروض سابقة، وصورة شخصية، وصورة لبطاقة الرقم القومى.
على أن يقوم النظام الخاص بالشركة بفحص صحة الأوراق وتطابق البيانات ببطاقة الرقم القومى، وحساب المدة الزمنية التى استغرقها الشخص للتسجيل تدخل ضمن التقييم، ثم يقوم النظام بالموافقة أو الرفض على الطلب.
أشار إلى أن النظام ينظر إلى السلوك وراء الإجابات، وليس نوعية الإجابات على الأسئلة الموجودة، مؤكدًا أن عملية الحصول على تمويل تصل إلى 10 دقائق، ويسعى المؤسسون لتسهيل الخدمة لتصل إلى دقيقة واحدة فى وقتًا لاحق.
وأوضح نور، أنه حال الموافقة على الطلب يقوم النظام بتحويل الأموال عبر محفظة الهاتف المحمول، أو الاستلام من خلال منافذ شركتى «فورى للمدفوعات»، و«أمان للمدفوعات»، والتحصيل يكون عن طريق نفس الخدمة.
و أكد أن الشركة تسعى لزيادة مصادر الدفع الإليكترونى لتسهيل عملية الحصول على التمويل أو السداد إليكترونيًا، وتخطط لإضافة محفظة «أورانج كاش»، و«اتصالات كاش».
وتابع قائلاً: «نحن محظوظون أننا فى وقت تدرك فيه الحكومة وصناع القرار والرقيب أهمية الشمول المالى ويسعون لتعزيزه، متوقعًا تطبيق نظام «السويتش» بين مقدمى خدمات الدفع اللحظى خلال عام، عبر شركة بنوك مصر للتقدم التكنولوجى، وهو ما يساعد فى ربط مقدمى الخدمات ببعضهم عبر شبكة المدفوعات الإلكترونية التى ستربط كافة أطراف السوق ويمكن التكامل مع كافة منصات الدفع بدلاً من إهدار الوقت والجهد فى عمليات التكامل الفردية مع كل مقدم للخدمة على حدة.
وذكر، أن البنك المركزى المصرى، والهيئة العامة للرقابة المالية ساهما فى إعطاء السوق دفعة قوية خلال فترة تفشى كورونا، مما أدى إلى تحقيق مستهدفات 3 سنوات فى عام واحد.
واستطرد، أن الشركة دائما تعمل على تطوير نظامها الإليكترونى مع كل عمليات تمويل بها المنصة، وعملية الموافقة والرفض مبنية على الملف الشخصى للمتقدم وتقييم النظام له.
وأكد أن عملية التقييم تقوم فقط على تاريخ التمويلات التى قامت بها الشركة من خلال نظامها الإليكترونى، الذى يتم تطويره بصفة مستمرة.
وذكر، أن الشركة تتعاون مع «I score» من حيث عمليات التقييم الائتمانى، والشركة لا تقوم بأى إجراء ضد من امتنع عن السداد إلا عملية التقييم الائتمانى، وتقدم تقريرا لها عن الشخص الممتنع.
وأشار نور، إلى أن نسبة المخاطرة محدودة خاصة وأن الشركة تدرس دائما الأسباب وراء الامتناع عن السداد، ويقوم النظام الخاص بالإقراض داخل الشركة بتصنيف العملاء، وعملية الدراسة المستمرة توفر بدورها استدامة التمويل.
وتابع، أن الاختلاف بين نموذج عمل كاشات، وشركات التمويل متناهى الصغر يتمثل فى استخدام التكنولوجيا والتى تفضلها المنصة، خاصة أن شركات التمويل متناهى الصغر تتكبد تكلفة كبيرة بسبب أعداد العاملين والتكاليف التشغيلية للفروع.
وأشار سومير فاروقى، إلى أن فكرة المنصة تم تطبيقها فى أكثر من دولة خارج مصر مثل باكستان، وكينيا، وبلجيكا، وأمريكا، بالإضافة إلى بريطانيا، ولا يوجد ما يمنع نموذج المنصة من النجاح فى مصر.
أضاف فاروقى أن الشركة لا تضيف فائدة على مبلغ التمويل المطلوب، بل تضع رسوما محددة تصل إلى 50 جنيها على الألف جنيه، ولا تحتسب غرامة للتأخير عن السداد.
وكشف عن أن %51 من عملاء كاشات يقوموا بإعادة التمويل مرة أخرى من الشركة، وبلغ عدد العملاء حاليًا 68.6 ألف طلب تمويلى.
وأكد أن الشركة منذ التأسيس فى يناير 2020 وهى مازالت فى مرحلة التجارب التشغيلية، وتعتبر دخولها السوق وسط جائحة «كورونا» حظًا جيدًا بسبب دعم تلك الأزمة لعمليات التحول الرقمى بصورة أسرع.
وردًا على تساؤل البورصة حول نية الشركة للتوسع لتقديم خدمة تمويل متناهى صغر فى خطتها المستقبلية، قال فاروقى إن الشركة تهتم أكثر بالتمويل الأصغر وترى فرصا واعدة فى هذا القطاع، وهدفها خدمة شريحة كبيرة من العملاء فى هذا القطاع.
وأكد أن السوق به فرص كبير، وقطاع التمويل الأصغر لا يعانى من مشكلة طلب، بل مشكلة عرض.
و أوضح، أن الشركة أجرت جولتين تمويلتين خلال العام الجارى بقيمة 2.4 مليون دولار، وهذا يمثل إجمالى التمويلات التى جمعتها الشركة.
وذكر فاروقى، أن الشركة تخطط للقيام بجولة تمويلية جديدة قبل نهاية العام الجارى، ويجرى اختيار قائدها بعد مفاوضات مع أكثر من جهة، وتوقع أن تشهد الشركة مزيدًا من عمليات النمو خلال الفترة المقبلة.
وأكد، تفاؤله باهتمام الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية بالشركات الناشئة، والذى سيعمل بدوره على تذليل العقبات أمام تلك الشركات.
وذكر نور وفاروقى أن التحدى الأكبر أمام الشركات الناشئة فى مصر هو إيجاد كوادر ذات خبرات كبيرة، خاصة فى المجالات الجديدة التى تتواجد أول مرة فى مصر.
وتأسست منصة كاشات لخدمات التمويل الأصغر على يد «علوى تيمور» رئيس مجلس إدارة شركة «فاروس» سابقًا، و«كريم نور» المدير التنفيذى لوكالة طارق نور للدعاية والإعلان، و«سومير فاروقى» فى عام 2020.