تمثل محاصيل الفول الصويا والذرة الصفراء عناصر رئيسية لإنتاج الزيوت لنباتية، وتعتمد عليها صناعة الأعلاف بنسبة تمثل %90 من المدخلات، لكن تظهر الأزمة من خلال الاعتماد على السوق العالمية فى هذا الشأن، إذ تستورد مصر أكثر من %80 من احتياجاتها من المحصولين سنويًا.
قال أنور العبد، رئيس شركة الأهرام للدواجن، إن الاعتماد على الأسواق العالمية فى توفير احتياجات صناعة الأعلاف من كسب الفول الصويا والذرة الصفراء والمضافات يرهق الصناعة كثيرًا، خاصة بعد التوترات الاقتصادية التى أصابت الدول المنتجة فى الفترة الأخيرة جراء التغيرات المناخية وأزمة تفشى فيروس كورونا.
أوضح العبد، أن الاعتماد على السوق العالمية يجبر الصناعة المحلية على الارتباط بالأسعار المطروحة فى البورصات، وبالتالى تحرك كبير فى التكاليف، ومن ثم الأسعار النهائية للبيع، ومع ارتفاعها لمستويات جديدة دائمًا ما تُصاب السوق بأزمة.
ووفقًا للرئيس السابق لاتحاد منتجى الدواجن نبيل درويش، فإن الأعلاف تمثل %70 من مدخلات إنتاج الدواجن فى مصر، وارتفاع أسعارها يكبد المنتجين الكثير من الخسائر، خصوصا صغار المزارعين الذين يمثلون بدورهم نحو %70 من الإنتاج السنوى من الدواجن، وأى تأثير عليهم ينعكس على المعروض العام.
أوضح درويش، أن ارتفاع أسعار الأعلاف يجبر المنتجين فى بعض الأحيان على الخروج من السوق ولو فترة زمنية قصيرة، وبالتالى لا يستقر السوق، وفى النهاية تتضرر استثمارات إجمالية عاملة فى السوق تتخطى 90 مليار جنيه.
أضاف ثروت الزينى رئيس شركة الأسد للأعلاف، أن فول الصويا يمثل %30 من مدخلات العلف، والذرة الصفراء تمثل %60، فى حين تمثل الإضافات %10 فقط.
تابع: «يمكن استيراد الإضافات، لكن يجب تقليل استيراد الذرة والصويا، والتحول لزراعتهما محليًا، وهو ما سيوفر التكلفة الدولارية على الدولة من ناحية، وسيوفر على الصناعة الأزمات الاقتصادية من ناحية أخرى».
وتستقر أسعار الأعلاف الفترة الأخيرة قرب أعلى مستوى تاريخى لها بواقع 8000 جنيه للطن فى المتوسط، وهى تكلفة يرى العاملون فى الصناعة أنها غير مقبولة.
وقال أشرف محمد، تاجر أعلاف، إن ارتفاع أسعار الأعلاف دائمًا ما يقلل المبيعات، وبالتالى يتأثر كافة العاملين بالصناعة وأيضًا التجار لانخفاض حجم الأعمال، وترتد النتيجة السيئة على السوق فى النهاية على شكل انخفاض المعروض من الثرة الحيوانية بشكل عام.
طالب محمد، بوضع حلول سريعة لإنقاذ السوق وتجنب حدوث أزمة فى المستقبل، خصوصا بعد أن حققت مصر الاكتفاء الذاتى من إنتاج الدواجن، لكن لا تزال المشكلة قائمة بالنسبة للماشية والأسماك.