احتفل الإيفواريون باكتشاف مجموعة الطاقة الإيطالية «إينى» لما يصل إلى 2 مليار برميل من البترول فى المياه قبالة ساحل الدولة الواقعة فى غرب أفريقيا، وهو أول اكتشاف كبير منذ عقدين من الزمن.
وبشأن الاكتشاف الذى حدث فى سبتمبر، قال عبدالرحمن سيسى، الأمين العام لرئاسة الجمهورية الإيفوارية: «إنه اكتشاف عظيم».
وأضاف: «تظهر النتائج الأولية أنه يقارب 10 أضعاف احتياطياتنا البترولية الحالية»، فى إشارة منه إلى التقديرات الأولية التى تتراوح بين 1.5 مليار و2 مليار برميل من البترول وكذلك ما بين 1.8 و2.4 طن قدم مكعبة من الغاز المصاحب.
ويوضح سيسى أن البترول قد يبدأ فى التدفق فى غضون أربعة أعوام، مما يعزز الصادرات القادمة من بلد يعد بالفعل أكبر منتج للكاكاو فى العالم، وهذا الأمر سيكون مفيداً بالنسبة للبلد الأفريقى.
مع ذلك، لم يكن الجميع مشاركاً سيسى فى هذه الثقة، إذ وجهت البلاد ضربة للبترول تماماً مثلما فعلت الكثير من دول العالم المتقدم التى بدأت فى التخلص من الوقود الأحفورى، فضلاً عن أن بعض المؤسسات المالية تمتنع عن إدراج المشاريع المسببة لانبعاثات كربونية ضمن ميزانياتها العمومية.
قال كينجزميل بوند، محلل الطاقة فى مركز الأبحاث «كاربون تراكر»: «الناس يقولون لقد وجدنا البترول، ووجدنا الغاز، كلنا سنصبح أثرياء، لكن الانخراط فى استخراج الوقود الأحفورى أكثر خطورة مما كان عليه من قبل وأخطر بكثير مما هو متصور».
ورغم أن ساحل العاج تضخ بالفعل القليل من البترول، إلا أن الخطر يكمن فى أنها ستجلب المزيد «فى وقت يكون فيه السوق فى حالة تدهور بالفعل»، بحسب بوند.
مع تحول الاقتصادات المتقدمة إلى السيارات الكهربائية وانتقالها السريع إلى الطاقة المتجددة، فإن الطلب على البترول سينخفض ولن يتمكن سوى المنتجون الأقل تكلفة من النجاه، وفقاً لما نقلته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية عن بوند.
فى غضون ذلك، تعترض الحكومات الأفريقية، المسؤولة عن %3 كحد أقصى من الانبعاثات العالمية، على الضغط الذى تفرضه البنوك والجهات المانحة للتخلى عن الوقود الأحفورى الذى يقولون إن تصنيعهم وتنميتهم يعتمدان عليه، كما أن العديد منهم، مثل غانا والسنغال وموريتانيا، يستعد الآن لإنتاج الهيدروكربونات.
وقال أليساندرو بوليتى، كبير مسئولى التشغيل للموارد الطبيعية فى شركة «إينى»، إن الاكتشاف فى ساحل العاج يفى بمعايير الشركة الإيطالية للاستثمار، وهذا يرجع جزئياً إلى إمكانية ضخ الغاز المصاحب فى البنية التحتية الحالية التى تمد البلاد بالفعل بـ %60 من الكهرباء.
يذكر أيضاً أن الحكومة الإيفوارية تعتزم زيادة مزيج الطاقة المتجددة من %40 إلى %42 بحلول عام 2030، وفقاً لوزير الطاقة توماس كامارا.
أفريقيا دون بترول.
قال كينى فيهلا، الرئيس التنفيذى لعملاء الجملة فى «ستاندرد بنك»، أكبر بنك فى إفريقيا، إن ثمة خطر من أن العالم كان ينتقل نحو الطاقة الخضراء دون مراعاة احتياجات التنمية الضخمة فى أفريقيا والمناطق الفقيرة الأخرى.
وأضاف أن السيارات القديمة العاملة بالبنزين والديزل ستبقى لفترة أطول فى أفريقيا، حيث تعتمد معظم الدول على الواردات المستعملة فى الجزء الأكبر من أسطولها.
وأشار إلى أنه يكاد يكون من المستحيل الحديث عن أفريقيا دون بترول فى هذه المرحلة، فحتى فى عام 2050 سيظل هناك بعض الاستخدام للبترول، لأن أنواع الوقود الأخرى لن تتطور بشكل كافٍ لتكون قادرة على استبداله.
ومن هذا المنطلق، حث بوند، من «كاربون تراكر»، الحكومات الأفريقية للنظر بشكل أكبر فى تطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التى ستثبت أنها أكثر وفرة وأرخص من الوقود الأحفورى.