عقبات سلسلة التوريد وأزمة الطاقة وأسعار الفائدة لا تزال مهيمنة
لا يزال الاقتصاد الصيني ينمو بوتيرة معتدلة حتى في ظل اشتداد حدة ركود قطاع الإسكان في البلاد، في حين أن الاختناقات في سلسلة الإمداد تواصل التأثير على التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا.
ويبدو أن التضخم الناتج يضغط على محافظي البنوك المركزية حول العالم، بما في ذلك في البنك المركزي البريطاني، لتشديد السياسة النقدية.
وفي غضون ذلك، تتخذ لجنة السياسة النقدية التركية أسلوباً مختلفاً، إذ خفضت أسعار الفائدة وسط آراء مفادها أن التضخم مؤقت.
وقد سلطت وكالة أنباء “بلومبرج” الضوء على أحدث البيانات والتطورات التي شهدها الاقتصاد العالمي، والتي كانت كالآتي:
آسيا
تسبب ركود قطاع الإسكان في الصين ونقص الكهرباء، في تراجع النمو الاقتصادي الربع السنوي الماضي، مع وجود مؤشرات تدل على ظهور مزيد من الألم مع اقتراب فصل الشتاء في البلاد واستمرار القيود المفروضة على العقارات.
وقال المكتب الوطني الإحصائي في الصين يوم الاثنين، إن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد توسع بنسبة 4.9% في الربع الثالث مقارنة بالعام الماضي، بانخفاض عن 7.9% في الأشهر الثلاثة السابقة.
اشتد ركود سوق الإسكان في الصين خلال الأسابيع الأخيرة، مع انخفاض المبيعات وتخلف مزيد من المطورين عن سداد ديونهم.
وربما يكون الانخفاض بنسبة 0.08% في أسعار المساكن الجديدة الموجودة في 70 مدينة في سبتمبر ضئيلاً .. لكنه يشكل ضربة كبيرة محتملة بالنسبة للاقتصاد الذي يعتمد على الصناعات المرتبطة بالممتلكات لما يقرب من ربع الناتج المحلي الإجمالي.
تظهر التجارة الآسيوية إشارات قليلة على التباطؤ رغمن المخاوف من ضعف النمو العالمي، إذ سجلت الصادرات الكورية الجنوبية والتايوانية والصينية مستويات قياسية في سبتمبر كما أن التوقعات قوية أيضاً.
يذكر أن نحو ثلث الطلبيات التي تلقتها الشركات التايوانية جاءت من الشركات الأمريكية، تليها الشركات الصينية وهونج كونج، كما ارتفعت الطلبيات القادمة من أوروبا بنسبة 53% عن العام الماضي.
وأثرت اضطرابات سلسلة الإمداد التي تعيق التجارة العالمية على صادرات اليابان الشهر الماضي مع انخفاض شحنات السيارات، مما أضعف الركيزة الأساسية للانتعاش الاقتصادي للبلاد.
كما يمكن إضافة الأرقام الصادرة عن ثالث أكبر اقتصاد في العالم، إلى الدليل على أن اختناقات العرض الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المميت تؤثر سلباً على التجارة العالمية.
الولايات المتحدة
من المتوقع أن يتفاقم تراكم السفن خارج ميناءي لوس أنجلوس ولونج بيتش، اللذين يعرفان بأنهما أكبر بوابة أمريكية للشحن البحري، إذ سجلت الحاويات التي تنتظر قبالة جنوب كاليفورنيا رقماً قياسياً يبلغ 80 سفينة حاويات في حالة انتظار، فضلاً عن أن هناك مزيدا في الطريق قادم من آسيا.
كما أن تحليل وكالة “بلومبرج” لبيانات الشحن يوضح أن الاختناق الذي بدأ قبل عام تقريباً لا يظهر سوى القليل من الدلائل على التوقف.
ويعتقد المستثمرون أن معدل زيادة أسعار الفائدة الذي سيتخذه البنك الاحتياطي الفيدرالي بحلول نهاية عام 2022 سيكون 0.5%، كما أنهم يتوقعون أن ترفع بعض البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة أسعار الفائدة عدة مرات بحلول ذلك الوقت.
مع ذلك، هذه التوقعات غير مماثلة على الإطلاق للتوقعات التي توقعها محافظو البنوك المركزية بشكل عام خلال الـ 18 شهراً الماضية.
أوروبا
أعلنت الشركات في منطقة اليورو عن تباطؤ حاد في النشاط ناتج عن ضغوط العرض العالمية المتفاقمة والتي تؤدي أيضاً إلى ارتفاع قياسي في معدلات التضخم، كما تباطأ نشاط القطاع الخاص في منطقة اليورو إلى أدنى مستوى له منذ أبريل.
وتسارعت أسعار المستهلكين في المملكة المتحدة بشكل يتجاوز هدف البنك المركزي البريطاني للشهر الثاني، مدفوعة بالاضطراب العالمي في سلاسل الإمداد الذي أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل.
وقال مكتب الإحصائيات الوطنية إن أسعار المستهلكين ارتفعت بنسبة 3.1% في شهر سبتمبر بعد ارتفاع نسبته 3.2% في شهر أغسطس.
الأسواق الناشئة
بدعم من أفكار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان النقدية غير التقليدية، أجرى البنك المركزي التركي خفضاً أكبر من المتوقع لسعر الفائدة على التضخم “المؤقت”، مضيفاً أنه لم يتبق سوى مجال محدود لمزيد من التخفيضات هذا العام.
كذلك، سجلت الليرة التركية مستوى قياسي منخفض.
يشعر شعب بولندا حاليا بالكآبة أكثر مما كان عليه في 6 أشهر مع ارتفاع التضخم وتراجع التوقعات الاقتصادية، ففي ظل ارتفاع معدلات التضخم بالفعل إلى مستوى 5.9%، يشعر المستهلكون بالقلق بشأن قدرتهم على توفير المال والقيام بعمليات شراء كبيرة.
العالم
تشير وحدة “بلومبرج إيكونوميكس” إلى أن طفرة السلع هذا العام ستحول ما يقرب من 742 مليار دولار من دول مستوردة مثل الصين وأوروبا إلى دول منتجة مثل روسيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
ومما لا شك فيه أن المستهلكين حول العالم على وشك التأثر بارتفاع أسعار السلع اليومية، إذ حذرت شركات بداية من شركة الأغذية العملاقة “يونيليفر” إلى شركة تصنيع زيوت التشحيم “دبليو دي – 40” ، مؤخراً، من معاناتها ومواجهتها لصعوبات في سلاسل الإمداد.