تواصل صادرات الزجاج المصرى جنى مكاسبها من غياب المنتج الصينى خلال الفترة الأخيرة عن مناطق متنوعة على خريطة أسواق العالم، فى ظل قفزات أسعار الشحن، لتصبح بديلا لأكبر مُصنع للزجاج وتستحوذ على %50 من الإنتاج العالمى.
وارتفعت معدلات الطلب الخارجى على منتجات الزجاج المسطح وألواح الزجاج فى أسواق متنوعة خلال العام الحالى مما حفز الشركات على زيادة إنتاجها وبالتالى تضاعف الأسعار محليا خلال عام.
قال المهندس محمد خطاب نائب رئيس المجلس التصديرى لمواد البناء والصناعات المعدنية والحراريات، إن العام الجارى شهد نموًا ملحوظًا على الطلب الخارجى على الزجاج المصرى.
وارتفعت صادرات الزجاج بنحو %35، لتسجل 279 مليون دولار خلال الفترة من (يناير أغسطس) من العام الحالى مقابل 207 ملايين دولار خلال الفترة المقابلة من العام الماضى.
أوضح خطاب، أن الطلب لم يقتصر على أسواق بعينها.. بل امتد لدول من مختلف المناطق فى العالم هذا العام، فى ظل تراجع التوريد العالمى لمنتج الزجاج الصينى مع ارتفاع أسعار الشحن.
وأشار إلى أن أكبر معوق حاليا فى حركة التجارة العالمية هى أسعار الشحن القياسية، فضلا عن ندرة الأماكن المتاحة على السفن، وصعوبة الحجز للحاويات، قائلا: «منظومة الشحن حاليا أصبحت مرهقة سواء فى أسعارها أو إتاحتها».
قال خطاب، إن الشركات المصدرة تمكنت من زيادة حصص صادراتها إلى الدول المجاورة والقريبة ليكون المنتج المصرى بديلا لنظيره خاصة للدول التى كانت تستورد من دول بعيدة.
وعلى الجانب الآخر تواجه الصادرات للدول البعيدة التى كان يتم تصديرها مشكلة فى إتاحة وتوفر حاويات للنقل فضلا عن الارتفاع الكبير فى تكلفة الشحن.
وأكد أن صادرات الزجاج المصرى مازالت أمامها فرصًا تصديرية واعدة لزيادة معدلاتها خلال الفترة المقبلة حال انفراج أزمة الشحن العالمية.
تابع: « برنامج المساندة التصديرية الجديد ستكون له نتائج إيجابية على زيادة الصادرات خلال الفترة المقبلة مع توفير دعم شحن لمعظم مناطق العالم الذى يصل إلى %80 فى حالة التصدير لإفريقيا».
وشهدت أسعار الخامات من المحاجر ارتفاعات متتالية خلال العام الحالي، فضلا عن ارتفاع تكلفة النقل رغم استقرار أسعار المواد البترولية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالى.
ولفت إلى أن ارتفاع ملحوظ على الزجاج بمختلف الدول العربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والأمريكتين، وشرق آسيا.
قال خطاب، إن ارتفاع التكلفة يخفض الفرص الخارجية أمام المنتج المصرى؛ مستطردًا: «نسعى جاهدين للحفاظ على تكلفة الإنتاج من القفزات لتكون مناسبة للأسعار العالمية ولا تتجاوزها».
وأوضح أن صادرات الزجاج دخلت إلى دول جديدة لأول مرة هذا العام منها سويسرا وأريتريا وجزر المالديف، قائلاً: «إن موقع مصر الجغرافى جعلها تستفيد من توسطها لخريطة العالم فى الحصول على أسعار شحن جيدة لمختلف مناطق العالم».
من جانبه قال عبد الناصر الباز، رئيس مجلس إدارة شركة المصرية الكويتية للأدوات المنزلية، إن الطلب التصديرى المرتفع على الزجاج بمختلف أنواعه خلال الفترة الأخيرة ساهمت فى مضاعفة سعر أسعاره محليا خلال عام.
وأوضح أن سعر متر الزجاج سماكة 4 مليمترات ارتفع إلى 95 جنيها بعد أن كان 48 جنيها قبل عام وذلك للمنتجات المحلية المعتمدة على الرمال والخامات المصرية.
أضاف أن الطلب الخارجى جعل الشركات تتجه لخفض إنتاج بعض الأنواع لزيادة طاقتها فى المنتجات المطلوبة خارجية مما خفض المعروض المحلى ورفع أسعاره.
ولفت إلى أن ألواح الزجاج تستخدم فى صناعة زجاج أبواب الألوميتال والشبابيك وواجهات المبانى وقطاعات متنوعة أخرى.