عادت شركة مصر إدفو للورق، إلى السوق بعد أعوام من الأزمات التى لاحقتها وقت إنتاج ورق الكتابة والطباعة فقط، ويعود الفضل فى هذا النجاح إلى التحول لإنتاج الكرافت بنى التغليف (نوع من الورق المقوى القاسى) وبعض المنتجات الأخرى ذات الطلب المرتفع فى الوقت الحالى.
وتنتج الشركة حالياً 9 منتجات ورقية، وهى كرافت شنط، وكرافت تغليف، وكرافت كرتون، وكرافت أكواب، ولب غير مبيض، ولب مبيض، وكرافت مبيض، وورق كتابة وطباعة، وورق ملون.
قال الدكتور محمد عبدالله، العضو المنتدب للشركة، إنَّ التحول إلى إنتاج ورق الكرافت البنى لاقى قبولاً واسعاً واستحساناً كبيراً من العملاء سواء محلياً أو خارجياً.. الأمر الذى أثر فعلياً على مبيعات الشركة علماً بأنه سيتم رفع أسعار البيع تدريجياً.
أضاف لـ«البورصة»، أن صادرات الشركة حتى الآن، تبلغ نحو 5206 أطنان، فى حين يبلغ عدد الأسواق التصديرية نحو 11 سوقاً هى تركيا، والصين، والكاميرون، والجزائر، والإمارات، وتونس، وسوريا، والسودان، والسعودية، ومدغشقر وموريشيوس.
وأوضح «عبدالله»، أنه قبيل إعادة تشغيل مصانع الشركة، واجهت أزمة شديدة تتلخص فى عدم توفر السيولة اللازمة لشراء خامات ومستلزمات إنتاج، وهو ما جاء بالتوازى مع أزمة كبيرة حلت بسوق الورق الأبيض، ما أثر سلباً على مبيعات الشركة، فتعمقت أزمة نقص السيولة.
وتابع: «كل ذلك أثر على نتائج أعمال الشركة، خاصة بعد التوقف عن الإنتاج وعدم القدرة على الوفاء بالتزامات الشركة المالية تجاه الموردين ومقاولى النقل، وهو ما جعل مهمة إعادة تشغيل الشركة مغامرة، نظراً إلى أنها تحتاج لإعادة بناء الثقة مع الموردين مُجددًا، للحصول على خامات جديدة، واستعادة عملية الإنتاج».
وتابع «عبدالله»: «ننتظر حالياً رد بنك مصر بشأن إعفاء الشركة من فوائد القرض، وكانت أجرت مؤخراً مفاوضات بخصوص هذا الشأن، وتقدمت للبنك بالدراسات والبيانات المالية المطلوبة. وتبلغ حصة بنك مصر فى الشركة نحو %10».
وجدول بنك مصر ديون شركة إدفو والمقدرة بـ553 مليون جنيه، على 5 سنوات، ووعد بنك مصر بإسقاط نحو 220 مليون جنيه من فوائد الديون المتراكمة على الشركة، حال انتظامها فى سداد الأقساط بعد إعادة جدولتها مؤخراً.
أضاف أن المديونيات بدأت عام 1997، بقرض قيمته 26 مليون دولار، بما يعادل 123 مليون جنيه، وتعاظمت قيمته بعد التعويم، ولم تتمكن الشركة من الانتظام فى السداد، حتى قرر بنك مصر إعادة جدولة الديون.
وفى أغسطس الماضى، اتجهت الشركة لتصنيع منتج تيست لاينر الأبيض لأول مرة فى مصر، بعدما كان يتم استيراده بالكامل.
وتعاقدت الشركة على توريد 18000 طن «تسيت لاينر البنى» لإحدى الشركات سنوياً، والذى يستخدم فى صناعة الكرتون، بالإضافة إلى بدء توريد 2000 طن من التيست لاينر الأبيض كأول إنتاج لهذا النوع خلال الأسبوع الأخير من أغسطس.
وتستهدف الشركة إنتاج 60 ألف طن لمنتجاتها المتنوعة من ورق الكرافت والتيست لاينر بنوعيه، والبالب بنوعيه (لب) المبيض وغير مبيض الذى يستخدم فى صناعة المناديل الورقية.
وتجهز الشركة، حالياً، خطة قصيرة المدى لرفع طاقتها الإنتاجية إلى 75 ألف طن بداية العام المقبل، وتسعى الشركة لتطوير وتجديد خطوط إنتاجها خلال العام المقبل مع زيادة التدفقات النقدية من مبيعاتها.
وصدرت الشركة 800 طن من ورق الكرافت إلى تونس، خلال الربع الثالث من 2021، ومن قبلها نحو 1100 طن تم تصديرها خلال العام الجارى إلى 5 دول.
وتستهدف شركة إدفو للورق، وصول مبيعاتها من منتجها الجديد ورق الكرافت إلى 45 ألف طن بعدما عانت من التوقف لأكثر من عامين.
وعاد مصنع الشركة للعمل مرة أخرى فى 3 مارس الماضى بعد توقف دام عامين وثلاثة أشهر، مستهدفة تلبية احتياجات السوق المحلى، والتوسع فى التصدير. وتحولت الشركة آنذاك إلى ورق الكرافت بدلاً من ورق الكتابة والطباعة، لتعمل بطاقة إنتاجية 60 ألف طن سنوياً، قابلة للزيادة إلى 75 ألف طن.
واعتمدت الشركة فى تصنيع الكرافت على اللب الذى ينتج من مصاص القصب، بالإضافة إلى نسبة من اللب المستورد لتحسين المواصفة لرفع جودة المنتج والمنافسة العالمية.
وعانت الشركة من توقف مصنعها لأكثر من عامين فى ظل تراجع الطلب على ورق الكتابة والطباعة، وزيادة وجود المنتج المستورد تزامناً مع ارتفاع تكلفة التصنيع.
قال «عبدالله»، إنَّ الشركة لجأت لإنتاج الكرافت، بعد دراسة شاملة لجميع أنواع الورق، حتى استقرت فى النهاية على هذا النوع من الورق، مضيفاً: «الكرافت هو البديل الأنسب، واعتمدنا على نفس خطوط الإنتاج للمصنع الحالى، ولم تلجأ الشركة لإضافة أى استثمارات جديدة».
وأشار إلى وجود طلب جيد على منتج الشركة من ورق الكرافت، خصوصاً أن مصر تعتمد بشكل أساسى على استيراد هذا المنتج وبعض الشركات المحلية التى تعتمد على إعادة تدويره، فى حين تعتبر شركة إدفو للورق الشركة الوحيدة التى تقوم بعملية تصنيع كاملة للمنتج «فيرجن كرافت» من اللب البكر (دورة تصنيع كاملة).
وما زالت الشركات تستورد ورق كرافت.. لكن منتج الشركة منافس للمنتج الأجنبى بسعره، ويعد المنتج المحلى أرخص من نظيره المستورد بنحو 3 آلاف جنيه للطن، إذ يبلغ متوسط سعر شركة إدفو 15 ألف جنيه للطن، مقارنة بـ18 ألف جنيه للطن المستورد.
أكد «عبدالله»، أنَّ اللجوء إلى التابلت، والتعلم عن بُعد، وتخفيض الاعتماد على الكتاب المدرسى، تسببت فى انخفاض حجم الطلب على ورق الكتابة والطباعة، وأدت إلى وقوع المصنع فى أزمات وتوقفه عن التصنيع بعد خروج منتجاته من المنافسة السعرية مع المستورد.
وانخفض الطلب على المنتج فى السوق المحلى من 650 ألف طن إلى 450 ألف طن سنوياً ما بين منتج محلى ومستورد.