منتجو كربونات الصوديوم يؤكدون صعوبة توفير الطلبيات للشركات المحلية
يسعى قطاع الزجاج إلى بدء تصنيع كربونات الصوديوم المعروفة باسم «الصودا آش»، محلياً، فى ظل العقبات التى تواجه سلاسل الإمداد العالمية، ونقص الطاقة الإنتاجية، خصوصاً أنها من مكونات الإنتاج الرئيسية بالقطاع.
وتتبنى غرفة مواد البناء باتحاد الصناعات التواصل مع الحكومة، وإعداد دراسات لإنشاء مصنع صودا آش فى مصر فى ظل توفر جميع احتياجات إنشاء المصنع من توفر المواد الخام وضرورته للسوق المحلى.
«خطاب»: استيراد 500 ألف طن سنويا من الصودا آش.. 80% من تركيا
قال محمد خطاب، عضو مجلس إدارة غرفة مواد البناء باتحاد الصناعات، إنَّ القطاع يشهد أزمة؛ بسبب نقص «الصودا آش»، وهى المادة الخام الرئيسية للقطاع.
أضاف لـ«البورصة»، أن جميع احتياجات السوق المصرى المقدرة بنحو 500 ألف طن سنوياً تستورد من الخارج، بواقع %80 من تركيا، والباقى من شركة سولفاى البلجيكية.
وهذه المادة تدخل بنسبة %15 و%30 فى تكلفة الإنتاج، ونقص الإمدادات العالمية لها قد يؤدى إلى تعثر الإنتاج بشركات الزجاج والمنظفات الأكثر استهلاكاً لها.
وتابع «خطاب»: «توجد أزمة عالمية فى هذا المنتج، فى ظل نقص الطاقة الإنتاجية؛ بسبب تداعيات فيروس كورونا، وهو ما دعا بعض الشركات المصدرة إلى الرد على الشركات المحلية، وإخبارها بنقص الكميات المتوافرة لها، وصعوبة تلبية جميع الكميات المطلوبة أو الاعتذار عن عدم التوريد تماماً».
وتساءل «خطاب» حول مصير الشركات المحلية حال توقف سلاسل الإمداد العالمية للصودا آش، أو توقف تلك الشركات عن التوريد للشركات المصرية فى ظل صعوبة تلبية جميع طلبات الشركات حول العالم.
ولا يقتصر الأمر على صعوبة توفير المنتج نفسه.. بل يمتد ليتضمن ارتفاع السعر بنحو %50 خلال الأشهر الماضية.
وذكر أن توقف شركة سولفاى البلجيكية عن تصنيع «الصودا آش» فى مصر جاء بسبب قلة الطاقة الإنتاجية البالغة 60 ألف طن سنوياً، ومن ثم صعوبة المنافسة.
وقالت الشركة، فى مايو 2016، إنَّها ستوقف تصنيع كربونات الصوديوم «الصودا آش» فى مصنعها بالإسكندرية، إذ بدأت ربحية الشركة فى التراجع منذ 2014؛ بسبب ارتفاع سعر الغاز الطبيعى.
وباعت الشركة القابضة للصناعات الكيماوية، شركة الإسكندرية لكربونات الصوديوم إلى شركة سولفاى البلجيكية عام 2008 بقيمة 760 مليون جنيه.
وعَزَت الشركة الحكومية عملية البيع حينئذٍ إلى تقادم المعدات، وحاجة الشركة إلى استثمارات عاجلة تقدر بنحو 200 مليون جنيه للحفاظ على الطاقة الإنتاجية الحالية.
وقال عضو مجلس إدارة غرفة مواد البناء باتحاد الصناعات المُشَكَّل حديثاً عقب إجراء انتخابات دورة 2021 ـ 2025، إن الغرفة أرسلت فى وقت سابق دراسة مُحدّثة حول إنشاء مصنع صودا آش فى مصر إلى وزارة التجارة والصناعة، بداية الشهر الحالى.
أضاف أنَّ الدراسة تضمنت شرحاً وافياً لمدى حاجة السوق المحلى إلى إنشاء مصنع صودا آش، بجانب توافر جميع العوامل التى تسهم فى تيسير بدء الاستثمارات فى هذا المجال.
وتابع: «السوق المصرى وحده يحتاج إلى 500 ألف طن سنوياً من الصودا آش، بجانب الدول العربية التى تحتاج إلى مليون طن سنوياً، إذ لا يوجد أى مصنع متخصص فى جميع الدول العربية. وأقل كمية تنتج سنوياً لتحقيق العائدات المرجوة من إنشاء المصنع هى حوالى مليون طن سنوياً».
أكد «خطاب»، أنَّ لدى مصر المادة الخام الرئيسية لتصنيع الصودا آش، وهى الملح، بجانب ارتفاع إنتاج مصر من الغاز الطبيعى اللازم لعملية التصنيع.
كما أن لدى مصر منافذ عدة للتصدير إلى السوق السعودى ثانى أكبر مستهلك لهذه المادة عربياً. وتأتى مصر فى المرتبة الخامسة من بين أبرز منتجى الغاز الطبيعى عربياً والـ14 على مستوى العالم، بحجم إنتاج يصل إلى 5.64 مليار قدم مكعبة يومياً العام الماضى، بحسب إحصائيات موقع «بريتيش بتروليوم».
أضاف أن الحكومة لا بد أن تسهم فى الاستثمار فى «الصودا آش» بنسبة النصف على أقل تقدير، فى ظل ارتفاع قيمة الاستثمارات فى هذا المجال، موضحاً أن العديد من المستثمرين المحليين قد يرغبون فى مشاركة الحكومة عبر ضخ استثمارات.
كشف «خطاب» الذى يشغل أيضاً موقع العضو المنتدب لشركة سفنكس للزجاج، أنَّ الشركة ترغب فى ضخ استثمارات جديدة خلال المرحلة المقبلة، لكنهم متخوفون من صعوبة توافر الصودا آش.
وأضاف أن توافر المواد الخام الرئيسية الخاصة بتصنيع الزجاج من ضمن أبرز المميزات التنافسية لأى قطاع ليستطيع المنافسة محلياً وخارجياً.
«الغزالى»: الاستثمارات اللازمة للمصنع الواحد تتراوح بين 400 و600 مليون دولار
وقالت ليلى الغزالى، العضو المنتدب السابق لشركة سولفاى إسكندرية لكربونات الصوديوم، إنَّ إحدى الشركات الحكومية ما زالت فى مرحلة دراسة إنشاء مصنع متخصص فى مصر.
وأضافت لـ«البورصة»، أن «الصودا آش» من ضمن الصناعات الاستراتيجية والضرورية فى تصنيع العديد من المنتجات، على رأسها الزجاج والمنظفات.
وأوضحت الاستشارى فى القطاع، أنَّ استثمارات مصنع كامل لتصنيع هذه المادة تتراوح بين 400 و600 مليون دولار.
وأكدت ضرورة توفير الغاز الطبيعى بسعر مناسب يتراوح بين 2 و3 دولارات للمليون وحدة حرارية، لإنه من العوامل الرئيسية فى عملية التصنيع.
ورفعت الحكومة سعر الغاز الطبيعى الشهر الماضى ليصل إلى 5.75 دولارات للمليون وحدة حرارية للصناعات كثيفة استهلاك الطاقة مثل الحديد والأسمنت والأسمدة والبتروكيماويات، فيما حددت سعر 4.75 دولار للمليون وحدة حرارية لباقى الأنشطة الصناعية.
«درويش»: نقص مكونات إنتاج الزجاج يحول دون الاستفادة الكاملة من الغياب الصينى
وقال محمد بكر درويش، رئيس الشركة المصرية للصناعات الزجاجية المتخصصة فى تصنيع أدوات المائدة من الزجاج، إنَّ الشركة استفادت من نقص الطاقة الإنتاجية للمصانع الصينية.
وأسهم نقص الإمدادات الصينية فى زيادة اعتماد الدول العربية على المنتجات المصرية، بجانب ارتفاع أسعار الشحن.
وأشار «بكر» إلى أن العقبة الأبرز أمام الشركة هى صعوبة توفير بعض مكونات الإنتاج لنقصها عالمياً وارتفاع سعرها، وعلى رأسها «الصودا آش» التى تعد من مكونات الإنتاج الرئيسية.
ورفعت الشركة حجم صادراتها إلى %90 من إجمالى الإنتاج مقابل %60 سابقاً. كما فتحت أسواقاً تصديرية جديدة فى دول أمريكا الجنوبية بدعم من اتفاقية الميركسور.
ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ بين مصر ودول البرازيل والأرجنتين وأوروجواى وباراجواى فى سبتمبر 2017، لتتيح تبادل المنتجات بين الأطراف بتخفيضات جمركية محددة.
وقال كامل على كامل، رئيس شركة «كامل» لتشكيل الزجاج والمرايا، إنَّ مصانع الزجاج المحلية رفعت أسعار الزجاج المسطح بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية.
أضاف أن مصانع الزجاج استغلت ارتفاع أسعار الغاز الطبيعى والصودا آش بنسب متفاوتة لترفع الأسعار على مصانع القطاع بنسب %60.
وأوضح أن ارتفاع الأسعار أسهم فى انخفاض الإقبال على الشراء من قبل المستهلكين كون المنتج من السلع غير الضرورية، إذ تورد الشركة منتجاتها إلى مصانع الأثاث بجانب البيع للمستهلك النهائى.