تعانى مصانع البلاستيك من ارتفاع أسعار الخامات؛ تأثراً بارتفاع أسعار البترول، وفى ظل عدم تقبل المستهلكين ارتفاع أسعار المنتجات تامة الصنع، تجد المصانع نفسها فى أزمة بين ارتفاع التكلفة، وعدم القدرة على رفع الأسعار.
واقترح منتجو البلاستيك فى مجمع مرغم للصناعات البلاستيكية، أن تدرس الدولة إنتاج خامات مثل البولى بروبلين وpet محلياً؛ نظراً إلى ارتفاع الطلب عليها، وتقليل حلقات وصول الخامات للمصانع الصغيرة، خصوصاً أنها غير قادرة على الاستيراد بنفسها، وتعتمد على التجار.
قال مصطفى الركايبى، صاحب وحدة فى مجمع مرغم، إنَّ الصناعات البلاستيكية ما زالت تعانى ارتفاع أسعار الخامات، خصوصاً البولى بروبلين الذى تعتمد عليه صناعات شتى، وكذلك خامة البولى إيثلين، وتعد هذه الزيادة عالمية وغير مقصورة على السوق المحلى.
أضاف «الركايبى»، أنَّ أكبر مورد لمادة البولى بروبلين إلى السوق المصرى هى السعودية، تليها الإمارات.
واقترح أن تتجه الدولة من خلال شركات البتروكيماويات لإنتاج خامات البلاستيك التى تحظى بطلب مرتفع من المصانع المحلية، لتعميق المنتج المصرى، وخفض سعر الخامة بعد توفير أعباء الشحن الدولى.
وأشار إلى أنه خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر، وفرت شركة سيدبك خامة البولى بروبلين، وهو ما أسهم فى تخفيض أسعار الخامة لدى التجار نسبياً، ولكن توقفت الشركة عن ذلك، ما أعاد السوق لما كان عليه.
وأوضح «الركايبى»، أنَّ المصانع الصغيرة ومتناهية الصغر غير قادرة على استيراد خاماتها بنفسها، وتعتمد على شرائها من التجار المحليين.. لذلك يحصلون عليها بأسعار أعلى من الأسعار العالمية نسبياً.
واقترح منتجو البلاستيك فى مجمع مرغم إنتاج بعض الخامات لدى شركة سيدبك محلياً، خصوصاً أن الشركة تقدم خصماً %1.5 على أسعار خاماتها لمصانع المجمع. كما أنه فور الإعلان عن توفير الشركة للخامات بالسعر العالمى، يتجه التجار لتخفيض أسعارهم نسبياً.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الخامات خلال 2021، كان مؤثراً فى السعر النهائى للمنتج، ولكن لم تستطع الشركات تحميل المنتجات بفارق التكلفة الصناعية الجديد كاملاً، ولجأت لتحمل جزء من الزيادة؛ لأن السوق لم يتقبل ارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن من بين المشكلات التى تواجهها مصانع المجمع هى المنافسة على المصانع غير الرسمية، والتى لا تتحمل أعباء الضرائب والتأمينات، لأنها قادرة على البيع بأسعار تقل بنحو %10 عن أسعار المصانع الرسمية.
وقال عمرو كامل، المستثمر فى مجمع مرغم للصناعات البلاستيكية، إنَّ أسعار البولى بروبلين تبلغ نحو 38 ألف للطن، فى حين يبلغ سعر خامة البولى إستايلين نحو 45 ألف جنيه للطن.
ويبلغ سعر الطن من خامة البولى إيثيلين نحو 35 ألف طن.
ومن بين الخامات مرتفعة الثمن، ولكن استخدامها محدود، خامة البولى كاربونايت، وتبلغ نحو 95 ألف جنيه للطن، وAPS تبلغ نحو 70 ألف جنيه للطن.
أضاف «كامل»، أنَّ ارتفاع أسعار البترول ينعكس مباشرة على أسعار كل خامات البلاستيك؛ لأنها تعتبر من مشتقات البترول.. لذلك فأسعارها لن تنخفض بغير تراجع أسعار النفط.
وأوضح أن السوق غير متقبل زيادة أسعار المنتجات تامة الصنع؛ تأثراً بارتفاع أسعار الخامات، وهو ما خلق أزمة كبيرة فى السوق، ودفع البعض لإغلاق مصانعهم فترات وصلت إلى 3 أشهر وتخفيض إنتاجيتهم، وهو ما حدث فى مجمع مرغم مع عدة مصانع.
وأشار «كامل» إلى أن المصانع الصغيرة ومتناهية الصغر من أكثر الشرائح تضرراً؛ بسبب تأثرها بتغير أسعار الخامات؛ نظراً إلى عدم قدرتها على التخزين، عكس المصانع الكبيرة والضخمة التى تستفيد من المخزون بالأسعار القديمة فى مثل هذه الظروف، فضلاً عن قدرتها على توزيع فارق أسعار الخامات بين المنتجات المخزنة لديها والمنتجات الجديدة.
وطالب بتوفير مساحة للتخزين داخل مجمع مرغم تستفيد منها كل الوحدات المتواجدة هناك؛ لأن المصانع صغيرة جداً، ولا توجد بها مساحات يمكن الاستفادة منها للتخزين.
واقترح أن تسعى الدولة لإنتاج خامة البولى بروبلين محلياً؛ لأن الطلب عليها مرتفع، واحتكار التجار لها يتيح لهم رفع أسعارها.
كما أن تصنيع خامات البلاستيك محلياً أصبح ضرورة مُلحة فى ظل صعود أسعار الخامات؛ تأثراً بارتفاع أسعار البترول.
وذكر أن أكثر خامات البلاستيك المستوردة استخداماً من قبل المصانع المحلية هى مادتا البولى بروبلين وPET، والأخيرة تستخدم فى كل ما يخص تغليف الغذاء للمرة الواحدة، ويحتاج السوق منها كميات ضخمة؛ لأنها أحادية الاستخدام.
وقال أحمد فاروق، مستثمر فى مرغم متخصص فى صناعة خراطيم الكهرباء، إنَّ السوق يعانى ارتفاع أسعار الخامات وتكاليف التصنيع، وهو ما خلق مشكلة للمصانع.
وأضاف أنه اضطر لإغلاق مصنعه؛ لعدم قدرته على الاستمرارية فى الظروف الراهنة، خصوصاً فى ظل حدة المنافسة مع المصانع الكبيرة التى تعتمد على مخزون خامات بسعر منخفض، وهو ما لا تقدر المصانع الصغيرة على مواكبته.