ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الاثنين بما يتجاوز دولاراً للبرميل بعد أن رفعت السعودية، أكبر مصدر للنفط، أسعار خامها المباع إلى آسيا والولايات المتحدة، كما وصلت المحادثات الأمريكية الإيرانية غير المباشرة بشأن إحياء الاتفاق النووى إلى طريق مسدود.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر فبراير 1.61 دولار ما يعادل 2.3% لتصل إلى 71.49 دولار للبرميل، وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكى لشهر يناير 67.89 دولار للبرميل بارتفاع 1.63 دولار ما يعادل 2.5%.
ورفعت السعودية يوم الأحد أسعار البيع الرسمية لشهر يناير 2022 لجميع درجات الخام المباعة لآسيا والولايات المتحدة بما يصل إلى 80 سنتا عن الشهر السابق.
وتم تنفيذ زيادات الأسعار على الرغم من قرار الأسبوع الماضى من قبل منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفائها بما فى ذلك روسيا بمواصلة زيادة الإمدادات الشهرية بمقدار 400 ألف برميل يوميًا فى يناير المقبل.
وترى إيران أن التحدى الرئيسى أمام الاتفاق النووى هو إحجام الولايات المتحدة عن رفع جميع العقوبات بينما شككت القوى الغربية فى تصميم طهران على إنقاذ الاتفاق، ومن المتوقع أن تستأنف المحادثات هذا الأسبوع.
وقالت شركة “جى بى سى” الاستشارية للطاقة، فى مذكرة: “بينما أكدت مجموعة أوبك أن القرار استند إلى أساسيات السوق، من الصعب ألا نرى يد الولايات المتحدة تلعب دورها، ولا سيما فى ضوء الزيارة التى قام بها وفد أمريكى إلى السعودية هذا الأسبوع”.
وأضافت الشركة: “من شبه المؤكد أنه تمت مناقشة الوضع الإيرانى، وموافقة السعودية على زيادة الإنتاج تشير إلى التوصل لحل وسط وأن التحسن فى العلاقات مع إدارة بايدن أمرا وشيكا”.
وقالت الشركة الاستشارية: “على الرغم من الزيادة المخطط لها، فشل إجمالى إنتاج روسيا فى الارتفاع حيث من المحتمل أن يواجه المنتجون الرئيسيون صعوبات فنية فى زيادة الإنتاج بما يتماشى مع الاتفاقية الحالية”.
وخفضت شركة “جى بى سى” للطاقة توقعات الطلب على الخام الأساسية خلال شهرى ديسمبر ويناير بنحو 300 ألف برميل يوميًا.
وحافظت شركات الطاقة الأمريكية على عدد منصات النفط والغاز الطبيعى فى الولايات المتحدة الأسبوع الماضى، وانتشر متحور “أوميكرون” فى حوالى ثلث الولايات الأمريكية اعتبارًا من يوم الأحد.
وارتفع كلا الخامين القياسيين بعد هبوط الأسبوع الماضى للأسبوع السادس على التوالى للمرة الأولى منذ نوفمبر 2018 بسبب مخاوف من أن المتحور الجديد لفيروس كورونا أوميكرون قد يؤثر على النمو الاقتصادى العالمى ويزيد الطلب.
وقال محلل الأسواق فى شركة “سى إم سى”، كلفن وونج: “تشير الرسوم البيانية الفنية إلى أن خام غرب تكساس الوسيط كان فى منطقة ذروة البيع فربما قد اجتذب الشراء من المتداولين على المدى القصير فى محاوله لإنعاش الأسعار”.
وأضاف كلفن: “لا تزال الأخبار الواردة عن أوميكرون سطحية مع رسائل متضاربة من خبراء وسلطات صحية، وبالتالى لا أرى ارتفاعا قويا فى أسعار النفط فى هذه المرحلة”.
كتبت: هالة مصبح