زيادة التكلفة تؤثر على الطلب والسوق ينتظر خروج المنافسين «يناير المقبل» لتحقيق نتائج أفضل من «الفالنسيا»
يواجه محصول البرتقال المصرى مجموعة متغيرات أثرت عليه فى السوق العالمي مع بداية الموسم التصديرى الجديد بسبب ارتفاع أسعار الشحن لكن لم يفقد المُصدرون الأمل فى تحسن الوضع مع جنى أصناف “فالنسيا” يناير المقبل .
وقال هيثم السعدني، رئيس مجلس إدارة شركة السادات «أجرو فروت» للحاصلات الزراعية، إن الطلب على البرتقال مع بداية الموسم التصديرى الجديد ضغيف.
وقال السعدنى، إن موسم تصدير الموالح فى مصر يبدأ بصنف البرتقال من «أبو سرة»، وانخفاض الطلب عليه يعود إلى ارتفاع التكلفة التصديرية أمام التكاليف المنخفضة نسبيا لدى 4 منافسين رئيسيين، وفى مقدمتهم تركيا.
تنوعت التكاليف بين التعبئة والتغليف، والشحن الدولى، وزيادة سعر البرتقال فى محطات التعبئة بنحو 50%، بخلاف مصروفات الإجراءات الجديدة التى تعمل بها هيئة سلامة الغذاء والحجر الزراعى على الحاصلات المعدة للتصدير، ومنها التكويد والفحص.
قدر السعدنى، الارتفاعات فى أسعار التعبئة والتغليف بنحو 40%، وقال إن أسعار الشحن الدولى تضاعفت بصورة تؤثر على العملية التصديرية.
أوضح أن منظومة «التكويد» أضافت عبئًا، بخلاف ارتفاع أسعار المطهرات ومواد التجهيز.
قدر أحمد فرحات، رئيس شركة اكسترا جلوبال للحاصلات الزراعية، ارتفاع أسعار البرتقال محليًا فى محطات التعبئة والتغليف بما يزيد على 50% لتصل إلى 4.5 و5 جنيهات للكيلو مقابل 2.5 و3 جنيهات الموسم الماضى.
عزا فرحات ارتفاع أسعار البرتقال إلى انخفاض كميات الإنتاج من صنف «أبو سرة» بنحو 50% تقريبًا، نتيجة التغيرات المناخية التى اثرت على عملية التذهير والإنبات بداية الموسم.
مع بداية موسم تصدير البرتقال من مصر، اشتدت التنافسية بينه وبين نظرائه فى 4 أسواق رئيسية للتصدير، هى (تركيا، وإسبانيا، وجنوب أفريقيا، واليونان).
وقال فرحات، أثرت تكاليف نولون الشحن البحرى المتزايدة على البرتقال المصرى لصالح التركى، خاصة لأسواق روسيا القريبة من «أنقرة» بالمقارنة مع «القاهرة»، إذ تستقبل روسيا البرتقال التركى بريًا، والمصرى بحريًا.
تُعد روسيا ثانى أكبر مستقبل للبرتقال المصرى بعد السعودية، وكذلك باقى المنتجات الزراعية، وحصلت الموسم الماضى على نحو 660 ألف طن بقيمة 309 ملايين دولار، وفقًا لتقرير صادر عن الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات.
ارتفاع التكاليف محليًا وأسعار الشحن، اثرت على التسعير النهائى لإنتاج البرتقال المعد للتصدير، ورفع الفارق بينه وبين أقرب منافسيه، البرتقال التركى، فى المتوسط بلغ الفارق 100 دولار فى الطن.
أوضح فرحات، أن تسعير البرتقال المصرى حاليًا عند 600 دولار للطن فى المتوسط، مقابل 450 و500 دولار للتركى والجنوب أفريقى، ولم يتم احتساب تكاليف نولون الشحن الدولى بعد.
قدر مُصدرون تكلفة البرتقال المصرى للسعودية بنحو 20 ريالا للعبوة، لكن الأسعار الرسمية للبيع فى المملكة تنخفض إلى 15 ريالا فقط، ما يوضح شكل الخسارة.
أضاف: «أزمة التنافسية لم تظهر فى روسيا فقط، بل امتدت إلى جنوب شرق آسيا، وضعف التنافسية هنا يأتى أمام المنتج الجنوب أفريقى».
نما الإنتاج من الأحجام الكبيرة للبرتقال هذا الموسم، ومن المفترض أن تتوجه إلى روسيا وأوكرانيا، بينما تُفضل دول جنوب شرق آسيا الأحجام الصغيرة.
يُراهن مُصدرى الموالح حاليًا على موسم برتقال «فالنسيا» والذي يبدأ منتصف يناير ويستحوذ على 65% من إجمالي صادرات البرتقال وباقي الكميات من صنف «أبو سُرة».
قال نادر شنب، مدير التصدير بشركة جليلة للحاصلات الزراعية، إن بعض المحطات لا تزال متوقفة عن العمل رغم بداية موسم التصدير، بسبب تراجع الطلب.
أوضح أن أسعار الشحن الدولى زادت من 1400 إلى 3200 دولار للحاوية إلى روسيا، ما أضعف تنافسية المنتج فى مواجهة المنتج التركى، والحال نفسه فى بنجلاديش وماليزيا.
قال: «الاشتراطات الجديدة والرسوم التى تفرضها الجهات المختلفة مثل الحجر الزراعى، وهيئة سلامة الغذاء، والمجلس التصديرى للحاصلات الزراعية ترفع تكلفة المنتج».