يسير الاقتصاد الأمريكى على الطريق الصحيح نحو نهاية قوية لعام 2021 وبداية قوية لعام 2022، وسط مواصلة المستهلكين والشركات، للإنفاق، رغم ارتفاع التضخم وتحديات التوظيف واستمرار حالات الإصابة بكورونا وقيود المعروض المستمرة.
ويشير استطلاع شهري أجرته وكالة أنباء “بلومبرج” إلى أن الاقتصاد الأمريكى سينمو بنسبة 6% سنوياً في الربع الأخير قبل التحول إلى معدل ثابت بنسبة 3.7% في النصف الأول من 2022، مقارنة بمتوسط النمو ربع السنوي البالغ 2.3% تقريباً المسجل خلال التوسع الأخير.
وأظهرت أحدث البيانات مزيدا من القوة في الإنتاج الصناعي وانتعاش بناء المنازل وإنفاق أسري قوي وتحسن ظروف سوق العمل.
لكن في ظل خلفية الطلب الثابت والاستثمار، من المتوقع استمرار الضغوط التضخمية خلال معظم العام المقبل.
وتعززت توقعات مقياس أسعار الإنفاق على الاستهلاك الشخصي، الذي يستخدمه البنك الاحتياطي الفيدرالي لتحديد هدف التضخم، لكل ربع عام حتى نهاية العام المقبل.
كما أشار مسؤولو “الاحتياطي الفيدرالي” في اجتماع عقد الأسبوع الماضي إلى أنهم مستعدون لرفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع في عام 2022، مما يكثف معركتهم ضد الزيادات السريعة في الأسعار.
الإنفاق الاستهلاكي
أظهرت بيانات مبيعات التجزئة الصادرة مؤخراً ارتفاع الإنفاق على البضائع بنسبة 0.3% وهو أقل من المتوقع خلال الشهر الماضي، لكن إجمالي الإيرادات بلغت 639.8 مليار دولار.
وجاءت القراءة الأكثر ليونة لشهر نوفمبر بعد ارتفاع نفقات أكتوبر التي أوضحت اندفاع المستهلكين مبكراً للإنفاق على العطلات.
ويتوقع الاقتصاديون في استطلاع “بلومبرج” الشهري ارتفاع إجمالي الإنفاق الاستهلاكي بنسبة 5.5% في الربع الرابع، وهو أقوى بكثير من الزيادة البالغة 1.7%في الفترة السابقة.
سوق العمل
وأشارت سلسلة من بيانات العمل الحديثة إلى عودة مزيد من الأمريكيين إلى العمل، إذ أظهرت دراسة استطلاعية للاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا أن مقياس نمو العمالة في المصانع بالمنطقة ارتفع إلى أعلى مستوى في البيانات منذ عام 1968، في حين أظهرت بيانات الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك نمو جداول أجور التصنيع.
التصنيع
سجل الإنتاج في المصانع نمواً قوياً في نوفمبر، مرتفعاً بنسبة 0.7% عقب زيادة معدلة بنسبة 1.4% في أكتوبر، كما ارتفع مستوى استغلال القدرات في المصانع إلى أعلى مستوياته منذ ديسمبر 2018، مما يشير إلى أن القيود تخفف وتساعد الشركات المصنعة على زيادة الإنتاج.
يتوقع الاقتصاديون نمو الإنتاج الصناعي بنسبة 4.6% في الربع الأخير مقارنة بالعام الماضي، مقارنة بالتوقعات السابقة البالغة 4.3%.
التضخم
سجل مؤشر أسعار المنتجين زيادة سنوية قياسية بلغت حوالي 10% في نوفمبر، لكن المنتجين نجحوا في تمرير التكاليف المرتفعة للعملاء، ويتوقع التقرير الأخير ارتفاعا إضافيا في أسعار المستهلكين خلال الأشهر المقبلة.
ويُظهر استطلاع “بلومبرج” الشهري أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي سيرتفع بنسبة 5.4% في الربع الرابع مقارنة بالربع المقابل من العام الماضي.
كما أن متوسط التضخم السنوي سيبلغ 4.9% في الربع الأول من 2022 و 3.9% في الربع التالي، قبل أن يتباطأ إلى 2.5% في نهاية العام.