سجلت أسعار منتجات شركات تصنيع السيارات الفاخرة الألمانية، أرقاما قياسية لنماذجها الفاخرة في 2021، إذ أدى النقص في أشباه الموصلات إلى تقييد إمداد السيارات بالأسواق الرئيسية في وقت كان فيه طلب المستهلكين في حالة ارتفاع.
وارتفعت إيرادات كل سيارة في “بي إم دبليو” و “أودي” و “مرسيدي-بنز” بمعدل 25% تقريباً مقارنة بما قبل الوباء في 2019، كما أظهر التحليل الذي أجراه بنك “ستيفل” لصالح صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وكانت الزيادة ناجمة عن انعكاس الاتجاه المستمر منذ عقود زمنية، إذ أنتجت الصناعة سيارات أكثر مما تباع، ثم عرضت شركات صناعة السيارات بعد ذلك خصومات أعلى من أي وقت مضى لدفع السيارات الزائدة عن الحاجة إلى الساحات الأمامية، بحيث يمكن الوصول إلى مستهداف حجم المبيعات في الوقت المناسب للمواعيد النهائية المحاسبية.
ومنذ عام 2019، عندما ضعف الاقتصاد العالمي، بدأ المصنعون في إنتاج سيارات أقل مما يمكنهم بيعه، مع اتساع الفجوة إلى نحو 4 ملايين سيارة خلال العام الحالي.
ورغم وجود عجز مماثل في أعقاب الأزمة المالية العالمية، فإنه كان حالة شاذة وسط أعوام من الطاقة الفائضة.
قال المحلل في بنك “ستيفل”،دانيال شوارتز : ” شهدنا انخفاضاً في المخزون لمدة ثلاثة أعوام، مدفوعاً بالإمدادات المقيدة .. وهذا لم يحدث من قبل”.
نتيجة لذلك، ارتفعت إيرادات “مرسيدس-بنز” من حوالي 38 ألف يورو لكل سيارة في 2019 إلى أكثر من 54 ألف يورو عام 2021 حتى نهاية الربع الثالث، في حين ارتفعت إيرادات “أودي” من أكثر من 46 ألف يورو إلى نحو 57500 يورو، بحسب حسابات “ستيفل”.
كذلك، شهدت “بي إم دبليو”، التي أدارت أزمة الرقائق بشكل أفضل من نظيراتها، ارتفاعاً أكثر تواضعاً منذ ما يزيد قليلاً عن 36 ألف يورو لكل سيارة في عام 2019 إلى أكثر من 38 ألف يورو في عام 2021 حتى نهاية الربع الثالث.
وأشارت “فاينانشيال تايمز” إلى أن الكثير من هذه الإيرادات تحققت من خلال الشركات المصنعة التي أعطت الأولوية لإنتاج نماذج أكثر ربحية.
وانخفضت المبيعات في “مرسيدس”، على سبيل المثال، بنسبة 30% خلال الأشهر الثلاثة حتى نهاية سبتمبر .. لكن الإيرادات انخفضت بنسبة 1% فقط.
ويُظهر التحليل الذي أجراه بنك “ستيفل” أن أرباح “مرسيدس” قبل الفوائد والضرائب تعززت بمقدار 4 مليارات يورو فقط في ربع سنوي واحد فقط، من خلال التسعير الأفضل وعن طريق وضع الرقائق المتاحة في سيارات عالية الجودة وذات هامش ربح أعلى.
وفي ظل ملاحظة المستثمرين للتغيير، يقول المسؤولون التنفيذيون إنهم سيستمرون في اتباع هذه الاستراتيجية حتى عندما تخف قيود العرض.