أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أننا نستهدف وضع مصر في مصاف الدول المتقدمة فيما يتعلق بإنتاج وتوزيع الكهرباء والطاقة المتجددة والربط مع دول الجوار.
جاء ذلك في تعقيب الرئيس السيسى، على كلمة وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر، خلال افتتاحه اليوم الاثنين، عددا من المشروعات القومية والاستراتيجية بقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة بمحافظات صعيد مصر، وفي مقدمتها مشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية أكبر مجمع محطات لتوليد الكهرباء النظيفة على مستوى العالم.
وقال الرئيس: “استطعنا الاتفاق مع دول الجوار في مجال الربط الكهربائي بفضل ما بذلناه من جهود لتطوير البنية الأساسية في هذا القطاع”، منبها إلى أن الدول غير الجاهزة في هذا المجال سيفوتها الكثير لأن الربط الكهربائي يسمح بتبادل الكهرباء فيما بين الدول في أوقات الذروة.
وأشار إلى أن حجم ما تم انفاقه في قطاع الكهرباء في مصر بدون الصعيد بلغ 150 مليار جنيه خلال السنوات الأربع أو الخمس الماضية وإذا ما أضفنا إلى ذلك قطاع النقل والمواصلات، على سبيل المثال، فإن هذا المبلغ سيتجاوز ضعف هذا المبلغ.
وأكد الرئيس السيسى أن الاهتمام ليس مجرد كلام ، موضحا بأنه لم يقبل ببعض المقترحات بزيادة الرواتب بمبالغ بسيطة تتراوح ما بين 100 و150 جنيها ،وفضّل عدم ترك الناس بدون خدمات من مياه وكهرباء وخدمات وصرف صحي وخلافه.
ولفت إلى أن الدولة أنفقت ما يزيد عن 1.1 تريليون جنيه سنويا على الصعيد ولازلنا نعمل لتوفير الخدمات للمواطنين بها بالشكال المناسب.
وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى، بأن يتم في المشروعات التي تقوم بها مبادرة “حياة كريمة” حاليا في الصعيد بتغيير عدادات الكهرباء الحالية بأخرى مسبوقة الدفع لتلافي شكوى عدم انضباط قراءة العدادات ولكي نساعد المواطن على التحكم في استهلاك الكهرباء في جميع أنحاء الجمهورية.
وأشار الرئيس إلى أن الهدف من هذه الافتتاحات هو إطلاع المواطنين على حجم الجهد المبذول والتكلفة المالية المدفوعة “وهذا عملنا الذي نقوم به وإذا لم نفعله سنكون مقصرين”، مؤكدا أن الدولة ستواصل تقديم المزيد.
وأكد الرئيس أن الحكومة مستمرة في تطوير هذا القطاع، مشيرا إلى أن هناك أهدافا استراتيجية أساسها نقل الطاقة الكهربائية بصورة وجودة عالية.
وطالب الرئيس وسائل الإعلام بنقل الجهود التي تحققها الدولة في هذا الشأن للمواطنين بكل الوسائل الممكنة.
ودعا الرئيس السيسى، الجامعات والمدارس إلى تنظيم رحلات لإطلاع الطلبة على ما تحقق من انجازات على أرض الواقع، لافتا إلى أن كل مشروع من المشروعات التي يتم افتتاحها هو بمثابة سد عال جديد.
ونوه إلى أن هذا الأمر من شأنه أن يرفع معنويات المواطنين ويزيد من ثقتهم في أنفسهم وفي قدرة الدولة على المضي قدما نحو الأفضل.
وأشار إلى أن مشروع مجمع بنبان للطاقة الشمسية، على سبيل المثال، هو مشروع رائع يقوم بتشغيله القطاع الخاص بكوادر من أبناء الصعيد، داعيا إلى إعطاء المزيد من الفرص لهم.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية الحوكمة من أجل تعظيم حجم تحصيل مستحقات الدولة في قطاع الكهرباء وتقليل العجز الذي تتحمله في هذا الصدد لأن الدولة لا تستطيع تحمل المزيد إلى جانب الأعباء الضخمة الناجمة عن تكلفة إقامة هذه المشروعات “لأنها تحمل الدولة بالديون أيضا “.
وقال الرئيس “كنا أمام خيارين نقول الموضوع لا يحل أو نتدخل بشكل عاجل للحل”، مشيرا إلى أن هناك دولا لديها مشكلة في الكهرباء منذ 15 أو 20 سنة ولم تقم بحلها ، ونحن قمنا بحل هذه المشكلة لأننا كنا نرى أن الأمن القومي المصري يتأثر بأزمة الكهرباء ، كما أن حلها يجعلنا دولة ذات شأن وننمي أنفسنا ونمنح فرصة للقطاع الخاص والاستثمارات أن تنمو أو تستقر على الأقل لأنه في حال عدم وجود كهرباء لن يكون هناك عمل وبالتالي ستُغلق المصانع.
وأشار إلى أنه أبلغ وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر وقتها بضرورة حل هذه المشكلة في أسرع وقت حتى لا تُغلق المصانع ويتم هدم الدولة.
ولفت الرئيس إلى أن الدولة ارتأت تبني خطة عاجلة بتكلفة ملياري دولار، وعدم السير في المسار الطبيعي رغم التكلفة العالية ، وذلك للخروج من الأزمة في أسرع وقت لأننا لانستطيع تحمل عام أو عامين دون حل هذه المشكلة.
وقال الرئيس السيسى:” كنا أمس في مشروع توشكى، وأتصور أن الناس في المحافظات والجامعات لم يروا تلك المشروعات والافتتاحات من قبل”، داعيا الحكومة أن تتيح للجميع الإطلاع على تلك مشروعات سواء في توشكى، وشرق العوينات ، لأن هناك من يشككون في تلك المشروعات على مواقع التواصل الاجتماعي”، مضيفا ” أجعلوا الناس يبنوا الأمل”.
واستعرض وزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر جهود الدولة في دعم خططها لتزويد كافة المدن والمناطق بالكهرباء والخطط التي تم تجهزيها لتزويد ليبيا والعراق والأردن وقبرص واليونان بخط كهرباء مصري.
وقال شاكر- فى كلمة خلال افتتاح مجموعة من مشروعات الكهرباء والطاقة في صعيد مصر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الوزارة دعمت جهود الدولة في تزويد الكهرباء للمناطق الزراعية التي تنفذ فيها مشروعات قومية وعلى رأسها مشروع شرق العوينات ومشروعات تنمية سيناء ومشروعات توشكى بالتسيق مع الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة.
وأكد وزير الكهرباء أن الوزارة لا تواكب النمو الهائل في حجم الطلب على الكهرباء فحسب، بل إنها تسعى لزيادة جهودها لتصدير الكهرباء للأردن وليبيا والعراق وقبرص واليونان.. واستعرض أيضا مجموعة من المشاريع التي تم تنفيذها في منطقة الساحل الشمالي والخط الذي تم توصيله هناك والذي أكد أنه سيغذي أيضا محطة الضبعة النووية.
وأشار إلى أن الوزارة استطاعت الحصول على تقنيات تكنولوجية عالية تجعلها تنقل ما تريده من كهرباء إلى كافة ربوع الجمهورية، وأن الدولة لديها 15 ألف ميجا/وات احتياطي تستفيد منها في التصدير للخارج ومد المشروعات القومية بما يلزم من كهرباء.. مؤكدا أن مصر مغطاة الأن بالكامل بشبكات قوية لنقل الطاقة الكهربائية.
وافتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الاثنين عددا من المشروعات في مجال الكهرباء في صعيد مصر عبر تقنية الفيديو كونفرانس.. كما افتتح تحويل محطة غرب أسيوط من الدورة البسيطة إلى العمل بنظام الدورة المركبة ، ومركز تحكم سمالوط الإقليمي ، ومحطة محولات إسنا الجديدة.
وفى نهاية فعاليات الافتتاح، تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسي مجمع “بنبان” للطاقة الشمسية في محافظة أسوان، والذي يعد أضخم محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على مستوى العالم.
ويعد مجمع بنبان أحد أهم مشاريع البنية التحتية في مصر لتوليد الكهرباء من الطاقة الجديدة والمتجددة، وتم إنشاء المجمع بالشراكة مع القطاع الخاص والخبرات الدولية المتخصصة.