ارتفعت أسعار الغاز إلى مستوى تاريخى فى 2021، خاصة فى النصف الثانى من العام، بدعم من ارتفاع الطلب العالمى، وتراجع المخزونات، خاصة فى أوروبا التى شهدت أزمة طاقة مؤخرًا.
وحسب التقرير السنوى لوحدة أبحاث الطاقة، المتخصصة فى تحليل الأرقام والبيانات، فإن تعافى الطلب على الغاز لم يكن بسبب تعافى الاقتصاد العالمى من جائحة كورونا فحسب، لكن بسبب دور هذا الوقود الأحفورى بوصفه عنصرًا حيويًا فى عملية تحوّل الطاقة، وأقلّ تلويثًا من الفحم أو النفط، إذ يحترق بشكل أكثر نظافة، وبالتبعية، يمكن خفض الانبعاثات مع الابتعاد عن الفحم.
وجاء الصعود القياسى فى أسعار الغاز الطبيعى والغاز المسال مع تعافى الطلب بوتيرة أسرع من المعروض، مع تشديد الإنتاج وسط عدم اليقين بشأن جائحة كورونا وتداعياتها على الاستهلاك.
وكانت هناك عوامل أخرى دفعت الأسعار للصعود باستمرار طوال العام، وليس خلال فصل الشتاء فقط كما هو معتاد، من بينها قيام الشركات بأعمال الصيانة وظروف الطقس شديد البرودة، فضلاً عن انخفاض مستوى المخزون.
وحسب البيانات التى حللتها واطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، فإن الغاز الطبيعى استفاد من التعافى العالمى، إذ زاد الاستهلاك مع إنهاء عمليات الإغلاق المرتبطة بالوباء وعودة النشاط الاقتصادى.
وفى تطوّر جديد شهده عام 2021، أدت ظروف الطقس غير المعتادة، مثل توقف هبوب الرياح أو موجات الجفاف الشديد، إلى انخفاض حصة مصادر الطاقة المتجددة فى توليد الكهرباء، ومن ثم تحوّل محطات التوليد إلى الغاز أو الفحم.
إلا أن تطبيق القوانين البيئية فى الصين، ثم الفيضان الذى غمر العديد من مناجم الفحم فى الهند والصين، أدى إلى عجز فى إمدادات الفحم، وانقطاع الكهرباء، الأمر الذى أسهم فى زيادة الطلب على الغاز رغم الارتفاع الكبير فى أسعاره.
ومن المرجح أن يكون عام 2022 أكثر هدوءًا مقارنة بعام 2021، والذى شهد طلبًا عالميًا يفوق المعروض بفارق ملحوظ، ما دفع أسعار الغاز الطبيعى لمستويات غير مسبوقة تاريخيًا، وفق تحليل وحدة أبحاث “الطاقة”.
وفى هذا الشأن، يرجّح ألّا تشهد أسعار الغاز الطبيعى تغيرات تُذكر فى إجمالى العام المقبل، لتتراوح بين 3 و4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
وصاحبَ قفزة أسعار الغاز الطبيعى جراء أزمة الطاقة العالمية، صعود أسعار الغاز المسال كذلك لمستويات قياسية، والسبب واحد: تسارع الطلب مقابل عجز المعروض.
ومنذ 2015، فإن الطلب العالمى على الغاز المسال قد سجل مستوى قياسيًا جديدًا كل عام، وهو ما يرجع فى الأغلب إلى القفزة المفاجئة للطلب فى الصين وبقية دول آسيا.
ومن الأمور المرجح أن تتصدّر العناوين الرئيسية فى 2022 بشأن أسواق الغاز المسال، أن الولايات المتحدة قد تصبح أكبر مصدّر للغاز الطبيعى المسال فى 2022، متجاوزة بذلك كلًا من قطر وأستراليا، مع توقعات بأن تحتفظ بالصدارة لسنوات مقبلة.