يعانى قطاع الملابس الجاهزة حالة ركود، نجحت أعياد الميلاد (الكريسماس) فى تحريكها بشكل طفيف.. لكنها لم تنجح فى إنهائها.
وأرجع المنتجون والتجار ذلك إلى أن المستهلك يعتبر بند الملابس غير ضرورى فى ميزانيته، ويتم تقليص هذا البند مع تزايد الهزات الاقتصادية التى يتعرض لها.
أضافوا أن الموسم الصيفى المقبل الذى تستعد له المصانع حالياً، سيشهد ارتفاعاً ملحوظاً فى أسعار ملابس الأطفال، وتفاوتاً فى أسعار الملابس الحريمى والرجالى؛ بسبب تذبذب أسعار الخامات، وتأثرها بارتفاع أسعار الطاقة فى الدول المنتجة.
قال حمدى أبوالعينين، نائب رئيس الغرفة التجارية بالقليوبية، إنَّ أعياد الميلاد واحتفالات الكريسماس حركت السوق قليلاً، وتسببت فى رواج حتى ولو بنسبة ضئيلة، لكنها مرضية، مقارنة بفترات الركود الشديد التى عاشتها الملابس الجاهزة منذ بدء جائحة كورونا.
وأضاف، أن تكلفة صناعة الملابس الجاهزة، ارتفعت بمتوسط %30 خلال 2021 مقارنة بـ2020؛ بسبب الزيادة التى طرأت على أسعار الغزول والخيوط والطاقة والشحن البحرى.
وتوقع أن تشهد تكلفة صناعة الملابس الجاهزة زيادات خلال 2022؛ بسبب استمرار ارتفاع أسعار الطاقة والآثار السلبية لذلك فى الدول التى نستورد منها خامات الإنتاج مثل الصين والهند.
وأشار «أبوالعينين» إلى أن ارتفاع الحد الأدنى للأجور والتأمينات التى تتحملها المصانع بدءاً من العام الحالى، سيتسبب فى ارتفاع تكلفة المنتجات الجديدة، ويشكل عبئاً إضافياً بجانب أعباء تكلفة الشحن البحرى، وأسعار الخامات.
وتابع: «يجب السعى لتنفيذ استراتيجية خاصة بقطاع الغزل والنسيج والملابس الجاهزة؛ لأن هذا القطاع يضم كماً كبيراً من العمالة، ويعانى ضعف المبيعات مع تتابع الهزات الاقتصادية التى يمر بها المستهلك».
وهذا يتطلب إعادة النظر فى الأعباء الملقاة على عاتق القطاع، وتذليل العقبات التى تواجهه، على أن يتم إعدادها من قبل كل الجهات المعنية بالصناعة، مثل غرفة الصناعات النسيجية والمجلس التصديرى للملابس الجاهزة والجمعية العامة للصناعات النسيجية.
وقالت سماح هيكل، عضو مجلس إدارة شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة التجارية، إنَّ الأعياد لم تنجح فى تنشيط السوق بالقدر المأمول من قبل التجار والصناع؛ بسبب تقليص الأسرة بند الملابس مع كل هزة اقتصادية تتعرض لها.
وأضافت أن المصانع والتجار لجأوا لتحمل جزء من ارتفاع التكلفة الصناعية لطرح منتجات الموسم الحالى بأسعار مقاربة للموسم الماضى، خصوصاً أن أسعار الخامات المستوردة تحملت ارتفاع أسعار الطاقة العالمية فى بلدانها، وهو ما ندفع ثمنه بشكل غير مباشر.
وتابعت «هيكل»، أن أسعار الخامات ومنها الغزول والخيوط والإكسسوارات ما زالت فى حالة تذبذب حتى الآن، وهو ما سيخلق تفاوتاً كبيراً فى أسعار ملابس الصيف المقبل، ودفع بعض المصانع لتأجيل قرارات شراء الخامات على أمل تحسن أو استقرار الأسعار فى وقت لاحق.
وتابعت: «تعيش الملابس الجاهزة أزمة كبيرة من 2014؛ بسبب ارتفاع عدد مصانع الملابس الجاهزة بشكل كبير، ما خلق معروضاً ضخماً يفوق حجم الطلب، وتسبب فى الركود».
وأكدت أن ركود سوق الملابس الجاهزة ازداد بعد تعويم الجنيه عندما تحول بعض المستوردين للتصنيع المحلى، وارتفع على أثر ذلك المعروض مقابل الطلب الذى ظل يتراجع كلما تحملت الأسرة المصرية أعباء جديدة؛ لأنها لا تعتبر بند الملابس بنداً أساسياً فى ميزانيتها.
وتطرقت «هيكل» إلى أن المصانع بالفعل انتهت من إنتاج ملابس الأطفال الخاصة بالموسم الصيفى المقبل؛ لأنها تنتج قبل البدء فى تنفيذ الملابس الحريمى والرجالى.
وأوضحت أنها تحملت أسعار الخامات المرتفعة، خلال المرحلة الحالية بالكامل، عكس الملابس الحريمى والرجالى التى أرجأت بعض المصانع إنتاجها حالياً لحين استقرار أسعار الخامات.
وقال محمد رزق، صاحب مصنع ملابس، إنَّ أعياد الميلاد ودخول فصل الشتاء لم تحرك السوق كما هو متوقع، وهو ما يضع المنتجين فى أزمة قبيل الاستعداد للموسم الصيفى المقبل.
أضاف أن تذبذب أسعار الخامات يصعب على المصانع الاستعداد للموسم الصيفى المقبل، ويضعها فى حالة ترقب.