يسعى عدد من الشركات العاملة فى صناعة مواد البناء، لإقامة مصانع متخصصة فى إعادة تدوير المخلفات الصلبة الناتجة عن صناعة الرخام والجرانيت وتصنيعها فى صورة منتج نهائى مثل الإنترلوك، أو منتج وسيط يدخل فى صناعة الأسمدة والأدوية والبويات.
قال المهندس إبراهيم غالى رئيس شعبة المحاجر بغرفة مواد البناء باتحاد الصناعات، إن الطفرة الكبيرة فى المشروعات السكنية والمعمارية التى نفذتها الدولة خلال السنوات الـ5 الماضية أسهمت فى تشغيل قطاع الرخام والجرانيت، وبالتالى تضاعفت المخلفات الناتجة عنه.
وأضاف أن المستثمرين فى القطاع التفتوا مؤخرًا إلى مشروعات إعادة تدوير مخلفات الرخام، وتم إنشاء مصنع لهذا الغرض فى منطقة شق الثعبان الصناعية بالتعاون بين محافظة القاهرة وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية ومن المتوقع أن يتم افتتاحه قريباً.
وتركز الدولة على إدخال قيمة مضافة على المواد الخام، وفتح مجالات استثمارية جديدة أمام صغار المستثمرين، والتوجه نحو قطاع تدوير المخلفات الصلبة من الجرانيت والرخام وهو بات أمر ضرورى فى ظل حاجة السوق المصرى للمنتجات الناتجة عنه.
وتابع: «ناتج إعادة التدوير يدخل فى صناعة الأسمدة والسيراميك والخرسانة ورصف الطرق، وكربونات الكالسيوم، وصناعة الطوب والبويات والأسمنت والبلاط»، وستتعاون غرفة مواد البناء مع مركز تحديث الصناعة لإعداد دراسات جدوى بشأن إنشاء خطوط إنتاج لتدوير تلك المخلفات وتحقيق أقصى استفادة ممكنة.
ووفق بيان المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية، الأسبوع الماضى، فإن الرئيس عبدالفتاح السيسى، اطلع على جهود الدولة فى التعامل مع المخلفات الصناعية المختلفة، خاصةً الرخام والجرانيت فى المناطق الصناعية.
وأضاف أن الرئيس يتابع الموقف التنفيذى الراهن لإنشاء مصنع متكامل لإعادة تدوير المخلفات الصلبة والسائلة الناتجة عن المصانع والورش بمنطقة «شق الثعبان» بطاقة 300 ألف طن يومياً، بهدف تحسين البيئة والحفاظ عليها، وكذلك تحقيق مردود اقتصادى تنموى.
وقال المهندس أسامة حفيلة رئيس شركة ريما إيجيبتو لتصنيع الرخام والجرانيت، رئيس جمعية مستثمرى دمياط الجديدة، إن إعادة تدوير مخلفات مواد البناء باتت صناعة مربحة فى جميع دول العالم، ومصر بدأت تطرق أبوابها من خلال إقبال المستثمرين مؤخرًا.
أضاف أن أغلب مستثمرى الرخام والجرانيت، حرصوا على مواكبة التكنولوجيا الحديثة واشتروا معدات حديثة تعمل على تقليل الهدر أثناء التقطيع بدلاً من الطرق القديمة وذلك حفاظاً على صحة العاملين والبيئة، وتسعى شركات تصنيع الرخام والجرانيت، إلى إضافة خطوط لتصنيع مخلفات مصانعها إما منتجات وسيطة تدخل فى صناعة أخرى، أو تصنيع منتج نهائى مثل «الإنترلوك» الذى يتزايد عليه الطلب حاليًا من قبل شركات المقاولات، ولفت حفيلة إلى أن التخلص من المخلفات حاليًا يتم عن طريق توريده إلى شركات متخصصة فى نشاط إعادة التدوير.
وقال السيد نظمى رئيس شركة اللوتس للرخام والجرانيت، إن هالك بلوك الرخام والجرانيت تتفاوت نسبته من شركة إلى أخرى وقد يصل إلى 50% أثناء تقطيعه وهذه النسبة ترجع إلى التكنولوجيا المستخدمة فى التقطيع والتصنيع.
أكد نظمى، أنه ضخ 2 مليون جنيه لإضافة خط إنتاج جديد لتصنيع هالك التقطيع إلى بلاط يستخدم فى أرضية وحوائط المطابخ والمنازل أو الشراء من قبل القرى السياحية لتزيين الممرات والحدائق، ولفت إلى أن الشركة تعاقدت مؤخرًا مع شركة بويات ووردت إليها بودرة الرخام الناعمة لاستخدامها فى التصنيع وذلك فى إطار تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الهالك وتوفير سيولة مالية للشركة.