أوروبا الغربية والشرقية وغرب أفريقيا والخليج أبرز الدول المستهدفة لزيادة الصادرات
الشركة تستهدف مضاعفة المبيعات إلى 20 مليون دولار بنهاية العام الجارى
شكوى لـ «المعالجات التجارية» لإغراق السوق بمنتجات الصوف الزجاجى من تركيا
تدرس شركة جلاسروك لإنتاج الصوف الصخرى والزجاجى، إحدى شركات «أسيك للتعدين» التابعة لمجموعة القلعة، إضافة خط إنتاج جديد لتصنيع مواسير الصوف الزجاجى، باستثمارات تقدر بنحو 3 ملايين دولار.
قال المهندس أمير نجيب، رئيس مجلس إدارة «جلاسروك»، إن الشركة تستهدف من تلك الاستثمارات والخطط الطموحة التى تتبعها إلى مضاعفة المبيعات لتصل إلى 20 مليون دولار بنهاية العام الجارى، مقابل 10 ملايين دولار عام 2021.
وأضاف لـ «البورصة»، أن آلية تمويل استثمارات خط الإنتاج الجديد مازالت قيد الدراسة، وتعمل الشركة على استكمال الدراسات والحصول على الموافقات اللازمة تمهيدًا لبدء الإنتاج خلال 2022.
وأوضح أن التوجه لتصنيع مواسير الصوف الزجاجى يأتى فى إطار تلبية احتياجات السوق المحلى وأسواق التصدير لهذا المنتج، حيث من المخطط أن تتعدى الطاقة الإنتاجية لخط مواسير الصوف الزجاجى الجديد جميع الاحتياجات المحلية.
وأشار إلى أن مجموعة القلعة كانت سبّاقة فى إيجاد حلول للتحديات الحالية و المستقبلية ومن ثم فكرت فى إنشاء مصنع للمواد العازلة لتقديم حلول مبتكرة موفرة للطاقة قبل أن تكون مشكلة الطاقة أحد التحديات البارزة على الساحة.
ولفت إلى أن «جلاسروك» تأسست عام 2008، وتأخر بدء تشغيل المصنع حتى عام 2013 بسبب تداعيات ثورة 25 يناير 2011، ويقع المصنع على مساحة 120 ألف متر مربع تستغل الشركة نحو %50 منها، بينما تصل الطاقة الإنتاجية إلى %30 فقط.
وقال نجيب، إن قيمة استثمارات الشركة تقدر بنحو 70 مليون دولار، وتمثل الصادرات ما بين 50 و%60 من إجمالى الطاقة الإنتاجية لمصنع الشركة، وتسعى الشركة لزيادتها العام الجارى من خلال زيادة الطلب ومن ثم زيادة الإنتاج.
وأكد أن الشركة تعد من ضمن عدد قليل من الشركات حول العالم التى تقوم بإنتاج الصوف الصخرى والصوف الزجاجى فى مصنع واحد بطاقة إنتاجية كبيرة تصل إلى 30 ألف طن سنويًا من الصوف الصخرى، و20 ألف طن من الصوف الزجاجى.
وذكر أن الشركة أضافت خلال العام الماضى خط إنتاج منتج تام من الصوف الزجاجى المستخدم لأغراض عزل الأجهزة المنزلية بالمقاسات التى تحتاجها تلك المصانع.
وأضاف أن الطاقة الإنتاجية لخط الإنتاج تكفى احتياجات السوق المحلى من هذا المنتج، ومن الممكن زيادة الإنتاج لتغطية الطلب التصديرى أيضًا.
وقال إن استخدامات منتجات العزل للقطاع الصناعى بدأت فى التحسن بشكل كبير خلال المرحلة الماضية، حيث تنفتح المصانع على الصناعة الدولية وتعمل على تقليل تكاليف الإنتاج وتدرك مدى أهميته فى توفير الطاقة.
وأوضح أن أبرز القطاعات الصناعية التى تستخدم هذه المنتجات هى المصانع التى تستخدم الأفران والمداخن والغلايات ومحطات توليد الطاقة وتكرير البترول وصناعة الأسمدة.
وقال إن أهمية منتجات العزل تتضمن الحفاظ على المنشآت من الحرائق وتوفير الطاقة المستخدمة فى التبريد والتكييف بنسبة تتراوح بين 30 و40% سنويًا، إذ أن التغيرات المناخية تنتَج من الانبعاثات الصناعية الناشئة من توليد الطاقة، ولذلك فإن ترشيد الطاقة من خلال استخدام منتجات العزل يساعد فى الحفاظ على البيئة، خاصة فى ظل توقعات زيادة تأثير التغيرات المناخية خلال السنوات المقبلة.
وأوضح أن مجموعة القلعة تولى اهتماماً خاصاً بحماية المناخ، ووقعت تعهدًا عالميًا لحماية المناخ للمساهمة فى خلق مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية والحد من التداعيات السلبية لظاهرة التغير المناخى.
وأكد ان الشركة أخذت على عاتقها منذ تأسيسها العمل على توعية السوق بأهمية استخدام منتجات العزل فى جميع أنواع المبانى، حيث يعد استخدام المواد العازلة فى المنشآت العقارية بالعديد من الدول من أبرز محاور تقييم المبنى أو العقار السكنى، ما له من أثر كبير فى تقليل تكاليف التشغيل.
وأكد رئيس مجلس إدارة «جلاسروك»، ضرورة إلزام تطبيق أكواد العزل الحرارى فى المبانى، ما سيساهم فى خلق حالة من الوعى بأهمية استخدامها فى المشروعات السكنية والإدارية والطبية والتعليمية والفندقية.
وأوضح أن شركات التطوير العقارى والمستهلكين ليس لديهم الوعى بأهمية منتجات العزل الحرارى فى ترشيد الطاقة وتكاليف التشغيل للمنشأة، حيث يظنون أن استخدام المواد العازلة رفاهية، إلا أنه عقب ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء بشكل كبير بدأ المستهلكون فى الإقرار بأهمية توفير الطاقة فى المبانى.
وقال إن الخطوات التى اتخذتها الدولة بالاعتماد على منتجات العزل الحرارى فى المشروعات القومية والحكومية مثل العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة، كان له عظيم الأثر فى زيادة مبيعات القطاع.
وأضاف أن استخدام العزل فى المشروعات القومية يساهم فى تقليل حجم الطاقة المستخدمة فى المنشآت فى إطار جهود الحكومة الجادة فى عدد من المشروعات الخضراء، مثل إصدار دليل معايير الاستدامة البيئية للمشروعات داخل الخطة التنموية للدولة وإصدار السندات الخضراء لتتماشى المشروعات والسياسات مع التوجهات العالمية والالتزامات الدولية والأولويات الوطنية فى مجال حماية الموارد الطبيعية والحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية.
وأضاف أن الحكومة تتبنى سياسة ترشيد الطاقة فى المنشآت الحكومية الجديدة من خلال استخدام منتجات المواد العازلة، حيث تستخدم أفضل المواصفات العالمية لمنتجات العزل.
وأشار إلى أن «جلاسروك» شاركت فى المشروعات القومية خلال السنوات الماضية، مثل الحى الحكومى وحى الوزارات فى العاصمة الإدارية، ومدينة العلمين الجديدة وبعض مشروعات تكرير البترول.
وقال إن التوقعات بزيادة قيمة المبيعات تعود إلى زيادة الطلب فى السوقين المحلى والتصديرى فى ظل الفرص التى تتيحها الدولة من خلال دعم القطاع الصناعى بالحفاظ على تكلفة الإنتاج ودعم الصادرات من خلال برنامج رد الأعباء التصديرية.
وطالب بضرورة إلزام المنشآت الجديدة باعتماد منتجات العزل كأحد اشتراطات الحصول على رخصة المبانى بدلاً من كونه غير ملزم، مما سيساهم فى زيادة الطاقة الإنتاجية، وبالتالى زيادة المبيعات، مما سيكون له بالغ الأثر فى تحقيق النمو المطلوب لهذا القطاع الحيوى، والذى سينعكس إيجابياً على الاقتصاد الوطنى.
وحول المنافسة مع المنتجات المثيلة من الدول الأجنبية، قال إن لدى مصر اكتفاءً ذاتيًا من الصوف الصخرى ولا تستورد منه أى كميات، إلا أن الصوف الزجاجى يتم استيراد جزء من احتياجات السوق المحلى منه بالرغم من وجود طاقة إنتاجية كافية.
وأضاف أن الشركة تقدمت بشكوى إلى قطاع المعالجات التجارية بوزارة التجارة والصناعة قبل عدة أشهر، لبحث إغراق السوق المحلى بمنتجات الصوف الزجاجى الواردة من تركيا، لحماية المنتجات المحلية.
وطالب بضرورة تطبيق قانون تفضيل المنتج المحلى فى التعاقدات الحكومية لتحفيز المصانع المحلية، خاصة وأن الشركة واجهت عقبات فى هذا الإطار باختيار منتجات أجنبية فى ظل مطابقة منتجات الشركة للمواصفات المطلوبة.
وقال نجيب إن صادرات الشركة تأثرت سلبًا جراء انتشار فيروس كورونا بسبب الإغلاق العام فى العديد من الدول خلال عامى 2020 و2021، إلا أنه مع بدء عودة الحياة لطبيعتها والذى صاحبه تغير فى أسعار الخامات العالمية والشحن وتكلفة الإنتاج بشكل عام وارتفاع تكلفة الطاقة المتمثلة فى الكهرباء والغاز عالميًا، دعا معظم الدول إلى البحث عن منتجات فى أسواق مختلفة، ما ساهم فى ارتفاع نسبة الصادرات بشكل مقبول خلال النصف الثانى من العام الماضى.
وتابع: «ارتفاع قيمة الصادرات خلال تلك الفترة جاء بدعم من مساندة الحكومة القطاع الصناعى للحفاظ على أسعار الطاقة ودعم الصادرات ما ساهم فى الحفاظ على قيمة تكاليف الإنتاج».
وأشار إلى أنه من الممكن استغلال التغيرات على المستوى العالمى لتحسين الصادرات، إلا أن الأسواق التصديرية تأخذ بعض الوقت لحين الوثوق بالمنتج، لاسيما وأن منتجات العزل ليست بسيطة ولها مواصفات هندسية معينة.
وذكر أن دول أوروبا الشرقية والغربية تأتى على قمة الدول المستهدفة لزيادة حجم وقيمة الصادرات بالتزامن مع تغير تكاليف الإنتاج بها واستخدام منتجات العزل بها بكثرة.
وأضاف أن دول أفريقيا ودول الخليج يعدان أيضًا من أبرز الأسواق التصديرية المستهدفة، حيث تعد الدول الأفريقية ذات سوق واعد ومتوقع نمو الصادرات إليه الفترة المقبلة.
وقال رئيس مجلس إدارة «جلاسروك»: «نقص الإنتاج المحلى من فحم الكوك الذى يعد مادة رئيسية فى تكلفة الإنتاج، وبالتالى اللجوء إلى استيراده، سوف يؤدى إلى ارتفاع تكاليف صناعة منتجات المواد العازلة، لاسيما فى ظل تأثر السعر العالمى بأسعار الطاقة والشحن».
وأضاف أن بعض المنتجات الأخرى مثل الألومنيوم وبعض أنواع النسيج التى تستورد من أوروبا ودول شرق آسيا بدأت أسعارها فى الارتفاع أيضًا المرحلة الماضية.
وطالب نجيب البنوك بضرورة توفير قروض بفائدة مخفضة لتمويل رأس المال العامل للمشروعات الصناعية، للمساهمة فى توفير مكونات الإنتاج فى ظل العقبات التى تواجه عملية الشحن واستيراد الخامات، مما سيساهم فى نمو هذا القطاع الاستراتيجى وتحقيق نتائج إيجابية للاقتصاد الوطنى.