مُركزات الطماطم تقتنص حصة أكبر فى أوروبا والولايات المتحدة بنمو 183%
دائماً ما تظهر الفرص من رحم الأزمات، خصوصاً الأزمات الصعبة، إذ استطاعت الأغذية المصرية أن تُسخر لصالحها أزمة الشحن الدولى الناجمة عن جائحة كورونا، لترفع من قيمة صادراتها بقوة فى منتجات عدة رئيسة.
واستغل المصنعون، العام الماضى، ارتفاع تكلفة الشحن الدولى، وتوتر حركة الملاحة، ورفعوا الطاقات الإنتاجية لتلبية الطلب المرتفع على الأغذية.
وكانت أبرز الطفرات فى منتجات مركزات الطماطم، والزيوت النباتية، والصلصة.
واقتنصت مُركزات الطماطم المصرية حصة أكبر بالسوقين الأوروبى والأمريكى والدول العربية والأفريقية خلال العام الماضى، لتحقق منها نمواً بلغ %183، لتصعد إلى 38 مليون دولار.
قال محمود السيسى، مدير التصدير بشركة بيست آند جوس، إنَّ أكبر الدول المنتجة والمصنعة والمستهلكة فى العالم لمعجون الطماطم ومركزاتها هى إسبانيا، إذ استوردت كميات كبيرة من المنتج المصرى خلال آخر عامين.
أضاف أن الولايات المتحدة تعد هى الأخرى من أهم الأسواق الواعدة أمام معجون الطماطم ومركزاتها خلال الفترة الحالية. وطلبت نهاية 2021 كميات كبيرة وبشكل متزايد بولايات متعددة منها كاليفورنيا التى تعتبر من أكبر المنتجين ولديها مساحات ضخمة من مسطحات الطماطم.
وأرجع »السيسى«، اتجاه الدول الأكثر إنتاجاً وتصنيعاً لطلب معجون الطماطم ومركزاتها من مصر، إلى ارتفاع تكلفة الشحن، وعدم الانتظام فى مواعيد التسليم مع أكبر الدول المصدرة فى شرق آسيا.
وتابع: «تصل مدة الشحن من دول شرق آسيا إلى أوروبا وأمريكا إلى 45 يوماً، وهو ما وفر فرصاً لمصر التى تصل منتجاتها إلى أوروبا فى فترة تتراوح بين 3 و10 أيام».
وكشف أن أسعار شحن المنتجات المصرية لأوروبا تضاعفت عند 2000 دولار للحاوية.. لكنها لم تصل للحد الذى بلغته لبعض الدول الأخرى، عند 13 ألف دولار، وهو أحد أسباب زيادة الطلب.
أضاف: «التغيرات كانت متوقعة وتم التحضير لها ودراستها للاستفادة منها، ما أسهم فى فتح أسواق تصديرية جديدة فى أمريكا اللاتينية، والتوسع فى بعض الدول الأوروبية».
إقرأ أيضاً: الأغذية المجمدة تجذب أنظار مستثمرين جُدد
وأوضح أن مصر تتمتع بمزايا فى محصول الطماطم الذى يتوافر على مدار العام من خلال موسمين أساسيين هما الصيفى والشتوى، والموسم الثالث هو النيلى، ما يدعم اختلاف الجودة والكميات بكل موسم، مقابل فترات إنتاج تصل إلى 45 يوماً فقط فى بعض الدول.
وضاعفت شركة بيست آند جوس، مبيعاتها العام الماضى بنحو %100، بدعم من التغيرات العالمية، مقارنة بمبيعاتها خلال 2020 التى نمت بين 50 و%60.
وأشار «السيسى»، إلى أن الشركة ضاعفت مشتروات خام الطماطم الطازجة، بالإضافة إلى استيراد قطع غيار جديدة من إيطاليا لخطوط الإنتاج الحالية لتطويرها بما يرفع قدرات تلبية طلبات التصدير المتزايدة.
وتجهز الشركة، لإضافة خط إنتاج جديد، خلال النصف الثانى من العام الجارى، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1000 طن يومياً، بينما تصل الطاقة الإنتاجية لخطى الإنتاج الحاليين إلى 700 طن يومياً.
وقفزت أيضاً صادرات الزيوت النباتية فى العام الماضى بنحو %72، لتصعد إلى 371 مليون دولار، وفقاً للبيانات الرسمية المتاحة لدى المجلس التصديرى للصناعات الغذائية.
«الشاذلى»: ارتفاع الأسعار العالمية للزيوت يدعم مكاسب الأغذية المحلية
وقال حازم الشاذلى، رئيس شركة الحامد لاستخلاص الزيوت النباتية، إنَّ ارتفاع الأسعار العالمية للزيوت أسهم فى تحقيق نمو على مستوى العائدات الكلية للصناعة المصرية.
ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، ارتفعت أسعار الزيوت الخام بالأسواق العالمية لمستويات قياسية مع نهاية العام الماضى، بنسبة فاقت %70.
أوضح «الشاذلى»، أن أغلب الزيوت التى يتم تصديرها من مصر هى زيوت بذرة القطن، وحال تنمية محصول القطن المصرى ليعود إلى سابق عهده، ستصل مصر لقدرات إنتاجية كبيرة تمكنها أو تعوض النقص العالمى أمام الطلب المرتفع.
وتابع: الفترة المقبلة قد تشهد زيادات سعرية جديدة فى صناعة الزيوت، على مستوى المادة الخام، وبالتالى المنتجات النهائية للمستهلكين، لكن الفترة الحالية صعبة للجزم بسيناريو معين للسوق».
وقال محمد سويلم، رئيس مجلس إدارة شركة سوليمار فود للصناعات الغذائية، إنَّ الأشهر الأخيرة الماضية شهدت ارتفاعاً ملحوظاً فى الطلب على معجون الطماطم.
وأشار إلى أن الأسواق الأوروبية والأفريقية، من أهم الأسواق التى تتمتع بفرص كبيرة للتصدير إليها.
«الحدودى»: شركة «الصباح» تستثمر 25 مليون يورو فى خطوط الإنتاج
وأوضح إبراهيم الحدودى، مدير التصدير والتسويق الدولى بشركة الصباح للصناعات الغذائية أن الشركة تبنى مصنعاً جديداً للمركزات، وتستثمر 25 مليون يورو فى خطوط الإنتاج.
أضاف أن «الصباح» تستهدف دخول سوق المركزات للاستفادة من قوة الطلب الخارجى وتلبية احتياجات مصنعها من مركزات الطماطم والعصائر، وتخطط للانتهاء من إنشاء وتركيب الماكينات بالمصنع الجديد خلال 2022.
وتعمل الشركة فى تصنيع منتجات متنوعة من الألبان والأجبان والعصائر.. لكنها تخوض للمرة الأولى تجربة إنتاج المركزات لما تراه من فرص واعدة أمام هذا المنتج فى العالم خلال السنوات المقبلة.
أضاف أن أكبر المنافسين لصناعة المركزات، هى تركيا وإيطاليا والصين، لكن توجد ميزة أمام المنتج المصرى فى ظل الاتفاقيات التجارية التى تعطى مزايا الدخول دون جمارك لعدد كبير من الأسواق، والتى ترفع الميزة التنافسية.
وأشار إلى أن تصنيع الخامات لدى الشركة يتم على مستوى المركزات ومعجون الطماطم لصناعة الصلصة، ما يُسهم فى رفع تنافسية المنتج وخفض التكلفة، وتوفير عملة صعبة كانت الشركة توجهها لاستيراد الخامات.
وقال حسين نوارة، مدير تطوير التصدير بشركة هارفست فوودز، إنَّ الشركة تصدر منتجاتها من الصلصة لأكثر من 20 دولة أهمها المغرب.
وتصنع الشركة، الصلصة بكميات كبيرة من علامتها التجارية، فضلاً عن تصنيعها لعلامات تجارية لشركات أخرى «تصنيع للغير» بهدف التصدير، وتستحوذ وحدها على %60 من صادرات الشركة.
أضاف «نوارة»: «يوجد طلب كبير على منتجات الصلصة فى السوق الأوروبى، وتسعى الشركة لزيادة إنتاجها لتلبية هذا الطلب، خصوصاً أن صادرات المنتج من مصر ارتفعت %27 مقارنة بصادرات 2020، وصولاً إلى 48 مليون دولار».