نقص الكوادر وضعف البيانات والوعى والامتثال الرقابى التحديات التى تواجه الشركات الناشئة بقطاع التكنولوجيا المالية
رصدت دراسة لمنصة فينتك إيجيبت للتكنولوجيا المالية، التابعة للبنك المركزى، التحديات التى تواجه شركات التكنولوجيا المالية فى مصر.
وقالت الدراسة إن الشركات الناشئة في القطاع بحاجة إلى الدعم في عدد من المجالات بهدف تيسير الانتشار والنمو في السوق المصري.
وقالت نصف الشركات التي تم إجراء الدراسة الإحصائية عليها إن بناء شراكات مع اللاعبين الحالين والامتثال الرقابي والقانوني كانا أكبر تحديين أمام الشركات، يلى ذلك زيادة رأس المال بنسبة 32%، ثم التوسع العالمى نسبة 28%، وجذب العملاء 23%، والدعم الضريبي والحكومي بنسبة 16%، وتوافر التمويل عبر الإقراض بنسبة 13%.
وذكرت الدراسة أنه على صعيد التحديات الداخلية التي تواجهها الشركات الناشئة أثناء النمو في السوق المصري، جاء جذب الكوادر المؤهلة كأكبر تحدي بالنسبة لنحو 46% من الشركات الناشئة، فيما كان تطوير المنتجات ثاني أكبر تحدي بنسبة 29%، يلى ذلك إنشاء أنظمة مستدامة وعمليات فعالة.
ورصدت الدراسة أن انخفاض عدد الدورات والبرامج المتخصصة في مجال التكنولوجيا المالية التي تقدمها كل من حاضنات الأعمال ومسرعات الأعمال في آخر عامين، حد من تدفق الاستثمارات لشركات التكنولوجيا المالية ونجم عن ذلك فجوة تمويلية تواجهها شركات التكنولوجيا المالية في مراحلها المبكرة، وذلك بجانب تحديات خاصة بتمويل الديون، والحصول على استثمارات طويلة الأجل.
كومبيرها: اكتفاء المسثمرين بلاعب واحد بالفكرة نفسها يحد من قدرة الشركات على جذب رؤوس أموال
وفي السياق نفسه، ذكر سعيد الورقي، مسئول بشركة كومبيرها comperha، أن التحدي الأكبر هو أن العديد من المستثمرين يعتقدون أنه إذا كان هناك بالفعل شركة واحدة تقدم الخدمة نفسها في السوق، فلن توجد ميزة في باقي الشركات.
أضاف: “بينما في الأسواق الدولية التي يقل عدد السكان فيها عن مصر، تجد العديد من الشركات الناشئة في نفس المجال يقدمون نفس الشيء لأن هناك ً دائما متسع لأكثر من لاعب واحد في السوق”.
واقترح عدد من المسئولين في شركات التكنولوجيا المالية التي شملتهم الدراسة، إقامة فعاليات ومؤتمرات خاصة بمجال التكنولوجيا المالية، وإطلاق حملات التغطية الإعلامية محليًا وعالميًا، بهدف إلى توعية العملاء بشأن الحلول المبتكرة التي تقوم الشركات الناشئة المتخصصة في مجال التكنولوجيا المالية بتقديمها.
وطالبوا بفتح مزيد من الأفواج للمختبر التنظيمي لتطبيقات التكنولوجيا المالية، وتشجيع وتحفيز البنوك العاملة في مصر بهدف تقديم الدعم للشركات الناشئة المتخصصة في مجال التكنولوجيا المالية وتبني المشروعات التي تعتزم هذه الشركات تنفيذها.
كما اقترحوا تخفيف القيود، والتحول إلى المعاملات الإلكترونية بشأن المستندات الورقية المطلوب تقديمها خلال مراحل تأسيس شركات التكنولوجيا المالية الناشئة المتخصصة في هذا المجال، وكذلك تقديم البنوك حلول تمويلية لتلك الشركات الناشئة.
وقال عمرو سلطان، مؤسس شركة بلنك ”Blnk” إن وجود قنوات للتواصل المستمر بين البنك المركزي والهيئة العامة للرقابة المالية والشركات الناشئة يساعد في فهم الخطوات الكاملة للترخيص والتسجيل ويساعد على تبادل الأفكار والآراء الخاصة بالقواعد والتحديات الحالية، والقواعد التي قد تصدر في المستقبل والمنتجات المستقبلية التي قد تطورها الشركات الناشئة.
فيما يرى إبراهيم فرج، مسئول بشركة ديسبورا Diaspora، أن هناك رغبة منخفضة من قبل المستثمرين في تقبل المخاطر المتعلقة بالاستثمار في الشركات الناشئة في مراحلها الأولى. لذلك، يتم توجيه الاستثمارات في الغالب نحو الشركات الناشئة التي قطعت شوطا متقدما.
أضاف: لذلك نوصى بإنشاء المزيد من البرامج التي تقدمها حاضنات ومسرعات الأعمال في مجال التكنولوجيا المالية.
أشارت الدراسة الإحصائية إلى أن نحو 16% من الشركات الناشئة لم تقم بأي جولات تمويلية حتى الآن، في حين أن نسبة قدرها 40% من هذه الشركات قد حصلت على جولة تمويلية واحدة فقط، بينما حصلت نسبة قدرها 44% من هذه الشركات على ما يقرب من جولتين أو أكثر من الجولات التمويلية.
وقال التقرير إن هذا يبرز أهمية الدور الحاسم الذي تقوم به، دورات مسرع الأعمال وحاضنة الأعمال في تعزيز منظومة التكنولوجيا المالية لسد الفجوة والتي بلغت نسبتها 16% َ هذا بالإضافة إلى أهمية جذب المستثمرين الدوليين وما له من دور مهم وفَّعال في صقل وتنمية الكوادر العاملة بمجال التكنولوجيا المالية في السوق المصري.
وذكر هاني سليمان، من شرطة بيتابس ”Paytabs، أن إتاحة كافة الكتب الدورية المتعلقة بصناعات التكنولوجيا المالية الأكثر شيوعًا على منصة خاصة مثل منصة التكنولوجيا المالية – مصر ”فنتك مصر“ سيساعد جميع الشركات التي تعمل في التكنولوجيا المالية ويدعمها حتى تتمكن من فهم قواعد السوق بشكل أفضل ومن ثم الامتثال لها.
ونوه مصطفى بلبا، من شركة دوري ”e-Dor”، أن إقناع البنوك الكبرى بأن حلول التكنولوجيا المالية المحلية قادرة على منافسة الحلول العالمية بل إنها قادرة على المنافسة على المستوى العالمي تحدي وسيصنع فارقا.
وذكر محمد منير، مؤسس باي ناس ”Paynas” أنه ”يجب تعزيز ثقافة الشراكة من أجل تحقيق المنفعة المتبادلة، حيث ستتمكن الأطراف الفاعلة من إجراء تطوير والتركيز على خلق ميزة تنافسية فريدة، ما سيمكن القطاع بأكمله من النمو بمعدلات أسرع وأصح“.
جلوبال فينتشرز: وجود قاعدة بيانات مركزية تشمل كافة الشركات الناشئة يساعد في جذب المستثمرين
وذكر إسلام درويش، مسؤول في جلوبال فينتشرز، أن من التحديات التي يواجهونها لإيجاد شركات للاستثمار فيها هي تعيين فريق ذو مهارات ومؤهلات عالية بالإضافة إلى تطور الشركات الناشئة.
أضاف:”وجود قاعدة بيانات مركزية تشمل كافة الشركات الناشئة الموجودة في البلاد وتوضح ما إذا كانت مرخصة أم لا ويتم تحديثها بشكل مستمر سيساعد بشكل كبير“.
وقال أحمد محمود، مسؤول بشركة الجمعية، إن نسبة كبيرة من السوق المصري تخشى استخدام التكنولوجيا في التعاملات المالية، بل ويفضلون إتمام معاملاتهم يدويًا، لذا فإن نشر الوعي الثقافي يجب ان يكون على رأس القائمة المزمع إعدادها لدعم منظومة التكنولوجيا المالية، خاصة بعد انتشار جائحة كورونا“.