ارتبكت حركة صادرات الحاصلات الزراعية المصرية إلى روسيا منذ إعلانها الحرب على أوكرانيا، إذ تحتل موسكو المرتبة الأولى بين مستوردى الحاصلات المصرية، بالتبادل مع المملكة العربية السعودية في بعض السنوات.
كما نشبت مخاوف لدى المصدرين بشأن تمكنهم من تحصيل مستحقاتهم المالية بعد العقوبات المفروضة على «موسكو».
وقال هشام النجار، نائب رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إن روسيا من الأسواق الأساسية لـ”الحاصلات الزراعية” المصرية، وعلى رأسها الموالح والبصل والثوم ومنتجات أخرى متنوعة.
وتوقع النجار، أن تؤثر حرب «موسكو» و«كييف» على صادرات الحاصلات الزراعية المصرية، باعتبارها أكبر المنتجات التى تحصل عليها من مصر.
وروسيا هى أحد أهم الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية، بإجمالى 489 مليون دولار فى 2021، مقابل 416 مليون دولار فى 2020، بنمو 17.5%.
أعرب النجار عن تخوف فئة كبيرة من المُصدرن المصريين بشأن تحصيل مستحقاتهم المالية لدى عملائهم فى روسيا بسبب الحرب مع أوكرانيا، كما أن توقف حركة الشحن مع “كييف” عطلت الصادرات، وبالتالى ستعطل حركة النمو التى نشهدها منذ عامين تقريبًا.
وتستورد أوكرانيا من مصر المنتجات الزراعية بالدرجة الأولى، خاصة الفاكهة والمكسرات، وبلغت تعاقدات العام قبل الماضى نحو 36 مليون دولار هى قيمة ما يزيد عن 90 ألف طن، وفقًا لأخر بيانات رسمية متاحة.
تُصدر مصر منتجات متنوعة من الحاصلات الزراعية إلى روسيا مثل البطاطا، والعنب، والفراولة، واليوسفى، والمانجو، والرمان، والخضروات، والجزر.
كما تستورد دول الاتحاد الأوروبى أكثر من ثلث صادرات الحاصلات الزراعية من مصر، وبلغت قيمة الصادرات 280.3 مليون دولار خلال الربع الأول من الموسم التصديري الجارى، تلتها دول أوروبية خارج الاتحاد الأوروبى بقيمة 132.5 مليونًا دولار.
وقال هيثم السعدنى، رئيس مجلس إدارة شركة السادات «أجرو فروت» للحاصلات الزراعية، إن بعض الشحنات إلى أوكرانيا ستحول مسارها إلى رومانيا، ومن ثم ستدخل إلى «كييف» عن طريق الحدود البرية.
اقرأ أيضا: روسيا تكرر تحذيرات من متبقيات «مبيد حشرى» فى الحاصلات الزراعية
أوضح «السعدنى» أن روسيا تستحوذ على 40% من صادرات البرتقال كما تشهد طلب مرتفع فى الوقت الحالى، بالتزامن مع زيادة طلب المستهلكين هناك، وساهم ذلك فى انتعاش أسعار البرتقال.
أشار إلى تباين فى موقف المصدرين بين المُصدرين المصريين فى التعامل مع الموقف الحالى بين روسيا وأوكرانيا، إذ توقف البعض عن التصدير لتخوفهم من تحصيل مستحقاتهم المالية، بينما يسعى آخرون لزيادة أعمالهم إلى الدولتين أملا فى تحقيق نتائج أقوى بدعم انتعاش الطلب نسبيًا وارتفاع الأسعار.
وذكر أن أسعار البرتقال ارتفعت فى الأيام الأخيرة مع زيادة الطلب فى الدول المجاورة لأوكرانيا، حيث لجأ المستوردون الأوكرانيون إلى التعاقد على دخول المنتج من خلال رومانيا وبولندا.
أضاف رضا العمرى، رئيس مجلس إدارة شركة لونا فيردى للحاصلات الزراعية، إن الفترة الحالية تشهد زيادة في الطلب الأوروبى على الحاصلات الزراعية بشكل ملحوظ خاصة دول الجوار مع أوكرانيا وروسيا.
أشار إلى عودة بعض الشحنات التصديرية إلى مصر كانت متجهة إلى روسيا الأسبوع الماضى تخوفًا من الحرب، وتطلب إيطاليا حاليًا كميات كبيرة من الحاصلات الزراعية من مصر.
أوضح أن حركة التجارة العالمية تشهد حالة من التخبط فى الوقت الحالى بمختلف الأسواق فى ظل الترقب العالمى لتداعيات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
قالت هند طوبار، مدير المبيعات بشركة توتال كاربو لخدمات الشحن، إن أغلب الخطوط الملاحية لا تزال تعمل مع روسيا فى الوقت الحالى، لكن يوجد مشكلات فى الشحنات التى كانت تعتمد على الترانزيت مع أوكرانيا، فيما توقفت حركة الملاحة مع «كييف».
توقعت طوبار، زيادة كبيرة فى أسعار الشحن بداية من مارس المقبل بالتزامن مع ارتفاع أسعار النفط عالميًا بالإضافة إلى نقص الحاويات وارتباك حركة الشحن فى ظل الحرب.
قال أحمد فرحات، رئيس شركة اكسترا جلوبال للحاصلات الزراعية، إن أوكرانيا تستورد البرتقال المصري من الأحجام الكبيرة، ومع توقف حركة الشحن إليها ستتوقف صادرات تلك الأصناف من مصر، وبالتالى سيمثل ذلك أزمة للصادرات.
استبعد فرحات وجود أسواق بديلة لتوريد الكميات التى كانت توجه إلى أوكرانيا.