أدت أزمة نقص المعروض العالمى من القمح والمتاح للبيع إلى ارتباك أسعار السلع المرتبطة به ، باعتبار أن مصر تعتمد على توفير أكثر من 60% من احتياجات القمح عبر الاستيراد، خاصة من طرفى الحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا.
قال عبور العطار، نائب رئيس شعبة الحاصلات الزراعية بغرفة القاهرة التجارية، إن أسعار القمح والدقيق تشهد زيادات يومية فى الأسعار .
قفزت أسعار القمح فى الأيام الأخيرة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، ليصعد فوق 8510 جنيهًا للطن، بزيادة أكثر من 2500 جنيه فى الطن منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
ارتفعت أسعار المنتجات العادية من الدقيق إلى 9550 جنيهًا للطن، بزيادة تتجاوز 3500 جنيه فى الطن، ووصلت الأصناف الفاخرة إلى 11 ألف جنيه تقريبًا.
قال العطار: «على مستوى المستهلك لا توجد مشكلة فى توفير القمح والدقيق، لكن يشهد السوق زيادات سعرية كبيرة ، وبالنسبة للمصانع، فالأزمة تكمن فى الوفرة والسعر فى الوقت نفسه، إذ يواجه القطاع الصناعى الغذائى حاليًا صعوبات فى توفير كميات القمح والدقيق اللازمة للتصنيع».
تابع أنه مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية توقفت تعاقدات استيراد القمح من روسيا وأوكرانيا فيما اقتصرت على الشحنات التى خرجت من موانئ الدول المشتبكة قبل إعلان الحرب، ليرتفع الطلب مقابل المعروض المتاح للبيع، وزادت الأسعار»
أوضح أن متوسط أسعار الدقيق حاليًا يبلغ 9500 جنيه للطن، فيما يرتفع هذا السعر ليصل إلى 10.7 ألف جنيه للطن لمصانع الحلوى التى تطلب مواصفات معينة وعالية الجودة.
قال عزت عزيز، عضو شعبة الحبوب والحاصلات الزراعية بغرفة القاهرة، إن المطاحن تواجه صعوبة فى تدبير القمح حاليًا، لكن الدقيق متوفر بكميات كبيرة فى الأسواق رغم ارتفاع الأسعار التى تأتى مدفوعة بالزيادات السعرية التى طالت القمح عالميًا.
وقفزت الأسعار العالمية للقمح منذ إعلان روسيا الحرب على أوكرانيا لتقترب من 400 دولار للطن من أرض المنشأ، بخلاف تكلفة الشحن، مقابل ما يقرب من 300 دولار قبل الأزمة بين «موسكو» و«كييف».
أضاف عزيز، أن هذه التغيرات رفعت سعر الخبز السياحى فى السوق كما رفعت أسعار المكرونة ومختلف المنتجات المعتمدة على الدقيق فى التصنيع.
و قال طارق سامى، مدير التصدير بشركة مكرونة ريجينا، إن الارتفاع المتتالى لأسعار القمح وزيادة أسعار الدقيق لتقارب 10 آلاف جنيه للطن حاليًا وضعت عبئًا على الشركة لتسعير منتجها.
لفت إلى أن الشركة تعتمد على القمح الروسى والأوكرانى فى التصنيع، وهو غير متوفر بالكميات التى تطلبها الشركة حاليًا، ما دفعها لوقف التعاقدات الخارجية.
طالب عطية حماد، رئيس شعبة المخابز بالغرفة التجارية بالقاهرة، بأهمية تشديد الرقابة على الأسواق فى الفترة الحالية، تجنبًا لزيادات أكبر، خاصة أنه لا توجد قوانين أو قرارات لتحديد الأسعار خارج المنظومة التموينية.