واصل الألومنيوم الضغط على تكلفة الإنتاج فى السوق المحلى؛ بسبب الارتفاع المتتالى فى الأسعار العالمية والمحلية إلى مستويات قياسية.
وسجل سعر المعدن فى بورصة لندن للمعادن مستوى قياسياً متجاوزاً 4 آلاف دولار للطن.
قال شريف عبدالمنعم، رئيس شركة صن رايز للأوانى المنزلية، إنَّ سعر الألومنيوم المورد من شركة مصر للألومنيوم ارتفع بقيمة 6 آلاف جنيه بدءاً من الشهر الحالى فى ظل ارتفاع الأسعار العالمية.
وأضاف أنه من المتوقع ارتفاع السعر بشكل كبير، خلال الشهر المقبل، فى ظل التصاعد المستمر فى السعر عالمياً منذ بداية مارس الحالى.
وأوضح أن الزيادة فى السعر على المستوى المحلى كل شهر تكون من خلال احتساب متوسط السعر يومياً مقسوماً على عدد أيام الشهر.
وحصلت «البورصة» على قائمة أسعار منتجات مصر للألومنيوم فى شهر مارس، إذ بلغ سعر سلك 9 مللى متر – 9.5 مللى متر H 14 62650 جنيه قبل إضافة ضريبة القيمة المضافة %14، وسعر السلك فئة H 12 62500 جنيه، وسجل سعر السلندرات 2.5 – 5 أمتار 65500 جنيه.
أما اللفات 6 مللى متر فبلغ سعرها 69300 جنيه، وسعر شرائح الألومنيوم البارد بلغ 73500 جنيه، ولفات البارد 71500جنيه.
قال عبدالمنعم، إن روسيا من أبرز الدول المصنعة لخام الألومنيوم والمصدرة لبعض الدول الأفريقية، ولذلك لن تستقر الأسعار إلا بانتهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
أضاف أن ارتفاع سعر الغاز الطبيعى عالمياً من أبرز أسباب ارتفاع الأسعار أيضاً فى ظل كونه من مكونات الإنتاج الرئيسية للألومنيوم.
وتستخدم مصانع القطاع أقراص الألومنيوم التى يتراوح سعرها حالياً بين 88 و92 ألف جنيه بعد إضافة ضريبة القيمة المضافة.
أضاف أن المصانع لم يعد فى إمكانها الاستيراد، فى ظل قرار وقف العمل بالاعتمادات المستندية، وارتفاع سعر الشحن.
وتابع: «تلك التداعيات رفعت سعر المعدن المستورد حتى كاد يقارب السعر محلياً، إذ كانت المصانع تلجأ إلى استيراد جزء من احتياجاتها من تركيا والبحرين بسعر أقل 15 ألف جنيه فى الطن من سعر الألومنيوم المحلى».
وكسف أن تجار الأدوات المنزلية سارعوا بشراء كميات كبيرة من مخزون الشركة من الأوانى المنزلية من الألومنيوم فى ظل توقعات ارتفاع الأسعار الفترة المقبلة.
وطلب التجار كميات أخرى بعد بيع ما حصلوا عليه.. لكنَّ المصنع سيوقف البيع حتى نهاية شهر رمضان؛ لعدم وجود مخزون ولحين تصنيع منتجات أخرى بالأسعار الجديدة للألومنيوم.
وأوضح أن ارتفاع التكاليف وخصوصاً خام الألومنيوم خلال شهرى يناير وفبراير، رفع أسعار المنتجات النهائية بنسبة تتراوح بين 10 و%12.
وثمة زيادة فى المبيعات خلال الفترة الماضية بدعم من اقتراب فصل الصيف الذى تزداد فيه المبيعات؛ بسبب تجهيز العرائس، لافتاً إلى أن قطاع الأدوات المنزلية يعتمد فى مبيعات الأوانى المنزلية من الألومنيوم على محافظات الوجه البحرى والصعيد، الذى يعد هذا النوع من الأوانى أساسياً لديهم بعكس سكان القاهرة الكبرى.
وقال أمين حسن، النقيب العام للعاملين بالنظافة وتحسين البيئة، إنَّ سعر عبوات المشروبات الغازية «الكانز» ارتفع بقيمة 5 آلاف جنيه من 27 ـ 32 ألف جنيه للطن منتصف الشهر الماضى.
وأضاف أن ارتفاع الأسعار بسبب ارتفاع السعر العالمى والمحلى للألومنيوم فى ظل الحرب الروسية الأوكرانية، إذ يرتبط سعر عبوات «الكانز» بسعر الألومنيوم.
وأوضح أن درجة نقاء الألومنيوم تتعدى %99 فيما تبلغ درجة نقاء الخردة حوالى %98 والألومنيوم الناتج عن عبوات «الكانز» بعد عملية الصهر نحو %97.
وأشار إلى أن نسبة النقاء تحدد الصناعة التى يستخدم بها، وقد تلجأ بعض المصانع إلى استخدام عدة درجات من الألومنيوم لتحقيق المواصفة المطلوبة.
وتشترى بعض المصانع عبوات المشروبات الغازية لصهرها وتصنيع سبائك وقوالب ألومنيوم تستخدم فى مصانع الألوميتال والأوانى المنزلية وغيرهما؛ حيث تستخرج الشوائب والألوان، ومن ثم استخراج السائل.
قال «حسن»، إنَّ كميات عبوات المشروبات الغازية المجمعة قليلة، خلال الوقت الحالى؛ لانخفاض استهلاكها فى الشتاء عكس فصل الصيف.
وبعض منتجات الألومنيوم الأخرى التى تستخرج من القمامة يتم جمعها وصهرها لتحويلها إلى ألومنيوم مثل عبوات الفويل الخاصة بالمأكولات وغيرها؛ حيث يقدر سعرها بنحو 20 ألف جنيه للطن.
وقال محمد هندى، رئيس شركة هندى لتوريد خردة الألومنيوم، إنَّ سعر خردة المعدن بلغ 60 ألف جنيه للطن، مقابل 53 ألف جنيه منتصف الشهر الماضى، و43 ألف جنيه بداية العام.
وعزا ارتفاع السعر إلى زيادة الأسعار العالمية؛ بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، إذ إنَّ سعر الخردة دائماً ما يرتبط بسعر الألومنيوم على المستويين العالمى والمحلى صعوداً وهبوطاً.
أضاف أنه من المتوقع استمرار ارتفاع سعر خردة المعدن حال عدم وجود حل سريع للحرب، لا سيما أن روسيا وأوكرانيا تستحوذان على حوالى %25 من إنتاج الخام على مستوى العالم.
وأشار «هندى»، إلى أن ارتفاع سعر خردة المعدن دفع بعض التجار المحليين إلى تخزينه؛ لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من بيعه لاحقاً فى ظل توقعات استمرار زيادة الأسعار، ما تسبب فى نقص المنتج محلياً خلال الفترة الحالية.
أضاف أن شركات توريد الخردة تحصل على المنتج من هادر ورش ومصانع تصنيع الألوميتال لتبيعها إلى مصانع الصهر لتصنيعه فى قوالب وأشكال متعددة بحسب كل صناعة.
وتلجأ بعض المصانع إلى توفير جزء من احتياجاتها من الألومنيوم عبر شراء الخردة فى ظل ارتفاع أسعار الألومنيوم المورّد من قبل شركة مصر للألومنيوم المورّد المحلى الوحيد، إذ ينخفض سعر الخردة بنحو 18 ألف جنيه تمثل تكلفة مصاريف التشغيل.