مرسى: صناعة التأمين الأكثر استفادة من الأزمات عالميا
أكد الاتحاد المصرى للتأمين حرصه على متابعة تطورات الحرب الروسية الأوكرانية ورصد أهم التداعيات المحتملة لها.
أوضح الاتحاد، أن سوق التأمين الإنجليزى وهو أحد أكبر وأهم أسواق التأمين فى العالم أعلن فور اندلاع الحرب أن المناطق البحرية فى أوكرانيا وروسيا هى مناطق خطرة، وهو مايعنى بلغة التأمين ارتفاع أسعار التأمين البحرى بشكل كبير وخاصة فى هذه المناطق البحرية، كما شكلت هيئة اللويدز فى لندن لجنة لمتابعة الأحداث الجارية بين البلدين الجارين روسيا وأوكرانيا وتقييم الموقف أولا بأول.
وحول أثر الحرب على الخطر البحري، أشار الاتحاد إلى أن حالة الحرب تعمل على زيادة الخطر البحرى أيضا إذ أنها تجعل ظروف الملاحة أكثر صعوبة ولذلك تغطى أخطار الحروب بموجب شروط المجمع لتأمين الحروب (بضائع)، والتى تستخدم كتغطية تكميلية لشروط المجمع لتأمين البضائع، وبالتالى فلا تمنح تغطية أخطار الحروب كتغطية مستقلة فى التأمين البحرى.
فى سياق متصل، أعلنت اللجنة المشتركة للبضائع أن الموقف فى أوكرانيا شديد الخطورة ومتطور بشكل سريع، كما أخطر الصندوق العربى لتأمين أخطار الحرب أعضاءه من الشركات العاملة بأسواق التأمين العربية باستثناء منطقة البحر الأسود من تغطية مخاطر الحرب إثر تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.
من جانبه، قال أحمد مرسى رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بشركة مصر للتأمين التكافلى، إن مناطق الحروب فى العالم تؤثر بدورها على صناعة التأمين باعتباره نشاط يتأثر بالأحداث وتزداد استفادته وقت الأزمات المختلفة.
وتوقع مرسى زيادة حجم أقساط التأمين البحرى عالميا نتيجة ارتفاع القيم التأمينية للسفن والبضائع فى الخطوط الملاحية عالميا تأثرا بتداعيات الحرب، فضلا عن تغيير بعض الخطوط الملاحية البعيدة عن مناطق الحرب والتى تزيد بدورها من تكلفة شحن البضائع ونقلها من دولة لدولة أخرى.
نظمى حسين: ارتفاع سعر تغطية الحروب بالدول المحيطة للنزاع إلى 5 و6%
وتوقع نظمى حسين رئيس قطاع الأخطار الخاصة لشركة مصر للتأمين أن يكون التأثير الأكبر لتداعيات الحرب على تأمينات الطيران نتيجة سحب معظم معيدى العالميين بسوق لندن للتغطية من السوق الروسى.
أضاف أن قرار الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة بوقف التعامل مع السوق الروسى ترتب عليه أن شركات التكنولوجيا والخدمات الجوية وقطع الغيار وعيرها قامت بوقف نشاطها فى روسيا وبالتالى فمعظم أسواق التأمين وإعادة التأمين الخاصة بالتأمينات الطيران والبحرى والمتمركزة فى سوق لندن أغلقت التغطية للأسواق الروسية.
تابع: “تم منع خدمات التأمين وإعادة التأمين عن السوق الروسى من بين العقوبات ما دفع بعض الدول لتغيير مسار رحلاتها الجوية بعيدا عن روسيا ما يزيد من تكلفة التأمين لتلك الرحلات”.
ونوه رئيس قطاع الأخطار الخاصة بشركة مصر للتأمين إلى تأثر مصر سلبيا بتداعيات الحرب خاصة بقطاع الطيران والسياحة باعتبار مصر من أكثر الأسواق السياحية لمصر وبالتالى تأثرت صناعة التأمين بتلك التداعيات.
وكشف حسين عن رفض معيدى التأمين العالميين لقبول أي عمليات تأمينية متعلقة بالسوق الروسى إثر تداعيات الحرب ومنها حظر الاتحاد الأوربى لأي أنشطة تجارية أو مالية للسوق الروسي، ومنها نشاط التأمين.
فى السياق ذاته، أشار حسين إلى أن ارتفاع أسعار برميل البترول نتيجة الحرب ستؤدى بالضرورة لزيادة تكلفة شحن البضائع واستيرادها ما يرفع القيم التأمينية للبضائع المؤمن عليها، فضلا عن زيادة تسعير التأمين البحرى ذاته نتيجة ارتفاع المخاطر المتعلقة بها.
وذكر أنه على سبيل المثال ارتفعت أسعار تسعير تغطية الحروب فى الدول المحيطة بمنطقة النزاع حاليا إلى 5 و6% مقابل 0.5% باعتبارها مناطق عالية الخطورة ويجب أن تؤخذ فى الاعتبار عند الاكتتاب فى أي عمليات تأمينية تتعلق بتلك المنطقة.
قدرى: “العربى لتغطية الحرب” منوط به تحديد سعر التغطية بمناطق العالم
من جانبه، أشار طارق قدرى رئيس قطاع تأمينات النقل البحرى بضائع بشركة قناة السوسس للتأمين إلى امتداد تأثير الحرب لاستثناء أمريكا والاتحاد الأوروبى والصندوق العربى لتغطية أخطار الحرب لتشمل منطقة البحر الأسود من تغطية أخطار الحروب.
أضاف قدرى، أنه من الطبيعى حدوث استثناء للحرب من تغطية البحرى حاليا فى منطقة النزاع باعتباره خطر مؤكد الحدوث أو يتم الرجوع لمعيدى التأمين فيما يتعلق بإصدار التغطية.
تابع: “استثناء الحرب ليس جديدا فعلى سبيل المثال تم استثناء خطر الحرب خلال الحرب العراقية الإيرانية”.
أوضح قدرى، أن أخطار الحروب تعرف بأنها الأخطار الناشئة من استخدام أسلحة أو معدات حربية سواء أعلنت الحرب أم لم تعلن.
فى سياق متصل، لفت قدرى إلى أن الصندوق العربى لتغطية أخطار الحرب هو المنوط به تحديد تسعير التغطية التأمينية لدوله الأعضاء فى مناطق العالم، والتى تختلف بدورها من دولة لدولة قد يكون من منطقة لمنطقة أخرى داخل الدولة حسب مدى الأمن والاستقرار داخلها وفقا لجدول يتم مخاطبة الدول الأعضاء بالصندوق به.
وبحسب قدرى سعر التغطية لخطر الحرب محدد عالميا من جانب الصندوق فيما عدا بعض الدول التى تشهد مخاطر ونزاعات منها والعراق وإرتيريا وسوريا كولومبيا وغينيا وليبيا والنيجر، فضلا عن استثناء بعض الدول من التغطية منها حاليا روسيا وأوكرانيا ولتوانيا وسوريا وأفغانستان.
وفيما يتعلق بتأثر التغطيات الأساسية للتأمين البحرى بتداعيات الحرب، أوضح قدرى أنه ليس هناك استثناء خاص بها حاليا، لكن يؤخذ فى الاعتبار تداعيات الحرب فى عمليات التسعير والاكتتاب.
ونوه إلى أن وثائق التأمين البحرى تغطى البضائع المشحونة من الموقع المحدد لبداية الرحلة وحتى الموقع المحدد لنهاية الرحلة.
وذكر أن تأثر النقل البحرى بضائع سوف يقتصر على الخطوط الملاحية الخاصة بدول منطقة الحرب، والتى تضم روسيا وأوكرانيا وبلغاريا ورومانيا، فيما لن تتأثر الرحلات الواردة من بقية دول العالم.