تشهد سوق الأدوات المنزلية انتعاشًا طفيفًا في الطلب خلال الفترة الحالية على غير المعتاد بموسم عيد الأم الذى يعتبر الموسم الأهم لمبيعات القطاع.
وتقفز مبيعات القطاع في هذه الفترة من العام باعتبارها من أبرز الهدايا التي تقدم للأمهات، فيما ارتفع الطلب على الأجهزة الكهربائية ذات الأسعار المنخفضة.
قال محمود الزنوكي نائب رئيس مجلس إدارة شركة الزنوكي للأدوات المنزلية، إن سوق الأدوات المنزلية يشهد تراجعًا في مبيعات الموسم بنحو 20%.
ورغم أن موسم عيد الأم يعتبر من أهم مواسم القطاع، إلا أن تراجع القدرة الشرائية للمستهلك تسبب في تراجع الطلب مقارنة بمعدلات الطلب في مثل هذه الفترة من كل عام.
أشار إلى أن الارتفاع المتتالي في أسعار مختلف السلع وفي مقدمتها السلع الغذائية، تسبب في تخوف المستهلك من الشراء للأدوات المنزلية، إذ يحرص المستهلكون على السيولة ولديهم تخوف من زيادات جديدة في أسعار السلع الرئيسية.
أوضح الزنوكي، أن تكلفة الإنتاج والخامات ارتفعت بنحو 20% منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. كما يوجد تراجع في معدلات استيراد الخامات ومستلزمات الإنتاج خلال الفترة الراهنة مع بدء التعامل بنظام الاعتماد المستندي الذي أقره البنك المركزي المصري خلال فبراير الماضي.
أضاف أن خامات الاستانلس ستيل ارتفعت بشكل ملحوظ في تايوان وأوروبا، كما أن بعض المصانع الأوروبية أوقفت البيع. و عروض الأسعار المقدمة من قبل الشركات الأجنبية تكون مدتها يوم واحد وتتغير بشكل يومي مقابل أسبوعين قبل اندلاع الحرب.
ومنذ أسبوعين حدث اقبال على شراء الأدوات المنزلية مع التخوف من ارتفاع الأسعار، لكن تسبب هذا الطلب في ندرة بعض المنتجات .
أشار الزنوكي، إلى أن الإجراءات الخاصة بنظام الاعتماد المستندى تم تطبيقها على الخامات وتسببت في ارتباك حركة الاستيراد، متوقعا رفع الشركات أسعار منتجاتها بعد الانتهاء من موسم عيد الأم، إذ أخرت الشركات عملية رفع الأسعار حتى لا يتضرر السوق ويضيع موسم عيد الأم.
و تابع: «التغيرات التي نشهدها خلال الفترة الحالية ستدفعنا إلى البيع كاش بشكل أكبر وتقليل زمن التحصيل إلى 10 أيام مقابل 3 أشهر قبل ذلك».
وأكد أن القطاع كان يضع آمالا على ارتفاعات قياسية في الطلب في ظل حلول عيد الأم قبيل شهر رمضان.. لكن اندلاع الحرب وارتباك السوق حطمت هذه الآمال.
كما أن حركة الطلب محدودة بمعرض القاهرة الدولي، مما يعكس حركة الشراء في السوق بالوقت الحالي.
من جانبه قال شريف عبد المنعم عضو شعبة الأدوات المنزلية بغرفة القاهرة التجارية، إن السوق يعاني من نقص بعض المنتجات التي يتم استيرادها وارتفاع في أسعارها، والتي تزامنت مع الحرب الروسية الأوكرانية وقرارات البنك المركزى للعمل بنظام الاعتماد المستندى.
و أشار إلى أن مصر تعتمد على استيراد الخامات الأولية للألمونيوم –البوكسيد- من غينيا وجنوب أفريقيا، والتي تسببت في ارتفاع الخامات بنحو 6 آلاف جنيه في الطن الشهر الحالي، موضحا أن المصانع ليست لديها القدرة على الوفاء باحتياجات السوق بسبب نقص الخامات وبعض المدخلات والمقاسات من الألمونيوم لتصنيع الأواني المنزلية.
ولفت إلى تراجع واردات قطاع الأواني المنزلية من المنتجات النهائية في ظل قرار البنك المركزي العمل بنظام الاعتماد المستندي، مما تسبب في نقص بعض المنتجات، بالإضافة إلى آثار ارتفاع أسعار الطاقة العالمية والتي أدت إلى خفض الطاقات الإنتاجية لدى المصانع الخارجية.
وأكد عبدالمنعم، وجود طلب .. لكن ارتفاع التكلفة والزيادات المستمرة في أسعار الخامات ستحد من الاستفادة من تراجع الاستيراد.
وتابع: «أسعار المنتجات في السوق حاليا متفاوتة، إذ رفعت بعض الشركات أسعار منتجاتها بنسبة تتراوح بين 10 ـ 30%، في المقابل بعض الشركات مازالت تثبت أسعارها للتخلص من المخزون لديها بالأسعار القديمة».
وفي المقابل شهدت مبيعات الأجهزة الكهربائية رواجاً ملحوظاً مع اقتراب الاحتفال بموسم عيد الأم، خاصة على بعض الفئات ذات الفئة السعرية المنخفضة، بعد مرور فترة من الركود بالأسواق.
قال عادل القناوي، مدير المبيعات بسنتر «بي وان» للتجارة، إن الطلب على الأجهزة المنزلية بشكل عام مازال متراجعا لعدة أشهر ماضية، وذلك تزامنا مع زيادة أسعار المنتجات داخل السوق المصرية بدعم من ارتفاع أسعار الشحن وتراجع الامدادات للسوق.
وأشار إلى أن ثقافة المستهلكين ما زالت تتجه نحو الطلب في المواسم فقط، إذ إن الفترة الحالية تشهد إقبالا على بعض الأجهزة الكهربائية التي تتراوح أسعارها ما بين 110 و2500 جنيه، نظرا للاحتفال بموسم عيد الأم.
أوضح القناوي، أن أسعار الدفايات تبدأ من 110 جنيهات، وتصل إلى 300 جنيه داخل سوق الجملة، وأسعار الشوايات تتراوح ما بين 175 و1200 جنيه، بينما محضرات الطعام تبدأ من 850 جنيها وتصل إلى 2500 جنيه.
وقال على رجب، مدير أحد فروع المزعيين لشركة توشيبا، إن نسبة نمو مبيعات الأدوات الكهربائية بلغت نحو 85% بالموسم الحالي مقارنةً بالموسم الماضي، نتيجة التخفيضات الهائلة والعروض التي طرحتها الشركة للمواطنين والتي بلغت نحو 50%.
وأوضح أن غلاية المياه بلغ سعرها 399 بدلاً من 450 جنيها، والخلاط الكهربائي 1000 وات 1049 جنيها بعد 1.090 جنيه، والمكواة بخار 369 بدلاً من 450 جنيها، والميكروويف 1500 جنيه بدلاً 1650 جنيها، والثلاجة الديجيتال 13.5 ألف جنيه بدلاً من 14.2 ألف جنيه.
أضاف رجب، أنه لم تطرأ زيادة على أسعار الأدوات الكهربائية، ولم تتأثر بعواقب الحرب الروسية الأوكرانية حتى الآن.
وتحدث محمد حسن، أحد الموزعين لشركة «فريش»، أن الشركة قدمت تخفيضات على بعض المنتجات ومنها الخلاط 360 وات بسعر 299 جنيهاً، وغسالة الأطباق 6 أشخاص بسعر 3400 جنيه، والبوتاجاز 5 شعلة بسعر 2800 جنيه، والميكرويف 28 لترا بسعر 1900 جنيه، وغلاية المياه 1.7 لتر بسعر 275 جنيها بدلاً من 300 جنيه.
أضاف حسن ، أن هناك خصم يصل إلى 50% على مبرد الهواء (تكيف متنقل) ليبلغ 1000 جنيه بدلاُ من 2000 جنيه، والديب فريرز بسعر 4.9 ألف جنيه بدلا من 5 آلاف جنيه، والغسالة الديجيتال فول أتوماتيك بسعر 6400 جنيه بدلا من 6700 جنيه، والبوتاجاز الكهربائي 3 شعلات بسعر 8400 جنيه بدلا من 8550 جنيها.
وقال أحمد حمدي، صاحب أحد المحلات لبيع الأدوات المنزلية، إنَّ أطقم الكاسات والأكواب والمجَّات التي تتراوح أسعارها بين 75 و450 جنيهاً، هي أكثر المنتجات مبيعاً خلال من موسم عيد الأم.
أشار حمدي إلى أن نسبة الإقبال ارتفعت بلغت نحو 60%، إذ بلغ العائد اليومي 3200 جنيه حالياً مقابل 2000 جنيه يومياً قبل موسم عيد الأم.
وأضاف محمد عزب صاحب أحد المحلات لبيع الأدوات المنزلية، أن السيدات هن الأكثر شراءً لمنتجات الكاسات والأكواب، عن الرجال خلال فترة موسم عيد الأم، كما أن أسعار المنتجات ارتفعت بنحو 10% تقريباً.
وارجع «عزب» زيادة الأسعار بتلك النسبة إلى زيادة أسعار الخامات المستخدمة على رأسها «الزجاج» خلال الفترة الماضية. وذكر أن أسعار أطقم الأطباق تتراوح من 150 إلى 900 جنيه، كما أن أسعار البلورات تترواح ما بين 50 إلى 550 جنيها، وطقم تيفال 7 قطع بسعر 499 جنيها.
كتبت: فاطمة أبو زيد