يهدد الغزو الروسي لأوكرانيا بفرض مزيد من الضغوط على تصنيع الرقائق الإلكترونية، إذ يؤدي الضغط على إمدادات الغازات النادرة الضرورية لعملية الإنتاج إلى الاضطرابات المرتبطة بالوباء.
قال محللون إن أوكرانيا تعتبر مصدر 50% تقريباً من غاز النيون في العالم، وهو منتج ثانوي لصناعة الصلب في روسيا يتم تنقيته في جمهورية الاتحاد السوفيتي السابقة ولا غنى عنه في إنتاج الرقائق.
ويعاني المصنعون بالفعل من نقص المكونات وتأخر التسليم وارتفاع تكاليف المواد، إذ تواجه الشركات التي تعتمد على الرقائق، مثل شركات صناعة السيارات، تأخيرات في الإنتاج نتيجة لذلك، بحسب صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وقالت العديد من الشركات، بما في ذلك الشركات المصنعة الأمريكية “أبلايد ماتيريالز” و “إنتل”، إن القيود ستستمر حتى عام 2023.
ومن المتوقع أيضاً أن يرتفع الطلب على المواد الخام بأكثر من الثلث في الأربعة أعوام المقبلة، حيث ترفع الشركات، مثل أكبر شركة لتصنيع الرقائق في العالم “تايوان لصناعة أشباه الموصلات”، الإنتاج.
وعندما غزت روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، ارتفعت أسعار النيون بنسبة 600% على الأقل.
وقالت الشركات إنها تستطيع الاستفادة من الاحتياطيات، لكن الاندفاع للعثور على موردين ليسوا في أوروبا الشرقية يسبب نقص في المواد وارتفاع في الأسعار، ليس فقط في النيون بل أيضاً في الغازات الصناعية الأخرى مثل الزينون والكريبتون.
يأتي 40% من المعروض العالمي من الكريبتون من أوكرانيا، وارتفع سعر الغاز، الذي يستخدم في إنتاج أشباه الموصلات، الذي يتراوح سعره من 200 ين إلى 300 ين للتر إلى ما يقرب من 1000 ين “أي ما يعادل 8.64 دولار” للتر بحلول نهاية يناير، بحسب تسونيو ديت، الذي يدير شركة “دايتو ميديكال غاز”.
وأضاف ديت أن الأسعار كانت ترتفع قبل الحرب بسبب اضطرابات سلسلة الإمداد، لكن “الغزو الروسي لأوكرانيا يزيد الوضع سوءاً”، مشيراً إلى أنه اضطر مؤخراً إلى رفض الطلبات من عملاء جدد.
وطورت الشركات على طول سلسلة الإمداد تقنيات جديدة، ومصادر متنوعة من غاز النيون، وعززت الاحتياطيات بعد أزمة جزيرة القرم، مما وفر مجالاً للتنفس.
في عام 2016، استثمر مورد الغاز الصناعي متعدد الجنسيات “ليندي” ما يصل إلى 250 مليون دولار في منشأة لإنتاج النيون في تكساس، وسعى العملاء لتنويع الإمدادات.
وقال يوشيكي كويزومي، رئيس “غاز ريفيو”: “من المؤكد أن إمدادات النيون والزينون والكريبتون تتقلص لأن صناع الرقائق والشركات التجارية تقدم المزيد من الطلبات على أمل أنهم لن يتمكنوا في المستقبل من الحصول على نفس القدر الذي يريدونه”.
عادةً ما يتم الاتفاق على أسعار النيون من خلال عقود فردية طويلة الأجل مع المنشآت المعالجة وشركات صناعة الرقائق، كما يتم تداول بعض الغاز في السوق الفورية، ورفض العديد من صناع الرقائق وشركات الغاز الكبيرة في اليابان التعليق على الأسعار الفورية الحالية.
كما قال “دويتشه بنك” في مذكرة بحثية أن مستويات المخزون في الصناعة تدوم عادةً حوالي ثلاثة إلى أربعة أسابيع.
قال كيم يونج-يو، المحلل التكنولوجي في “إس كيه سيكيورتيز” في سيول، إنه بينما يمكن للشركات الكورية الجنوبية مثل “سامسونج” و “إس كيه هينكس”، العثور على بدائل لبعض الغازات، “قد يكون نقص الإمدادات خطيراً بالنسبة للكريبتون والنيون”.
وأوضح كيم إن شركتي “سامسونج” و “إس كيه هينكس”: “لديهما مصانع في الصين، لذلك لن يواجهوا مشاكل تذكر في الحصول على الغازات اللازمة لإنتاج الرقائق هناك”.
وأوضحت الشركتان أن تأثير الحرب على مبيعات الرقائق سيكون ضئيلاً على المدى القصير.