أعلن خالد أبو المكارم رئيس المجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة اليوم إطلاق برنامج “ازدهار” لتسريع نمو الشركات المصرية المتوسطة والصغيرة في قطاع “الصناعات الكيماوية” وقطاع “التعبئة والتغليف” الممول من وزارة التعاون الاقتصادى والتنمية الألمانية BMZ.
ويهدف البرنامج الى مساعدة الشركات على تحقيق نسب نمو متسارعة من خلال تقديم حزمة من الخدمات الاستشارية لبناء خطة استراتيجية للنمو، و تقديم الدعم الفني اللازم في مجالات التسويق والتوزيع في السوق المحلي، كما يستهدف أسواق جديدة بغرض التصدير، إدارة الابتكار ونقل التكنولوجيا، تحسين عمليات التشغيل، إدارة الأصول والأموال، لدى الشركات المشاركه في البرنامج، ويتيح البرنامج الفرصة للتعرف على مختلف مقدمي الخدمات.
وقال خالد أبو المكارم، خلال مؤتمر صحفي له اليوم، إن العالم يمر حاليا بظروف غاية في الصعوبة بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي لا يمكن التنبؤ بنتائجها وموعد انتهائها.
وأضاف أن لتلك العملية تأثيرا سلبيا كبيرا على كافة دول العالم حيث انعكست على زيادة الأسعار والتضخم بشكل متوالي وغير طبيعي.
وأوضح أبو المكارم أن الوقت الحالي يعد فترة ملائمة من أجل تطبيق برامج التطوير، خاصة وأنه إبان جائحة كورونا وفي ظل تداعياتها على اضطراب سلاسل الإمداد، ورغم سلبيات تلك الفترة من تأثر بعض المصانع، إلا أنها أعطت ميزة للسوق المصرية حيث زاد الطلب الخارجي على المنتجات في ظل إغلاق بعض الدول الأخرى، مما ساهم في اختراق أسواق جديدة وكان أحد أسباب نمو الصادرات المصرية.
وأشار أبو المكارم إلى أن قطاع الصناعات الكيماوية يعد من أكبر القطاعات الصناعية حيث يوجد به نحو 13.48 ألف منشأة مسجلة باتحاد الصناعات بشكل رسمي، في حين يوجد نحو 8 آلاف منشأة غير مسجلين.
ونوه بأن القطاع يمثل نحو 23% من إجمالي صادرات مصر غير البترولية، بقيمة صادرات تصل لنحو 6.9 مليار دولار، بنسبة نمو 46%، وهو ينتج لعدة عوامل تتمثل في زيادة الأسعار والكميات المصدرة وفتح أسواق جديدة وتنفيذ برنامج دعم الصادرات الجديد وصرف المستحقات القديمة، ودعم الشحن الذي وصل 80% لأفريقيا.
وطالب أبو المكارم بضرورة استمرار برامج الدعم للقطاعات الصناعية والتصديرية لمواجهة التحديات التي تواجهها في ظل المتغيرات العالمية.
وفيما يتعلق ببرنامج ازدهار، أكد ضرورة أنه يختلف عن البرامج التي تم تنفيذها سابقا بالتعاون مع العديد من الجهات الدولية، والتي لم يتم الاستفادة منها بالشكل الأمثل، نتيجة العديد من المتغيرات، مطالبا بضرورة مراعاة الفترة الحالية من متغيرات تتعلق بالقوانين وأسعار المنتجات وغيرها.
من جانبه، كشف محمد الوزير استشاري سياسات صناعية بمشروع الابتكار في القطاع الخاص بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي، عن أن المرحلة الأولى من تنفيذ برنامج ازدهار في قطاعي الكيماويات والتعبئة والتغليف تشمل 27 شركة (17 شركة كيماوية، و 10 شركات تعبئة وتغليف».
وأوضح أن الشركات المشاركة في المرحلة الأولى من البرنامج يقدر حجم أعمالها بنحو 900 مليون جنيه، ولديها عمالة تتخطى 6 آلاف فرصة عمل.
وأضاف الوزير أن البرنامج يستهدف العمل على رفع معدلات النمو بالنسبة للشركات المشاركة بنسبة ما بين 40- 50%، و الوصول بحجم أعمالها إلى 1.5 مليار جنيه، و8 آلاف عامل خلال عام.
وأشار إلى أن برنامج ازدهار ركز في اختياره للشركات لشركات تنمو بالفعل، وهو ما يضع أمام هذه الشركات فرص واعدة في السوقين المحلي والتصدير، منوها أن البرنامج يسعى للتعاون مع الجهات التمويلية المختلفة لتقديم التمويل بما يتناسب مع احتياج القطاع الصناعي.
وأكد وجود تحديات كثيرة تواجه القطاع الصناعي، فيما يستهدف البرنامج تقديم حلول لهذه التحديات والتي تشمل 4 قطاعات وهي التعبئة والتغليف والصناعات والهندسة والغذائية.
من جانبه، قال خالد عبده الرئيس الأسبق لغرفة صناعات الطباعة والتغليف باتحاد الصناعات وأحد المستشارين في برنامج ازدهار، إنه من المتوقع أن يصل سوق التعبئة والتغليف عالميا لنحو 1.2 تريليون دولار بحلول 2024.
وأوضح أن قطاع التعبئة والتغليف من القطاعات الصناعية الكبيرة والهامة، حيث وصل هذا السوق عالميا خلال العام الماضي 2021 لنحو تريليون دولار.
وأشار عبده إلى أن قطاع التعبئة والتغليف من القطاعات الهامة في مصر، ويعد جزءا مهما في العملية التصديرية حيث أن 85% من المنتجات التي يتم تصديرها تكون معبأة، منوها بأن سوق التعبئة والتغليف في مصر يقدر بنحو 1.5 مليار دولار.
وأكد على ضرورة العمل على تنمية وتطوير هذا القطاع بشكل كبير، خاصة في ظل توجيهات القيادة السياسية بالوصول بالصادرات المصرية لـ 100 مليار دولار، منها 70 مليار دولار صادرات سلعية.
ونوه عبده بأن هناك تحدي لتحقيق تلك المستهدفات خاصة في ظل التغيرات العالمية في مجال التعبئة والتغليف، الأمر الذي يجب مواكبته في مصر، ومراعاة توافق مواد التعبئة والتغليف المصرية مع متطلبات وأذواق المستهلكين وفقا للسوق الذي يتم التوجه له سواء في أفريقيا أو اوروبا أو في الدول العربية أو الاسيوية، وكذلك تطوير التصميمات.
وذكر أن ذلك هو ما سيتم العمل عليه في برنامج ازدهار والذي يشارك في مرحلته الأولى 10 شركات من قطاع التعبئة والتغليف، حيث سيتم التركيز على تأهيلهم للتوافق مع المتطلبات العالمية.
من جانبها، قالت سارة إبراهيم المدير التنفيذي للمحلس التصديري للطباعة والورق والتعبئة والتغليف، واستشاري تصدير في برنامج ازدهار، إن صادرات التعبئة والتغليف شهدت نمو نسبته 51.6% خلال العام الماضي 2021 لتصل إلى 605 ملايين دولار مقابل 399 مليون دولار خلال 2020.
وأوضحت وجود زيادة في الطلب على كافة أنواع مواد التعبئة والتغليف سواء من الكرتون أو من اللدائن.
وذكرت إبراهيم أن السودان وليبيا والسعودية تأتي ضمن أكبر الدول المستوردة لمواد التعبئة والتغليف من مصر، منوهة بأن هناك نوعين من تصدير منتجات التعبئة والتغليف وهما تصدير مباشر، وتصدير غير مباشر حيث تعد منتجات القطاع جزء لا يتجزأ من كافة المنتجات المصرية المصدرة.
وأضافت أن الهدف من تطبيق برنامج ازدهار في القطاع العمل على مساعدة الشركات في الاهتمام بعناصر الجودة وخفض تكاليف الإنتاج لتوفير منتجات ذات قدرات تنافسية أعلى، بما ينعكس على زيادة الصادرات.
وأشارت إلى ضرورة العمل على خطط التصدير والتعرف على احتياجات ومتطلبات الدول التي نستهدف دخولها او زيادة الصادرات إليها.
أ ش أ