يعتمد قطاع المنظفات على استيراد نسبة كبيرة من خاماته ومستلزمات الإنتاج، وهو ما يشير إلى ضرورة ضخ استثمارات للإنتاج وتدبيرها محلياً، خصوصاً بعد التغيرات التى شهدها السوق العالمى من ارتفاع أسعار الخامات ومشاكل الشحن، ونقص المعروض أحياناً، بالتوازى مع ارتفاع سعر الدولار محلياً، وهو ما ينعكس سريعاً على القطاع.
قالت غادة فكرى عبدالشافى، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات، إنَّ التغيرات التى شهدها سعر صرف الدولار أمس الأول 21 مارس، أضافت أعباء جديدة للقطاع الذى يستورد ما يزيد على %50 من مستلزمات إنتاجه تقريباً.
وأضافت أن ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة السابقة، تسبب فى زيادة أسعار كل مشتقات البترول، وذلك بالتزامن مع ارتفاع أسعار الشحن، ما عمق الأزمة بشدة.
وتطرقت إلى سوق خامات المنظفات العالمى، الذى يعيش فى حالة ارتباك منذ بدء جائحة كورونا، وتأثر حركة الواردات القادمة من الصين، ما دفع المصانع المحلية للبحث عن بدائل حتى لو كانت أغلى فى سبيل استمرارية حركة الإنتاج.
وقال المهندس أشرف أبوزهرة، استشارى منظفات صناعية، إنَّ قطاع المنظفات أصبح فى حاجة ضرورية لتصنيع مستلزمات الإنتاج وخاماته؛ حتى تستطيع المصانع المصرية خفض تكلفتها وتوفيرها محلياً كبديل للمستورد.
أضاف أن أبرز خامات المنظفات التى تحتاجها الصناعة المحلية هى الصودا آش، والصوديوم سالفيد، لتحقيق اكتفاء ذاتى من هذه المواد.
وأوضح أنه رغم وجود مصنع لإنتاج سالفيد الصوديوم فى محافظة الفيوم، فإنه لا يغطى احتياجات المصانع المصرية، وما زال السوق بحاجة إلى 4 ـ 5 مصانع أخرى لتوفير احتياجاته والتصدير.
ومن المواد التى تم إنتاجها مؤخراً، «سبيلكس» التى كانت تستورد من الصين حتى فترة قريبة.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار المواد البترولية تسبب فى زيادة تكلفة تصنيع المنظفات، وهو ما تسبب فى أعباء جديدة على المصانع.
وتعتمد صناعة المنظفات على مشتق بترولى وهو «دوت سايل ألكايل بنزين» لإنتاج حمض السلفونيك أسيد، وهو المكون الأساسى فى تصنيع المنظفات بمختلف أنواعها السائلة والصلبة.
أشار «أبوزهرة»، إلى أن المصانع الصغيرة العاملة فى القطاع أصبحت مهددة فى ظل التغيرات العالمية التى أدت لارتفاع أسعار المواد البترولية لمستويات قياسية، وزيادة أسعار الخامات، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة الشحن الدولى.