المبالغة فى تقييمات الشركات الناشئة كادت تقتل الاستثمار ومؤخرا شهدت عمليات تصحيح
تسعى شركة “سيكونس فينشرز”، لإنهاء الإغلاق الأول لصندوق “ديب تك” بقيمة 150 مليون جنيه خلال أقل من شهرين، والذي شارك في تأسيسه عدد من البنوك والمؤسسات الحكومية المصرية.
وقال محمد فهمي المدير التنفيذى بشركة “سيكونس فينشرز” لرأسمال المغامر، أن الصندوق يعمل في الوقت الراهن على جمع التعهدات للمكتتبين في رأسمال الصندوق، والذي يستهدف جمع 150 مليون خلال شهر ونصف ضمن الإغلاق الأول للصندوق البالغ حجمه نحو مليار جنيه.
ورغم الإشارات القوية من اتجاه البنوك المركزية العالمية لمحاربة التضخم ووقف ضخ السيولة في الاقتصادات وهو الدافع وراء التقييمات المرتفعة لشركات رأس المال المخاطر، خلال السنوات الماضية، خاصةً وسط انتشار جائحة كورونا خلال العامين الماضيين، إلا أنه يرى أن الفرص ما زالت متاحة داخل الشركات التقنية، وما بات واضحاً أكثر حالياً هو عدالة التقييمات والتي شهدت مبالغات كبيرة خلال الفترة الماضية.
وأضاف، أن زيادة عدد المنصات التي تستثمر في الشركات التقنية وريادة الأعمال كان السبب وراء المبالغات في التقييمات، إلا أن الوقت الراهن بدأت التقييمات تأتي في إطار أكثر واقعية، وهو ما يحفز المزيد من النمو وعدم إثقال كاهل رواد الأعمال بمستهدفات يصعب الوصول إليها، ويقودهم للتركيز بشكل أكبر على نشاط الشركة أكثر من التقييمات.
على الجانب الآخر، أوضح فهمي، أن شركة “سيكونس فينشرز” تسعى للحصول على موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية على الإغلاق الأول، والمتوقع صدورها في غضون شهر إلى شهر ونصف.
وأضاف فهمي لـ”البورصة”، أن التعهدات يتم جمعها من «القابضة للتأمين»، و«مصر لتأمينات الحياة»، و«مصر للتأمين»، وبنك «تنمية الصادرات» و«التجارى وفا بنك»، فضلاً عن مكتبين عائليين، وهيئة تمويل دولية، وأحد الشركات التابعة للبريد المصري.
وتابع أن 3 جهات من السابق ذكرها مهتمة بالاكتتاب في الإغلاق الثاني للصندوق والمتوقع وصول حجمه إلى نحو 500 مليون جنيه بمنتصف العام المقبل.
وأكد أن شركة “سيكونس فينشرز” ستقوم بتوظيف حصيلة الـ500 مليون جنيه في نحو 35 فرصة استثمارية.
أوضح فهمي، أن السوق المصري بات غنياً بالتمويلات واللاعبين في قطاع ريادة الأعمال، والمهم ليس عمليات التصنيف والمسميات الشائع ذكرها، والخاصة بالمراحل التمويلية للشركات، بين مرحلة ما قبل التأسيس، ورأسمال التأسيس، والسلسلة أ، وغيرها.
وأشار إلى أن عمر الشركات يدخل ضمن 3 مراحل أساسية، وهي: مرحلة وجود نموذج للمنتج أو الخدمة، والمرحلة الثانية مرتبطة بوجود عملاء على هذه المنتجات، فيما تعد المرحلة الثالثة، هي التشغيل التجاري للشركة، كما لا يشترط تحقيق أرباح خلال بعض المراحل للحكم على الشركة بأنها ناجحة من عدمه، إلا أن واقعية الفريق ووجود طلب على ما تقدمه الشركة وقيمة يمثلها حلها لبعض المشكلات هو الأهم.
وبالنظر إلى الجانب الآخر، فإن المستثمرين مثل صندوق “ديب تك”، يركز على عدد مرات النمو في تقييم الشركة، وبالتالي الاستثمار في تلك الشركات هو مرحلة من عمر الشركة، وبعض هذه الشركات يتم الاستحواذ عليها في النهاية من جانب بعض المستثمرين الاستراتيجين، مشيراً إلى أن بعض الفرص التي ينظر فيها الصندوق عليها طلبات من مستثمرين استراتيجين، وعند مرحلة معينة سيتم الاستحواذ عليها.
وأكد أن شركة “سيكونس فينشرز” تدرس حاليًا نحو 22 فرصة استثمارية، فيما يصل عمر الاستثمار إلى نحو 5 سنوات، لافتًا إلى أن متوسط حجم الاستثمار بالفرصة الواحدة يصل إلى 15 مليون جنيه.
وأشار إلى أن خطة التخارج ستكون لصالح صناديق استثمارية كبرى في مرحلة معينة من النمو لعمر الشركة، خاصة أن الصندوق يستثمر في المراحل الأولية من عمر الشركات.
وتابع، أن الشركة استثمرت بالفعل في 4 شركات ناشئة، وهى شركة “إم للأبحاث التكنولوجية”، و”روجلي” وهي شركة تكنولوجيا صحية، و”نقدي” للإقراض الرقمي، بالإضافة إلى شركة تعمل في الفن الرقمي.
وأضاف فهمي، أن “سيكونس فينشرز” تبحث عن فرص استثمارية في شركات ناشئة لصالح صندوق “ديب تك”، مشيرا إلى ندرة تلك الشركات في مصر.
وتوقع نشاطا كبيرا في صفقات الاستحواذ على الشركات الناشئة التي حققت نجاح،لأن عمليات التقييم مغرية.
وأشار إلى أن سوق الشركات الناشئة شهد خلال الأونة الأخيرة خاصة العام الماضي تقييمات مبالغ فيها، وتلك المغالاة أوشكت على قتل الاستثمار، مؤكدًا أن القطاع شهد عملية تصحيحة الفترة الماضية.
وتأسست شركة “سيكونس فينشرز” في أواخر عام 2019، ويضم مجلس إدارتها كلا من، كريم هلال بمنصب رئيس مجلس الإدارة، وماجد شوقي نائب رئيس مجلس إدارة، ومحمد فهمي المدير التنفيذي.
كما يضم المجلس أربعة أعضاء مستقلين، هم ندي شوشة التي شغلت سابقا منصب المدير الإقليمي لمؤسسة التمويل الدولية وتشغل حاليا عدة مناصب منها عضوية مجلس إدارة شركة أكسا مصر، وMS Pharma، وصندوق المشروعات المصري الأمريكي. ودينا الخياط التي تشغل منصب مستشار الاستثمار لنقابة المعلمين -أكبر صندوق معاش خاص في مصر-، ومدير غير تنفيذي لشركه السويس للأسمنت وبنك التنمية الصناعية، إلى جانب محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات المصرية ونائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة السويدي للحلول الكهربائية.
كما يضم المجلس كريم سامي سعد رئيس مجلس إدارة شركة سامكريت ورئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للسيارات- شريك تجاري لشركة دايملر لسيارات الركاب مرسيدس بنز في مصر.