زار الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار اليوم الأحد المتحف القومي للحضارة المصرية، بمناسبة ذكرى مرور عام على افتتاحه واستقباله للمومياوات الملكية في موكب مهيب من المتحف المصري بالتحرير.
وخلال زيارته تفقد الوزير آخر مستجدات الأعمال الجارية بقاعة النسيج المصري بالمتحف تمهيدا لافتتاحها في غضون الأسابيع القليلة القادمة.
ورافق الوزير خلال الجولة الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور محمود مبروك مستشار وزير السياحة والآثار للعرض المتحفي، والدكتور أسامة عبدالوارث عضو لجنة سيناريو العرض ومؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف.
وخلال جولته داخل قاعة النسيج تفقد وزير السياحة والآثار مستجدات الأعمال وما تم من تعديلات في سيناريو العرض المتحفي، والقطع الأثرية التي تم إضافتها لإثراء محتوى العرض، كما وجه بسرعة الانتهاء من وضع البطاقات التعريفية للقطع الأثرية والعمل على قدم وساق للانتهاء من كافة الأعمال وفقا للجدول الزمني المقرر.
من جانبه، قال مؤمن عثمان، إن قاعة النسيج المصري ستحظى باهتمام وشغف الزوار لما تحتويه من قطع أثرية فريده تحكي تاريخ النسيج المصري عبر العصور المختلفة، ومنها مجموعة فريدة من الأقمشة المصنوعة من الكتان ومجموعة من النسيج الوبري والأقمشة المختلفة، بالإضافة إلى نموذج لورشة نسيج، و مجموعة من التماثيل واللوحات التى تؤرخ الأزياء عبر العصور المختلفة بمصر القديمة.
يذكر أنه في 3 أبريل 2021، شهدت مصر حدثا استثنائيا لفت أنظار العالم أجمع ولا زال حديثه حتى الآن وهو موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى مقر عرضها الدائم بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، واستقبال رئيس الجمهورية لها وافتتاحه للمتحف.
ضم “موكب نقل المومياوات الملكية 22 مومياء لأشهر الملوك والملكات؛ منها 18 لملوك و4 لملكات ترجع جميعها إلى عصور الأسر 17، 18، 19، و20، من بينها مومياوات لملوك كل من رمسيس الثاني، وسقنن رع، وتحتمس الثالث، وستي الأول، وملكات كل من حتشبسوت، وميرت آمون زوجة الملك أمنحتب الأول، وأحمس نفرتاري.
وتمت عملية النقل وفقًا لإجراءات محددة روعي فيها كل معايير الأمان والسلامة المتبعة عالمياً في نقل القطع الأثرية.
وقد شهد العالم احتفالية نقل المومياوات الملكية، وسط تغطية إعلامية محلية وعالمية، في موكب مهيب يليق بعظمة الأجداد والحضارة المصرية العريقة، شاركت بها كافة جهات الدولة لتقديمها أمام العالم على أكمل صورة حضارية .. فكانت احتفالية فنية ثقافية حضارية تبرز اهتمام الدولة المصرية واعتزازها بهذا الإرث الأثري العريق، حيث كان الهدف الأساسي لهذا الحدث هو إظهار احترامنا لأجدادنا الذين كتبوا تاريخ البشرية ليؤكد هيبة المصري القديم واحترامنا لمومياوات أجدادنا الذين يعتبروا أشهر الشخصيات المصرية على مر العصور.
كما خرج هذا الموكب المهيب بأياد مصرية خالصة؛ فهو من تنفيذ وإخراج فنانين مصريين، كما شارك به قرابة 350 طالب وطالبة وأطفال وأشهر الفنانين المصريين.
ولتوثيق هذا الحدث الاستثنائي، قامت وزارة المالية بإصدار عملة تذكارية من الفضة فئة 100 جنيه تحمل شعار الاحتفالية باللغتين العربية والإنجليزية ، بالإضافة إلي إصدار عملات معدنية قابلة للتداول من فئة الجنيه والخمسون قرشا، تحمل نفس تصميم العملات الفضية.
كما قامت وزارة السياحة والآثار بتدشين حملة دعائية دولية كبرى للترويج لموكب المومياوات الملكية في الأسواق العالمية والعربية المصدرة للسياحة لمصر، حيث تم إطلاق فيلم ترويجي بمشاركة عدد من الفنانين المصريين، وترجمته إلى 14 لغة مختلفة، مع وجود أكثر من 200 جهة إعلامية دولية لبث الحدث مباشرةً وحضور أكثر من 500 إعلامي وصحفي من وسائل الإعلام المحلية و العالمية.
وقد شهد المتحف منذ افتتاحه في مثل هذا اليوم عام 2021، تدفق الزائرين من المصريين و السائحين من الفئات العمرية المختلفة ومن جميع دول العالم ليبلغ عدد زائري المتحف خلال عام 2021 إلى ما يقرب من 800 ألف زائر، ما يؤكد على شغف الجمهور بزيارته بما يتضمنه المتحف من قطع أثرية فريدة، والاستمتاع بتجربتهم كما حققت النسبة الأكبر من عدد الزوار لفئة طلاب المدارس والجامعات، مما يشير في الوقت ذاته إلى وعي الجمهور المصري بحضارة بلاده العريقة وآثار أجداده، وهو ما يحقق هدف المتحف كمؤسسة تعليمية وثقافية.
وقد أصبح المتحف قبلة لكثير من الشخصيات العامة وزيارات الوفود الرسمية خلال تواجدهم في مصر، وإدراجه ضمن قائمة الزيارات السياحية المهمة في محافظة القاهرة الكبرى حيث شهد زيارة عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات، والوزراء، والسفراء والشخصيات المهمة وكذلك مشاهير الفنانين وعدد من المؤثرين المصريين والأجانب على حد سواء.
وحرص المتحف منذ افتتاحه على القيام بدوره كمنارة حضارية ثقافية تعليمية وفنية، حيث أقام بمسرحه سلسلة من الفعاليات الفنية والثقافية لكبار الفنانين والموسيقيين المصريين مثل الفنان عمر خيرت وعازفة الهارب الشهيرة منال محيي الدين ومغنية الأوبرا العالمية فرح الذيباني وغيرهم بالإضافة إلى تنظيم المحاضرات والندوات الأثرية والعلمية والثقافية والمعارض الفنية.
وفي إطار الاهتمام برفع الوعي السياحي والأثري لدى الشعب المصري نظم المتحف سلسلة من ورش العمل التعليمية والفنية لمختلف الفئات العمرية من الصغار والكبار وطلبة المدارس ولذوي الهمم.
وفي إطار حرص المتحف على الترويج السياحي له فقد قام بالتعاون مع مختلف مؤسسات الدولة من أجل إطلاق حملات ترويجية، ساهمت بشكل كبير في الترويج السياحي والثقافي له، والاستعانة بأحدث التقنيات التكنولوجية بصورة جديدة لمساعدة مختلف الزائرين على اكتشاف المتحف وما به من كنوز أثرية خلال زيارتهم وتحسين تجربتهم أثناء الزيارة ، وذلك من خلال تقديم مجموعة من الأفلام الوثائقية والترويجية التي تحكي تاريخ الحضارة المصرية القديمة والمومياوات الملكية، كما تم تنظيم أول جولة افتراضية والتي تعتبر الأولى من نوعها في المتاحف المصرية، وإصدار تطبيق إلكتروني للهواتف المحمولة “موبايل أبليكشن” خاص بالمتحف يتم تحميله من Google play أو App store ، يقدم التطبيق خريطة داخلية للمتحف، ونبذة تعريفية عن بعض الأماكن الموجودة به، وتفاصيل بعض القطع الأثرية، كما يسمح بإمكانية طلب تصريح لزيارة معمل الترميم، ويتوفر به آلية لإعادة توجيه الزائر لموقع حجز التذاكر الخاصة بالمتحف بالإضافة إلى إصدار نشرة إخبارية الإلكترونية للمتحف باللغتين العربية والإنجليزية والتي يتم إصدارها بشكل ربع سنوي.
كما أطلق المتحف صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنصة لحجز التذاكر على شبكة الإنترنت، لحصول الزائر على التذكرة بكل سهولة ويسر، وتعرض الصفحة نبذة عن المتحف وأهميته الأثرية وتفرده بين متاحف العالم على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
تجدر الإشارة إلى أن المتحف القومي للحضارة المصرية يعد أول متحف فريد من نوعه في مصر والعالم العربي، حيث يقدم صورة متكاملة عن الحضارة المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، ويقدم نموذج لأهم المفاهيم والمعتقدات في الحضارة المصرية من خلال موروثها الثقافي المادي وغير المادي.
بدأت فكرة إنشاء المتحف القومى للحضارة المصرية عام 1982 عندما قامت منظمة اليونسكو بالإعلان عن حملة دولية لإنشاء المتحف القومي للحضارة ومتحف النوبة بأسوان، حتى تم وضع حجر الأساس لمبنى المتحف في عام 2002، ليصبح أحد مظاهر أوجه التعاون المشترك بين مصر ومنظمة اليونسكو والذ يعود تاريخه إلى أكثر من نصف قرن عند بدء تأسيس الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة في عام 1960.
ويتميز المتحف بعرض مجموعات أثرية فريدة، تبلغ حوالي 50 ألف قطعة أثرية من مختلف عصور مصر القديمة وحتى التاريخ المعاصر، ولعل من أهمها المومياوات الملكية وعرضها التفاعلي الجديد باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية؛ ليكشف لنا عن العديد من أسرار المومياوات الملكية، كما يُلقي الضوء على معتقدات وطقوس التحنيط عند المصري القديم.
أ. ش. أ