قالت مصادر بقطاع الشحن لوكالة “رويترز” إن المشترين الأوروبيين ضاعفوا شحنات الفحم من جميع أنحاء العالم على خلفية المقترحات بحظر الاتحاد الأوروبى للواردات الروسية والسعى لتهدئة أزمة تقلص إمدادات الغاز.
واقترحت المفوضية الأوروبية، يوم الثلاثاء، عقوبات جديدة ضد موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا، تشمل فرض حظر على شراء الفحم الروسى، والسفن الروسية التى تدخل موانئ الاتحاد الأوروبى.
وتأتى القيود الجديدة فى وقت تسود فيه حالة من الضبابية بشأن شحنات الغاز المستقبلية من روسيا إلى الاتحاد الأوروبى فى وقت لاحق من الشهر الجارى، بعد مطالبة الكرملين ببدء المشترون من شركة الغاز الروسية العملاقة “جازبروم” الدفع بالروبل.
وقال مارك نوجينت، محلل المواد الجافة فى “برايمار”: “رغم استمرار شحنات الفحم الروسية إلى أوروبا فى مارس الماضى عند مستويات ما قبل الحرب، لكن بدأ التغيير المتوقع فى تدفقات الفحم إلى أوروبا بالظهور”.
ووفقًا لموقع المفوضية الأوروبية الرسمى، يعتمد الاتحاد الأوروبى على روسيا فى نحو 45% من وارداته من الفحم، و45% من وارداته من الغاز، وما يقرب من 25% من وارداته النفطية.
وقالت جمعية “فى دى كا آى” الألمانية لمستوردى الفحم، اليوم الأربعاء، إن البلاد يجب أن تكون قادرة على إيجاد بدائل لواردات الفحم الصلب الروسية مع وصول الطلب لذروته بحلول فصل الشتاء، لكن ستكون هناك مشكلات فنية وزيادة فى التكاليف.
وأظهرت بيانات “برايمار” أن إجمالى واردات الفحم الحرارى من كولومبيا بلغ 1.3 مليون طن فى مارس الماضى، بزيادة 47.3% على أساس سنوى، فى حين بلغ إجمالى الواردات من الولايات المتحدة فى مارس 809 آلاف طن، بزيادة 30.3% على أساس سنوى، لتصل لأعلى مستوى لها منذ أكتوبر 2019.
وقال مصدر ملاحى مطلع: “يوجد قلق كبير بشأن مخاطر تداول الفحم الروسى بسبب العقوبات الأوسع نطاقا، ما يؤثر بالفعل على الشحنات”.
وقال أليكس ستيوارت، المحلل لدى شركة استشارات الشحن “إم إس آى”، إن حاجة أوروبا لاستيراد المزيد من الفحم من مصادر أبعد ستكون إيجابية بالنسبة لقطاعات الشحن الكبيرة.
وأضاف: “سيكون الاضطراب الأولى فى أنماط التجارة إيجابيًا للأسواق، رغم أن هذا سيؤدى فى النهاية إلى ارتفاع أسعار الفحم العالمية، ما يحفز الصين والهند على إنتاج المزيد من الفحم محليًا”.