تزيد أزمة الطاقة الناجمة عن الغزو الروسى لأوكرانيا من دوافع العالم للتحول إلى الطاقة منخفضة الكربون، لكنها تخلق أيضاً تدافعاً نحو الوقود الأحفورى فى المدى القريب، وضخ مليارات الدولارات فى الاستثمارات الجديدة.
وتخطط الولايات المتحدة والدول الأوروبية لبناء محطات لتسييل الغاز الطبيعى التى ستعمل لعقود مقبلة، وفى الوقت نفسه، يتزايد الطلب على الفحم فى جميع أنحاء العالم، ويشهد موردو البترول الصخرى الأمريكى ضغوطاً لسد فجوة العرض المحتملة لدى الدول التى قاطعت الغاز الطبيعى الروسى، بحسب وكالة أنباء «بلومبرج».
وقال مسئولون تنفيذيون ومستثمرون، فى القمة السنوية لـ«بلومبرج إن إى إف» بنيويورك، إن التحدى الذى يواجه العالم يدفعه نحو اكتشاف تقنيات أنظف مع تلبية الطلب الحالى على الطاقة، لكن الانتقال سيكون صعباً، ولن يحدث بشكل سريع.
وقال كيو لوكيفار، رئيس تداول مشتقات الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة فى «موتيفا إنتربرايسز»: «نحتاج إلى مصادر الطاقة الأحفورية لتصبح جزءاً من هذا التحول، وسيكون انتقالاً طويل الأجل ولن يتم بين عشية وضحاها».
وقالت أناستاسيا ديفيز، رئيسة إمدادات البترول والبترول الأمريكى فى «بلومبرج إن إى إف» فى المؤتمر، إن سوق الغاز انقلب رأساً على عقب وسط سعى الدول للوصول إلى بدائل للغاز الروسى، خاصة فى أوروبا، ورغم ذلك، لن يكون الإنتاج العالمى الحالى كافياً وسيؤدى إلى الاندفاع نحو الاستثمار فى إنتاج المزيد، خاصة فى رقعة البترول الصخرى فى الولايات المتحدة.
وأشارت ديفيز إلى أن «أيام نمو الإنتاج الأمريكى غير المحدود ربما تكون وراءنا، لكن هذا لا يعنى أن دور البترول الصخرى قد انتهى».
وقال برتراند ميلوت، من «كيس دى ديبو إيه بليسمو دى كويبك»، ثانى أكبر مدير لصناديق المعاشات التقاعدية بكندا، إن الحرب قد تساعد أيضاً فى تسريع التحول الأخضر.
وأصبحت الدول أكثر حساسية تجاه مخاوف أمن الطاقة، فضلاً عن أنها تدرك تميز مزارع الرياح والطاقة الشمسية، التى لا تتطلب شحنات منتظمة من الوقود.
وتمتلك دولة غيانا احتياطيات بترولية كبيرة، وهى تستعد للاستفادة من الأزمة، حيث تفكر فى توجيه المزيد من الموارد إلى شركة البترول الوطنية لتسهيل جهودها الرامية لتلبية الطلب المتزايد من الدول الصناعية، مع السعى أيضاً لتحقيق أهداف المناخ.
وقال بهارات جاجديو، نائب رئيس غيانا، فى القمة، إن «الطلب على مواردنا يأتى من العالم المتقدم بشكل كبير، ولا نعتقد أننا سنحيد عن هدف الانبعاثات الصفرية الصافية إذا طورنا هذه الموارد».
رغم أن الحرب فى أوكرانيا ألقت الضوء على الاعتماد العالمى على الوقود الأحفورى، فإنها تعزز أيضاً طرقاً للابتعاد عن مصادر الطاقة التقليدية.
وقال جون مور، رئيس «بلومبرج إن إى إف»: «عندما يكون كل شىء فى حالة فوضى، من الجيد التفكير فى المهمة التى يتعين القيام بها».