إغلاق مصانع فولكس فاغن وتسلا ونيو الأسبوع الماضى ووقف الإنتاج بسبب «كورونا»
قال المهندس هيثم طلحة، عضو الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية، إنَّ إغلاق ميناء شنغهاى الصينى؛ بسبب كورونا يمثل مزيداً من الضغط على سلاسل التوريد العالمية، مشيراً إلى أن شنغهاى تعد الوجهة الأكثر جاذبية للأعمال التجارية الدولية فى الصين؛ حيث إنه مع نهاية العام الماضى، أُنشئت أكثر من 800 شركة متعددة الجنسيات سواء مقار إقليمية أو قطرية فيها
وأضاف لــ «البورصة»، أن ميناء شنغهاى هو الأكثر ازدحاما فى العالم لحركة مرور الحاويات، حيث نقلت من خلاله 47 مليون وحدة من البضائع فى عام 2021، وذلك طبقا لأحدث البيانات الرسمية الصينية ويمثل نسبة 16.7%من إجمالى شحنات الحاويات فى الصين العام الماضي.
وأوضح أنه يمثل 4 أضعاف الحجم الذى تم فى ميناء لوس أنجلوس.كما تعد شنغهاى أيضا مركز رئيسى للطيران فى آسيا مما يجعلها رابع أكثر المراكز ازدحاما فى العالم، بعد لندن ونيويورك وطوكيو ولقد تأثرت المدينة سلبا بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وأشار إلى أن بيانات الصناعة الصادرة فى نهاية شهر مارس الماضى أظهرت أن عدد السفن التى تنتظر التحميل أو التفريغ قد ارتفع إلى مستوى قياسي.
الميناء نُقلت من خلاله 47 مليون وحدة من البضائع العام الماضى
ولفت إلى أن العديد من سائقى الشاحنات يعانون من أجل إدخال حاويات إلى الميناء والخروج منه فى الوقت المحدد، بسبب قيود السفر وذلك طبقا لما هو معلن بوسائل الاعلام الصينية الحكومية، كما أن اضطرابات سلسلة التوريد قصيرة الأجل، سيكون لها تأثير على اقتصاد الصين ككل.
وأَضاف: ستكون هناك أيضا تأثيرات مضاعفة فى أماكن أخرى بسبب الترابط بين شنغهاى ومناطق أخرى فى الصين، لاسيما مركز التصنيع فى دلتا نهر يانغتسى وتعد منطقة شنغهاى مركزًا صناعيًا رئيسيًا للصناعات بدءا من السيارات إلى أشباه الموصلات، كما أن المدينة بها أكبر صانع للرقائق فى العالم، ومصانع رئيسية عديدة لإنتاج أشباه الموصلات.
ومع انتشار فيروس كورونا أجبرت العديد من المصانع على تعليق عملياتها فى شنغهاى وكونشان، مما يهدد بتعطيل سلاسل التوريد الرئيسية للسيارات والإلكترونيات.
ولفت إلى أنه لما هو معلن بالوسائل الرسمية فلقد اغلق مصانع فولكس فاغن وتسلا فى شنغهاى منذ أسابيع، كما اضطرت شركة «نيو» الصينية لصناعة السيارات الكهربائية إلى وقف الإنتاج بسبب الاضطرابات المرتبطة بكورونا فيها، وفى مدن صينية أخرى.
واضاف ان ما يحدث لمدينة شنغهاى الصينية يقلق العالم ومع مرور 17 يوما على إغلاق السلطات الصينية منطقة شنغهاي، وعدم وجود ما يشير إلى تخفيف القيود قريبا، فى ظل محاولات احتواء تفشى وباء كورونا، يتزايد القلق بشأن الأضرار الاقتصادية والصدمات المحتملة من جراء توقف النشاط فى واحدة من أكبر المدن فى العالم وأكثرها ثراء.
وقال طلحة إن شنغهاى التى تقع على الساحل الشرقى للصين، جنبا إلى جنب مع مدينة كونشان المجاورة، التى أغلقت فى وقت سابق من هذا الشهر، دورا كبيرا فى الاقتصاد العالمى مشيرا إلى أن عمليات الإغلاق الكاملة أو الجزئية فى 45 مدينة صينية، تؤثر على ربع السكان وحوالى 40 فى المئة من الاقتصاد الصيني.
وذكر أن العالم يراقب عن كثب تطورات الوباء وعمليات الإغلاق فى منطقة شنغهاي، التى تبقى معظم سكانها البالغ عددهم 25 مليونا محاصرين فى منازلهم، لثلاثة أسباب على الأقل أولهم أن هذه المنطقة بمثابة مركز ضخم للأعمال التجارية والمالية، حيث أن لديها أكبر ناتج محلى إجمالى بين جميع المدن الصينية، يبلغ 679 مليار دولار، كما أن بها ثالث أكبر سوق للأوراق المالية على مستوى العالم من حيث قيمة الشركات التى تتاجر هناك، بعد بورصتى نيويورك ولندن، وبها خامس أكبر عدد من المليارديرات فى العالم.
جدير بالذكر أن عدد من الخطوط الملاحية العاملة فى نشاط الحاويات أعلنت منذ ايام عن إلغاء الخدمات الخاصة بها فى ميناء شنغهاي، والاعتماد على النقل متعدد الوسائط خاصة بالسكة الحديد كبديل.