تراجعت أسعار النفط فى تعاملات متأخرة اليوم الخميس، حيث يترقب المستثمرون بحذر وسط تضاؤل الطلب على الوقود فى الصين، المستورد الأكبر للنفط على مستوى العالم، بسبب القيود المفروضة مع تفشى وباء كورونا فى البلاد.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 9 سنتات، لتصل إلى 105.23 دولار للبرميل، وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكى 14 سنتاً لتصل إلى 101.15 دولار للبرميل.
وارتفع كلا الخامين القياسيين بمقدار 30 سنتًا، يوم الأربعاء الماضى، وسط المخاوف المتصاعدة بشأن تقلص الإمدادات العالمية، وتراجع آخر فى مخزون نواتج التقطير والبنزين فى الولايات المتحدة.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، إن مخزونات الخام ارتفعت بمقدار 692 ألف برميل خلال الأسبوع الماضى، لتأتى دون التوقعات، فى حين تراجعت مخزونات نواتج التقطير، التى تشمل الديزل ووقود الطائرات، إلى أدنى مستوى لها منذ مايو 2008.
ووفقا لوثيقة وزارة الاقتصاد التى أطلعت عليها رويترز، انخفض إنتاج النفط الروسى بنحو 17% خلال العام الجارى، فى الوقت الذى تتصدى فيه البلاد للعقوبات الغربية.
كما أغلقت العاصمة الصينية بكين بعض الأماكن العامة، وعززت عمليات التفتيش فى أماكن أخرى، اليوم الخميس، حيث بدأ معظم سكان المدينة البالغ عددهم 22 مليونًا فى إجراء المزيد من الاختبارات الجماعية لفيروس كورونا بهدف تجنب عمليات إغلاق تشبه الحادثة فى شنغهاى.
وقال ستيفن إينس، الشريك الإدارى لدى “إس بى آى أسيت مانيجمنت”: “تظل عمليات الإغلاق فى الصين على رأس أولوياتنا والدافع المعارض الرئيسى لارتفاع الأسعار”.
وتتوقع شركة “سينو بك”، أكبر شركة لتكرير النفط فى آسيا، أن يتعافى طلب الصين على المنتجات النفطية المكررة فى الربع الثانى من العام الجارى، حيث يتم السيطرة تدريجياً على تفشى الفيروس فى البلاد.
وأشار المحللون إلى أن التباطؤ فى النمو العالمى بسبب ارتفاع أسعار السلع الأساسية، كما أن تصعيد الصراع الروسى الأوكرانى قد يؤدى إلى المزيد من المخاوف بشأن الطلب على النفط.
وقال أجاى كيديا، مدير شركة استشارات الطاقة “كيديا أدفيسورى”: “يحاول المستثمرين الموازنة بين مخاوف العرض والطلب بشأن اضطراب النفط والغاز الروسى، وتوقعات الاقتصاد العالمى المتدهور”.
ووفقا لاستطلاعات أجرتها “رويترز” لما يتجاوز 500 خبير اقتصادى، سيتوسع الاقتصاد العالمى بشكل أبطأ مما كان متوقعا قبل ثلاثة أشهر.
وتراجع متوسط التوقعات للنمو العالمى التى تم جمعها فى استطلاعات رويترز خلال الشهر الحالى، لما يتجاوز 45 اقتصادًا إلى 3.5% خلال العام الجارى و3.4% لعام 2023 من 4.3% و3.6% فى استطلاع أجرى فى يناير الماضى، وتقارن هذه الأرقام مع توقعات صندوق النقد الدولى للنمو بنسبة 3.6% فى كلا العامين.
وحافظ البنك المركزى فى اليابان، وهى مشترى رئيسى آخر للنفط الخام، اليوم الخميس، على برنامجه التحفيزى الضخم وتعهداته بالإبقاء على أسعار الفائدة منخفضة للغاية، لدعم الاقتصاد الضعيف حتى مع الارتفاع الحاد فى تكاليف المواد الخام الناتجة عن زيادة معدلات التضخم.