حذر وزيرا الطاقة فى السعودية والإمارات من تراجع الاحتياطى العالمى فى جميع قطاعات الطاقة، حيث اقتربت تجارة منتجات النفط الخام والديزل والغاز الطبيعى من مستويات قياسية بعد الغزو الروسى لأوكرانيا.
وقال الوزير السعودى، الأمير عبد العزيز بن سلمان، اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر الطاقة بأبو ظبى، فى إشارة إلى الارتفاع الأخير فى أسعار المنتجات المكررة: “قضينا الكثير من الوقت فى السوق، لكننى لم أرى هذه الأشياء من قبل، والعالم يحتاج إلى أن ينتبه للواقع القائم، حيث إن احتياطيات الطاقة العالمية تنفد على جميع المستويات”.
وجاءت التعليقات فى نفس الأسبوع الذى ارتفعت فيه أسعار التجزئة للبنزين فى الولايات المتحدة إلى مستوى قياسى، وأدلى الوزير السعودى بتصريحات مماثلة يوم الاثنين الماضى، حيث أوضح أن نقص الاستثمار فى إنتاج الطاقة والتكرير يؤدى إلى زيادة تكلفة الوقود.
وقال نظيره الإماراتى، سهيل المزروعى، خلال المؤتمر، إنه بدون مزيد من الاستثمار فى جميع أنحاء العالم، لن تتمكن “أوبك” من ضمان إمدادات كافية من النفط عندما يتعافى الطلب بالكامل من جائحة فيروس “كورونا”.
وتعتبر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من بين المنتجين القلائل الذين يستثمرون فى إنتاج أكبر، كما أنهم ينفقون مليارات الدولارات لزيادة القدرة الاستيعابية من النفط الخام بمقدار 2 مليون برميل يوميًا بحلول نهاية العقد الحالى.
ووفقًا للوزير الإماراتى فإنه رغم تلك التحذيرات لا يوجد نقص فى النفط خلال الوقت الحالى، وبالتالى لا حاجة لـ”أوبك” لتسريع الزيادات التدريجية فى الإنتاج، وقال المزروعى: “لا تزال أسواق النفط متوازنة”.
وتتعرض منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وشركاؤها، والتى تضم 23 دولة يرأسها السعوديون وروسيا، لضغوط من الولايات المتحدة وأوروبا ومستوردين رئيسيين آخرين لتعزيز الإمدادات بوتيرة أسرع.
وارتفع النفط الخام ما يتجاوز 35% خلال العام الجارى ليصل لنحو 105 دولارات للبرميل، ويرجع ذلك فى الغالب إلى الغزو الروسى لأوكرانيا، كما يقترب الاتحاد الأوروبى من فرض حظر رسمى على واردات الطاقة الروسية فى محاولة لمعاقبة موسكو على الحرب.
وصادقت “أوبك” على زيادة قدرها 432 ألف برميل يوميًا لشهر يونيو المقبل فى اجتماعها الأخير فى 5 مايو الجارى، وأوضحت أنها تكافح للوصول إلى هذا الهدف الشهرى المتواضع مع قيام العديد من الأعضاء بضخ ما يقل عن حصصهم المحددة.
وقال الأمير عبد العزيز إن “أوبك” لن تسمح للجغرافيا السياسية بالتأثير على قراراتها، كما قال المزروعى إن الأسعار ارتفعت بسبب “تسييس سوق النفط”.