تتلقى شركات تصدير العنب المصرى طلبات قوية مع بداية الموسم الجديد للتصدير فى مُعظم الأسواق العالمية، ما يبشر بموسم استثنائي، رغم التخوفات من اصطدام هذه الطلبات بارتفاع أسعار المنتج هذا العام نتيجة زيادة تكاليف الإنتاج.
قالت مي سالم، المدير العام بشركة فنبي لاستصلاح الأراضي، إن العنب المصرى يشهد طلبًا قويًا من مختلف الأسواق العالمية في أوروبا، آسيا وروسيا، ودول جديدة فى أفريقيا وشرق آسيا.
أوضحت سالم لـ«البورصة»، أن الطلبات تتوافد على الشركات المصدرة من دول كثيرة، أبرزها ألمانيا وانجلترا وفرنسا، كما يوجد طلب جيد من كندا، بالإضافة إلى الأسواق التى اعتادت استيراد أصناف العنب المصرى، مثل سيريلانكا والسنغال.
أشارت إلى وجود فرصة واعدة أمام صادرات العنب المصرى الموسم الجارى، خاصة في أوروبا، والتى تعد السوق الرئيسة للمنتج مع انتهاء العنب الهندي وقرب نفاد مخزونه في أوروبا، والذي سيفتح فرصًا جديدة أمام زيادة الكميات التي ستدخل إليها من مصر.
أوضحت أن التغيرات المناخية تسببت في تأخير ظهور العنب هذا العام قرابة أسبوع عن موعده المعتاد كما أدت إلى ظهور العنب بنوعية الأبيض والأحمر فى توقيت واحد على غير العادة، وفي الطبيعي يسبق الأبيض الأحمر بنحو 7 أيام.
أشارت إلى توقعات بزيادة إنتاجية العنب هذا العام بنسب تتراوح بين 20 و30% وهو أحد أسباب تأخر ظهور المحصول أيضاً لحين النضج، وتنتج مصر في المتوسط نحو 1.4 مليون طن سنويًا، كانت قد تراجعت إلى 1.1 مليون العام الماضي بسبب التغيرات المناخية الصعبة اثناء فترة النضج في شهرى مارس وأبريل.
وتخوفت «سالم» من الأثر السلبى لارتفاع تكلفة المنتج وزيادة أسعاره محليًا هذا العام، الأمر الذى قد يتسبب فى فقد فرص أفضل للتصدير بما يتناسب مع السوق الأوروبية والتغيرات التي طرأت على قدرات المستهلكين الشرائية.
شددت على أهمية تكاتف جميع أطراف المنظومة لامتصاص زيادة سعر الخام لمواصلة التصدير واقتناص الفرص التصديرية المتاحة، سواء من المزارع أو الشركات المصدرة فضلاً عن موردى الخامات.
قال بهاء زهدى، صاحب مزرعة عنب بمدينة السادات، إن موسم تصدير العنب بدأ هذا الأسبوع، وارتفعت أسعار البيع بداية الموسم لتتراوح بين 25 و27 جنيهاً للكيلو المخصص للتصدير، من أرض المزرعة.
أوضح أن ارتفاع تكلفة مدخلات الإنتاج هذا الموسم من أسمدة ومبيدات ومواد بلاستيكية تستخدم في تغطية المحصول، انعكست على أسعاره، مع آمال فى ارتفاع الطلب العالمي، خاصة من ألمانيا وروسيا والدول العربية وشرق آسيا.
قالت نورا محمد، مديرة المبيعات التجارية في شركة سكاي لاين للاستيراد والتصدير، إن موسم العنب فى مصر هو ثانى أهم موسم تصدير لهذا العام.
أوضحت أنه في مصر، يعد العنب أحد محاصيل الفاكهة الأكثر انتشارًا، ويأتى فى المرتبة الثانية بعد الحمضيات، وهو أحد أغلى المحاصيل مقارنة بالمحاصيل الأخرى.
أشارت إلى تركيز المصدرين المصريين على أصناف العنب ذات القيمة الأعلى، لتزويد أسواق أخرى غير الأسواق الأوروبية، ومن المفترض أن يشهد الموسم الجارى أحجامًا تصديرية أعلى.
أضافت أن مصر تحتل المرتبة الرابعة على مستوى العالم في حجم الإنتاج العالمي لعنب المائدة وقد أظهرت نموًا مثيرًا للإعجاب في السنوات 10 الماضية».
تنتشر زراعة العنب فى مصر جغرافيًا من الإسكندرية في الشمال إلى أسوان في الجنوب، ما يتيح، إنتاج العنب المبكر والمتأخر النضج، ويوفر عنب المائدة الطازج لفترة طويلة من مايو إلى نوفمبر.
أوضحت انه مع تزايد الإنتاج والتوسع فى الأسواق الخارجية اكتسبت مصر فرصًا جديدة خاصة فى الهند، ثانى أبرز مُنتج عالمي بعد الصين، بالإضافة إلى ميانمار ونيبال والبرازيل وصربيا.
ذكرت أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلقت تحديات أمام تجارة المنتجات الطازجة، بما في ذلك زيادة الأسعار، إذ أدت الحرب إلى تداعيات عدة، أبرزها زيادة أسعار المواد الخام والسلع، وسعر الدولار وتغيرات طارئة فى حركة التجارة العالمية.