ضغطت ارتفاعات تكلفة إنتاج السيراميك على صادراته في أكبر أسواقها خلال الأشهر الأولى من العام الحالي بالتزامن مع ارتفاعات متتالية في أسعار الخامات، بالإضافة إلى زيادة تكلفة الشحن، لتتراجع بشكل ملحوظ في أكبر الدول المستوردة له والتي تضم ليبيا والأردن واليمن والسعودية والسودان.
قال وجيه بسادة عضو المجلس التصديري لمواد البناء والصناعات المعدنية، إن صناعة السيراميك تعاني من ارتفاع مستمر في تكلفة الإنتاج منذ بداية العام متأثرة بزيادة أسعار الخامات العالمية.
وتراجعت صادرات السيراميك خلال الربع الأول من العام الحالي بنحو 13%، و سجلت 44 مليون دولار مقابل 51 مليون دولار خلال الفترة نفسها من 2021.
أضاف بسادة لـ”البورصة”، أن تكلفة التصنيع ارتفعت بنحو 30ـ 40% خلال العام الحالي، فيما رفعت الشركات المصدرة أسعارها بمتوسط 10%.. لكن الأسواق الخارجية لم تتقبل هذه الزيادة مما أسهم في تراجع صادرات المنتج بمعظم الأسواق خلال الربع الأول.
وهذه الزيادات في التكلفة لم تقف عن هذا الحد، إذ صعدت تكلفة الطاقة بنحو 15% نتيجة تراجع قيمة الجنيه أمام الدولار في مارس الماضي.
وتراجعت صادرات السيراميك بمعدل طفيف وهو 2% لأكبر دولة مستوردة له وهي ليبيا لتسجل 15.1 مليون دولار مقابل 15.4 مليون دولار خلال الربع الأول.
وانخفضت صادرات القطاع إلى الأردن التي تحتل الترتيب الثاني ضمكن قائمة أكبر الدول المستوردة بنسبة 21% لتصل إلى 6.1 مليون دولار مقابل 7.9 مليون دولار، كما هبطت صادرات القطاع إلى اليمن بنحو 34% وسجلت 3.8 مليون دولار مقابل 5.7 مليون دولار.
وهبطت صادرات القطاع إلى السعودية 3.7 مليون دولار مقابل 6.5 مليون دولار خلال الربع الأول من 2021 منخفضة بنحو 42%، كما هبطت صادرات القطاع إلى السودان لتسجل 3.2 مليون دولار مقابل 5.9 مليون دولار بنسبة تراجع 46%.
أوضح بسادة، أن الغاز يمثل 20% من تكلفة إنتاج السيراميك، مطالبًا بسرعة صرف المساندة التصديرية للشركات المصدرة للسيراميك، وذلك بعدما تم إدراج القطاع ضمن منظومة دعم الصادرات لأول مرة خلال العام المالي الحالي.
وارتفعت أسعار السيراميك إلى 3.7 دولار للمتر حاليا مقابل 3 دولارات للمتر خلال العام الحالي بزيادة تتراوح بين 20 ـ 22% في الأسعار.
وكان سعر صرف الدولار مقابل الجنيه ، ارتفع بشكل مفاجيء نهايات مارس الماضي ضمن حركة “تصحيح” بحسب وصف طارق عامر محافظ البنك المركزي، وهو ما دفع “المركزي” لرفع أسعار الفائدة 1%، وطرح شهادة ادخار بعائد مرتفع 18%.
وتوقع تأثر صادرات القطاع بشكل أكبر خلال إجمالي صادرات القطاع خلال النصف الأول من العام الحالي، في ظل الزيادات المتلاحقة في التكلفة خصوصا الزيادات التي أعقبت الحرب الروسية الأوكرانية.
وقال مصطفى مجدي مدير التصدير بشركة سيراميكا مايوركا، إن صادرات القطاع تأثرت باتباع الأردن منظومة التسجيل المسبق للشحنات التي تستوردها مما عطل حركة التصدير في الفترة الأولى من العام الحالي حتى تمكنت الشركات من تسجيل منتجاتها للتصدير إلى هناك، لحين استيفاء الإجراءات.
وأوضح أن الشركات المصدرة للسيراميك إلى السودان غيرت المعبر البري المعتاد طريق -أسوان الخرطوم- الذي تشحن من خلاله المنتج نتيجة ارتفاع أسعار الشحن من خلاله، وعدم تقبل العميل في السودان هذه التكلفة المرتفعة، فيما توجهت حاليا إلى طريق رأس حدربة- طريق حلايب وشلاتين لتفادي هذه التكلفة.
ويتطلب الطريق الأخير إجراءات كثيرة تستغرق وقتًا أطول.
وأوضح أن ضغوط زيادة التكلفة وزيادة أسعار الخامات من أوروبا بعد قفزات أسعار الغاز هناك وضعف الامدادات والطاقات الإنتاجية لمصانع الخامات، تبعها زيادة الأسعار ونقص وندرة الخامات، حيث تستورد الصناعة نحو 25% من مدخلات إنتاجها.
أضاف أن حركة الطلب الخارجي على السيراميك انكمشت خلال شهر رمضان مما سينعكس أيضا على الأرقام التصديرية لشهر أبريل، فضلا عن ارتفاعات أسعار الشحن إلى ليبيا خلال العام الحالي.