قالت وكالة رويترز، اليوم الأربعاء، إن منتجو النفط والغاز فى أستراليا يسعوا إلى تحقيق أرباح مستقبلية من احتجاز الكربون وتخزينه، حيث تتسابق قطاعات الصناعة على مستوى العالم لتحقيق أهداف صافى الانبعاثات الصفرية، فى الوقت الذى يكافح فيه أكبر مشروع فى العالم لاحتجاز وتخزين الكربون فى أستراليا لمواجهة الأضرار التى لحقت بالقدرة الإنتاجية للبلاد.
كما أخفقت شركة “شيفرون” فى تحقيق أهداف بقيمة 3 مليارات دولار أسترالى ما يعادل 2 مليار دولار، والمرتبطة بالغاز الطبيعى المسال فى منطقة “جورجون” غرب أستراليا حتى الآن، ولا تزال تدفن نحو 50% من كمية ثانى أكسيد الكربون كما هو متوقع بعد ثلاث سنوات من بدء تشغيلها.
وقالت الشركات العالمية والمستقلة فى التجمع السنوى لصناعة البترول الأسترالية، خلال الأسبوع الجارى، إن تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه هى التقنية الوحيدة المثبتة لخفض الانبعاثات على النطاق المطلوب، مع الحفاظ على إمدادات موثوقة وبأسعار معقولة.
وتعمل شركة “شيفرون” وشركاؤها “إكسون موبيل” و”شل” على توسيع نطاق احتجاز الكربون فى “جورجون”، كما تتطلع شركات أخرى إلى هذه التكنولوجيا كفرصة ليس فقط لتعويض انبعاثاتهم الخاصة، ولكن لتحقيق أرباح.
وتستثمر شركة “سانتوس” نحو 165 مليون دولار لتطوير ثانى أكبر مشروع فى أستراليا، وهو “مومبا”، باستخدام خزانات الغاز الناضبة لتخزين 1.7 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون بشكل سنوى، كما تريد تحويل حقل “بايوأوندان” للنفط والغاز فى بحر “تيمور” إلى مركز لتجميع وتخزين الكربون، وقد احتجزت 100 مليون طن من موارد تخزين الكربون فى جنوب أستراليا.
وقال كيفن جالاجر، الرئيس التنفيذى لشركة “سانتوس”، فى مؤتمر الاتحاد الأسترالى لإنتاج البترول والاستكشاف: “أعتقد أن هذا أمر لافت للنظر، حيث نرى أن ثانى أكسيد الكربون على وشك أن يصبح السلعة الأسرع نموًا فى العالم”.
كما تسعى قطاعات الصناعة إلى تخزين الانبعاثات من الصناعات الأخرى فى أستراليا ولعملاء الغاز الطبيعى المسال فى اليابان وكوريا الجنوبية، حيث لا توجد موارد لعزل الكربون أو مساحات شاسعة من الأرض لتعويضات الكربون القائمة على الطبيعة.
وقال أنجوس رودجر، المحلل فى “وود ماكينزى”: “يظل فهم كيفية تحرك عمود ثانى أكسيد الكربون عبر طبقة المياه الجوفية أو الخزان أمر ضرورى لكل مشروع، لكنه يتطلب قدرًا كبيرًا من العمل الجيولوجى”.
وسمحت الحكومة الأسترالية العام الماضى لمشاريع احتجاز الكربون وتخزينه بإنشاء وحدات ائتمان الكربون الأسترالية، ما ساعد على جعل المشاريع قابلة للتطبيق تجاريًا.
لكن رودجر حذر أن الاندفاع العالمى للتطورات الجديدة قد يأتى بنتائج عكسية، حيث سترتفع التكاليف مع تنافس الشركات على المهارات والموارد، وأضاف: “جميع هذه المشاريع تحدث فى نفس الوقت، حيث تسعى أن تكون جاهزة للعمل بحلول عام 2030، ولكن هذا لا يمكن أن يحدث”.