طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة الانتهاء من مراحل مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي في أسرع وقت ممكن.
وقال الرئيس السيسي، في مداخلة له خلال افتتاحه، اليوم السبت، مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي بطريق القاهرة – الضبعة، إن إجراءات الدولة تحتاج الكثير من الفهم والدراسات لتحديد جدوى المشروع والخطط المستقبلية، مشيرا إلى أن تكلفة الزراعة في مشروع مستقبل مصر أعلى بكثير من أي مكان في الدلتا.
ووجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة الانتهاء من مراحل مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي قبل انتهاء عام 2023.
وقال الرئيس السيسي، تعقيبا على عرض قدمه بهاء الغنام مدير مشروع مستقبل مصر للانتاج الزراعي: “إننا نريد أن نطمئن على مشروعاتنا، ومعنا المستثمرون والإعلام وأجهزة الدولة ونتحدث مع الجميع بشكل واضح”.
وأكد الرئيس، على ضرورة الإسراع بالانتهاء من المرحلة الثالثة من المشروع قبل انتهاء عام 2023، والتي كان من المقرر الانتهاء منها في عام 2024، مشددا على ضرورة الضغط على أنفسنا لسرعة الانتهاء من المشروع في أسرع وقت من أجل الظروف المحيطة بنا.
وأضاف: “أنه من المهم أن ننتهي من المشروع قبل نهاية عام 2023 وذلك بجانب المشروعات في توشكى وبني سويف والمنيا وغيرها وذلك نظرا للظروف الحالية.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: “تكاليف هذه المشروعات أكبر بكثير من أي تكلفة في أي مكان في الدلتا، حيث أننا نستصلح في عمق الصحراء على عكس الشريط الموازي لنهر النيل والذي يتم زراعته بطريقة مختلفة، بانحدار طبيعي للمياه مما يعني أن المياه تسير من مستوى عال إلى مستوى منخفض وبالتالي لا توجد مشكلة في الدلتا على خلاف ما يجري في الصحراء”.
وأضاف: “حين ننظر للشريط الموازي للنيل خلال السنوات الماضية نرى أنه تم البناء عليه وتركنا الظهير الصحراوي الممتد على جوانب النيل، والذي يمكن أن نبني فيه مدنا وحياة جديدة ونحافظ على الأراضي الزراعية الموجودة بالفعل”.
ونبه الرئيس إلى أن كل إجراء لم ننفذه فيما مضى، وكل إجراء لم تلفت الدولة له -ليس خلال السنة أوالعشرة أو العشرين سنة الماضية ولكن على مدى 40 أو 50 سنة مضت – ندفع ثمنه حاليا، ولذلك هناك نقاش وحوار وحراك كبير ونحن سعداء بذلك.
وتابع الرئيس: “إن إجراءات الدولة بحاجة إلى كثير من الفهم والدراسات قبل أن يتم الحكم على مدى نجاحها من عدمه، وهل تتوافق تلك الاجراءات مع التطورات التي تشهدها البلاد حاليا ومستقبلا خلال 50 ـ 100 سنة أم لا ؟”.
وأضاف: “هناك من يتساءل لماذا كل هذه التكاليف خاصة ونحن نتحدث عن مبالغ مالية ضخمة تصل إلى مبلغ يتراوح ما بين 200 إلى 300 ألف جنيه كتكلفة لاستصلاح الفدان الواحد بما يعني أن تكلفة المليون فدان تصل إلى 200 ـ 250 مليار جنيه استنادا لتقديرات الأسعار قبل سنتين أو ثلاثة، وبالطبع سترتفع هذه التكلفة حاليا “، متسائلا: ماذا سيكون الوضع عليه إذا لم نكن بدأنا بالفعل؟.
وقال الرئيس السيسي إن السنوات العشر الماضية شهدت زيادة سكانية تقدر بنحو 20 مليون نسمة، متسائلا “ما هي كم طلباتهم من السلع الأساسية.. وهل نمو الدولة وإنتاجها يكفي هذا؟”.
وأوضح الرئيس قائلا “لا نتحدث عن الزيادة السكانية فحسب بل نتحدث عن تخطيط الدولة لتحقيق الكفاية للشعب، وبالتالي ليس لدينا أي خيار آخر عن المشروعات القومية”، مضيفا هناك من يقول نستورد من الخارج، ولكن الأزمة العالمية حاليا كاشفة لقصة الاستيراد.
وأكد الرئيس السيسي ضرورة الانتهاء من مراحل مشروع “مستقبل مصر” بأسرع وقت ممكن، مطالبا بسرعة الانتهاء من الترعة المغذية لمشروع “مستقبل مصر” ومحطات رفعها.
وقال إن الهدف من حديثه خلال افتتاحات ومتابعة المشروعات هو توضيح حقيقة الأمور ضاربا مثلا بالبنية الأساسية، مشيرا إلى مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي يحتاج وحده 1250 ميجاوات من الكهرباء.
وأكد أن اهتمام الدولة بالبنية الأساسية خلال السنوات السبع أو الثماني الماضية أتاح اليوم توفير الكهرباء لهذا المشروع الهام حيث أننا نتحدث عن إضافة 2.5 مليون فدان تمثل 25% من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية في مصر على مدى آلاف السنين، وهذا ما يتعلق بهذا المشروع فقط بالإضافة إلى توفير الكهرباء اللازمة للمنازل والمستشفيات والتي كانت تعاني من قبل من انقطاع متكرر للكهرباء على مدار اليوم.
وفند الرئيس السيسي ما يتردد من دعوات بإعادة ترتيب الأولويات قائلا: “أننا لا نتحدث عن رفاهية بل عن عناصر مهمة، وبالتالي لا يمكن أبدا عندما نتحدث في بناء مشروع هام مثل مستقبل مصر للإنتاج الزراعي وأيضا الموجود في توشكى أن أترك الأولويات من كهرباء وطرق وخلافه لمرحلة متأخرة”، مشيرا إلى أنه يتم حاليا رفع كفاء وتوسعة طريق الضبعة، داعيا إلى ضرورة تحري الدقة فيما يتم تناوله بشأن المشروعات الكبرى التي لم يكن من الممكن تأخير تنفيذها.
وتطرق الرئيس إلى تطوير شبكات الكهرباء والمياه والطرق وعناصر أخرى في الريف المصري ضمن مشروع “حياة كريمة” والذي كنا نقدر تكلفته بما يتراوح ما بين 800 ـ 900 مليار جنيه ومع ارتفاع الأسعار قد تصل إلى تريليون جنيه.
وأضاف “نحن ننفق على 10 ملايين فدان لتحسين مستوى معيشة الناس وهو الأمر الذي لم يتم خلال السنوات الماضية بتكلفة تصل إلى تريليون جنيه وبالتالي ما يتم انفاقه ليس بالكثير من أجل الزراعة وإقامة شبكات كهرباء وطرق وتسوية الأرض ومد شبكات الري والترع، وما تم في مصر خلال 400 ـ 500 سنة لزراعة أراضي الدلتا نريد الآن أن نحققه في 4 أو 5 سنوات في الصحراء وبالتالي فإن ما يتم انجازه هو أمر عظيم”.
ودعا الرئيس السيسي، مجددا إلى ضرورة عدم الخوض في مشروعات أخذت حقها من الدراسة من قبل متخصصين وتبلورت في سياق فكري وعلمي وتخطيطي شامل لتحقيق الأهداف المرجوة على أساس واضح.
وفيما يتعلق بمطالبة البعض بالتركيز على التعليم بدلا من إنفاق هذه الأموال الطائلة على مشروعات البنية الأساسية، قال الرئيس السيسي “إن الأولوية للتعليم هي مسألة مهمة جدا، ولكن لم يكن من الممكن توجيه كل موارد الدولة على مدى 15 عاما للتعليم فقط رغم أولويته لأن الناس لم تكن لتتحمل غياب الخدمات وضعف البنية التحتية من كهرباء وطرق وعدم شق ترع وإقامة مشروعات للانتاج الغذائي”.
وأكد الرئيس أن ما يتم انجازه على مستوى الدولة ليس قائما على هوى شخصي وإنما هو نتيجة عمل لجان من المتخصصين لوضع تصورات شاملة وتحقيق أهداف على أسس واضحة.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي “إن ما تم إنجازه في مصر خلال السنوات السبع الماضية كان به توفيق كبير من الله عز وجل”، مشددا في الوقت ذاته على أن المشروعات قبل تنفيذها عرضت على لجنة ضمت كبار أساتذة الجامعات ورجال الدولة الذين كانوا معنيين بهذا الأمر.
وأضاف الرئيس السيسي – خلال افتتاح مشروع “مستقبل مصر” للإنتاج الزراعي اليوم /السبت/ – أنه عقب ذلك تم وضع تصور متكامل للمشروع؛ ليتم تنفيذه وتحقيق أهدافه.. مشيرا إلى أنه من المستحيل البناء على خطوة لا يوجد أساس لها.
وشدد على أنه دائما ما يحب أن يسمع للآخرين وأن يكون مطلعا ومتابعا.. موضحا أن هذا ليس ردا على أحد وهناك حوار وطني لهذا الأمر لكل ما يتم طرحه.
وتابع الرئيس السيسي قائلا “البيانات متوفرة ومتواجدة على مواقع الحكومة وعلى موقع رئاسة الجمهورية بالتفصيل”، موضحا أنه من المهم أن يتم عمل سياق للموضوع الذي ترغب في تناوله.
وردا على مطالبة البعض بزراعة مليون فدان بالقمح، قال الرئيس السيسي “إنه بالتنسيق مع وزراة الزراعة يجري زراعة الأراضي الجديدة الخالية من الأمراض، لانتاج التقاوي وبالتالي فهي بيئة صالحة للحصول على التقاوي الجيدة اللازمة للزراعة، إلى جانب أننا حريصون على إنتاج منتجات أخرى بالإضافة إلى القمح، مثل الذرة والحاصلات الغذائية الأخرى، ولاسيما أن موقع مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي قريب من أسواق القاهرة والجيزة والإسكندرية، كما أننا لانستطيع أن نزرع القمح كل سنة في نفس الأرض”.
بدوره، أوضح وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، أن مسألة الدورة الزراعية وتغير المحصول من موسم لآخر يحافظ على خصوبة التربة وجودة المشروع، وبالتالي عندما نقوم بعمل مشروعات كبيرة، تأخذ وقتا كبيرا من الدراسات والتخطيط وعلى حسب نوع التربة والتراكيب المحصولية وعلى حسب العائد الاقتصادي، وأنه لابد أن نأخذ في الاعتبار أننا كدولة متجهون نحو تدعيم المحاصيل الاستراتيجية لكن على الجانب الآخر الأمن الغذائي بصفة عامة مهم جدا من خلال توفير الخضروات والفاكهة والمحاصيل الزيتية والذرة وغيرها.
وأضاف الوزير “يوجد لدينا مليون فدان وبفضل التكثيف المحصولي من خلال زراعة أكثر من محصول في السنة ستصل انتاجية تلك المساحة إلى ما يعادل زراعة 1.6 مليون فدان؛ وبالتالي تتنوع المحاصيل حسب احتياجتنا ونحن حريصون على تعظيم العائد الاقتصادي والانتاجية”.
وتابع الوزير “أننا في الفترة القادمة متجهون بدعم الرئيس السيسي إلى التوسع في انتاج التقاوي المعتمدة من مراكز البحوث حيث تزيد إنتاجيتها”، مشيرا إلى أنه على سبيل المثال فيما يتعلق بالقمح نجد الأرض التي تم زراعتها بالتقاوي المعتمدة زادت انتاجية الفدان بحوالي 2 – 3 أردب، ولو لدينا 3.6 مليون فدان قمح فيعني ذلك زيادة إجمالي انتاجيتها حوالي مليون أردب.
وعن محطة سخا للتقاوي الجديدة، قال وزير الزراعة “إن متوسط الانتاجية وصل خلال العام الحالي إلى 19 أردبا، أي ما يعادل 2.9 أو 3 أطنان للفدان في حين أن المتوسط العالمي للانتاج يبلغ طنا ونصف الطن للفدان الواحد ولذلك فإنه نتيجة للبحوث فإننا نتوسع في الانتاجية مع التوسع الرأسي ونسعى للتوصل إلى أصناف جديدة من التقاوى أكثر قدرة على تحمل الظروف البيئية”.
وقال الرئيس السيسي ، خلال تعقيبه على مداخلة وزير الزراعة “إننا نسعى إلى إيصال هذه التقاوي إلى المزارعين بشكل كاف حتى يستفيدوا لزيادة إنتاجية الفدان وهو ما يعود بالنفع على الدولة بشكل عام”.
أ ش أ