“الغزو الروسى” مُحفز نحو التوسع.. وزيادة 54% فى الأسعار
نفدت بذور الذرة الصفراء المعدة للزراعة بالموسم الجارى من الأسواق، بعد أن اشترت المزارع الخاصة كميات كبيرة هذا العام من الشركات المنتجة لها.
تواصلت «البورصة» مع 3 شركات منتجة موزعة لبذور الذرة الصفراء فى مصر، للتعرف على المتاح لديهم من كميات الذرة الصفراء بعد الحديث من نقابات الفلاحين عن نفاد المنتج وارتفاع الأسعار لدى عملاء تلك الشركات من التجار.
أفاد مسئولون بالشركات بأن الكميات السنوية المتاحة للبيع نفدت بالفعل، بعد أن اشترت المزارع الخاصة كميات كبيرة من البذور بهدف الزراعة هذا الموسم.
قال مسئول بشركة مصر بايونير للبذور، إن الكميات المتاحة للبيع أصبحت قليلة جدًا فى الفترة الحالية، وانتهت بالفعل من أغلب فروع الشركة فى المحافظات.
أوضح محمد عرفة، مزارع: «أبحث منذ أسبوعين عن أى كمية من الذرة الصفراء للزراعة، لكن لا أجد ما يكفى احتياجاتى، وحينما وجدتها اشتريتها بأسعار مرتفعة تصل إلى 850 جنيهًا للشيكارة زنة 5 كيلو جرام، مقابل 500 و550 جنيهًا فى بداية موسم الزراعة الشهر الماضى، بزيادة تصل إلى 54%».
أضاف فريد واصل، نقيب الفلاحين والمنتجيين الزراعيين، إن القفزات الكبيرة فى أسعار الذرة الصفراء المستوردة دفع الكثيرين لزيادة مساحات الزراعة فى الموسم الجارى.
أشار إلى أهمية زيادة قدرات شركات البذور الإنتاجية مع تحسين السلالات لزيادة إنتاجية الفدان وتخفيف تكاليف الإنتاج على الفلاحين، ما يضمن هامش ربح أعلى.
قفزت أسعار الذرة الصفراء خلال الـ3 أشهر الماضية بأكثر من 60% فى الطن، وبالتحديد منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، لتصعد إلى 8250 جنيهًا للطن.
يعود ارتفاع الأسعار لاستحواذ روسيا وأوكرانيا على نسبة كبيرة من إنتاج الحبوب حول العالم، ومنها الذرة الصفراء، ومع اندلاع الحرب توقفت حركة الموانئ فى منطقة البحر الأسود لتقفز الأسعار إلى مستويات قياسية على مؤشرات بورصة شيكاجو للحبوب.
تستورد مصر أكثر من 90% من احتياجاتها من الذرة الصفراء الخاصة بصناعة الأعلاف وتكرير الزيوت النباتية سنويًا، بما تقترب كمياتها من 10 ملايين طن.
وتستهدف الحكومة الوصول بمعدلات الاكتفاء الذاتى من الذرة الصفراء إلى حدود 32% بحلول العام 2025، بهدف تقليل فاتورة الاستيراد وتخفيض تكاليف الإنتاج المحلية.
قالت مصادر فى وزارة الزراعة، إن الوزارة تستهدف استزراع نحو 850 ألف فدان الموسم الجارى، مرشحة للزيادة الموسم المقبل حال استمرار الحرب الروسية الأوكرانية على الأسواق العالمية.