توفير الخامات وتعظيم الصادرات وتطوير منظومة زراعة القطن
توجه منتجو الصناعات النسيجية بعدد من المطالب العاجلة؛ لتعظيم وتطوير القطاع، إلى المجلس الأعلى للصناعات النسيجية، خصوصاً ما يتعلق بتوفير الخامات، وتعظيم صادرات القطاع.
كانت وزارة التجارة والصناعة، أعادت تشكيل المجلس خلال مايو الماضى، وترأست الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للصناعات النسيجية بعد إعادة تشكيله.
واستعرض اللقاء خطة تطوير منظومة زراعة القطن، والارتقاء بصناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة.
ويضم المجلس الجديد ممثلين عن جميع الجهات المعنية بتنمية وتطوير جميع حلقات صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة فى مصر، ويستهدف وضع رؤية شاملة للنهوض بهذا القطاع الحيوى.
«أبوالعينين»: الدولة يجب أن تشترى الخامات بالنيابة عن المصانع الصغيرة والمتوسطة
قال حمدى أبوالعينين، رئيس الجمعية العامة للغزل والنسيج والتريكو، إنَّ السوق يعانى عدم استقرار أسعار الغزول المحلية والعالمية، بالإضافة إلى أن الخامات غير متوافرة طوال الوقت بالكميات التى تناسب الطلب.
أضاف أن أول عقبة يجب أن يعمل المجلس على تذليلها خلال المرحلة المقبلة، هى توفير الخامات اللازمة للصناعات النسيجية عموماً، وإنشاء كيان موحد لشراء كميات للمصانع الصغيرة والمتوسطة وتوزيعها على المصانع، وفقاً للطاقات الإنتاجية لكل مصنع، حتى يتجاوز الاقتصاد العالمى أزمة المواد الخام التى يعانى منها حالياً.
ولفت إلى أن تجار الخامات يتلاعبون بالسوق، فى ظل تذبذب الرؤية حول حجم الواردات من الغزول والأقمشة، موضحاً أن الأسعار شهدت ارتفاعاً يتراوح بين 30 و%40 فى الخامات، مقارنة بالعام الماضى.
كما أن ارتفاع سعر الدولار وتذبذب السوق ـ خلال الأشهر الماضيةـ بسبب قرار الاعتمادات المستندية، إلى جانب ارتفاع سعر الدولار الجمركى، خلقت ارتباكاً لم يُعالج حتى الآن.
وتوجه وفد من رجال الأعمال المصريين، الأسبوع الماضى، إلى دولة أوزباكستان بدعوة رسمية من نائب رئيس مجلس الوزراء هناك، لبحث سبل التعاون المشترك بين البلدين، خصوصاً فى قطاع الصناعات النسيجية.
أضاف «أبوالعينين»، أن ثمة اهتماماً من دولة أوزباكستان بالتعاون البينى، خاصة فى مجال الصناعات النسيجية، وهى تتيح للمستثمرين فى القطاع هناك توفير مساحات أراضٍ لزراعة القطن اللازم لإنتاج الغزول والأقمشة، وسيجرى تحديد موعد لاستقبال مستثمرين فى القطاع بمصر، وبحث سبل تعظيم الاستفادة البينية.
«عبدالعظيم»: وزارة الزراعة مستعدة لتوفير جميع احتياجات صناعة الغزل والنسيج
وأوضح الدكتور عادل عبدالعظيم، وكيل مركز البحوث الزراعية، أن وزارة الزراعة مستعدة لتوفير جميع احتياجات صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة الوطنية من المواد الخام، لافتاً إلى أهمية وضع خطة واضحة حول احتياجات الصناعة من القطن المصرى بهدف التوسع فى عمليات الزراعة والإنتاج، وفقاً للاحتياجات الفعلية.
وقال حسام الدين فران، المدير العام لشركة بى جى للملابس الجاهزة (هارتس)، إنَّ مصانع الملابس الجاهزة تحتاج ـ خلال الفترة الحاليةـ إلى توطين صناعة الغزول والأقمشة؛ لزيادة المكون المحلى داخل منتجات الملابس الجاهزة، خصوصاً بعدما تفوق المنتج التركى على منافسه المصرى بفضل اعتمادهم على مكونات إنتاج محلية.
وأضاف «فران»، أن معظم واردات الأقمشة القطنية تأتى من الهند بالتحديد، ولا يوجد لها بديل محلى مناسب.. لذلك يجب أن تتوجه الجهود الرامية للنهوض بالقطاع نحو جذب استثمارات جديدة لتوفير خامات صناعة الأقمشة سواء القطنية أو الصناعية.
وأوضح أن مصر تتوافر بها غزول وأقمشة من القطن طويل التيلة، وهى خامة عالية الجودة، ولكنها غير مناسبة لغالبية المنتجات، والتى تعتمد على القطن قصير أو متوسط التيلة، وهو أيضاً ما يُشير إلى ضرورة تنويع إنتاج العديد من أصناف القطن التى تحتاجها الصناعة فعلياً.
ولفت إلى أن المنافس التركى لأول مرة يتفوق على المنتج المصرى من ناحية السعر منذ ما يزيد على 10 سنوات؛ لأن اعتماده على المكونات المحلية يزداد طيلة الوقت، فتأثره بالمتغيرات العالمية من أزمة سلاسل التوريد وارتفاع تكلفة الشحن البحرى كان محدوداً، كما أن تراجع سعر صرف الليرة التركية أسهم فى دعم تنافسية المنتج التركى خارجياً، ويجب الانتباه إلى ضرورة التدخل العاجل لتذليل جميع عراقيل الصناعة؛ حتى لا ينجح المنافسون فى سحب البساط من تحت أقدام المنتج المصرى.
واقترح تسهيل إجراءات نظام السماح المؤقت بشأن تيسير عمليات استيراد الخامات لتسريع دورة العمل ودورة رأس المال، خصوصاً للمصانع المُصدرة للخارج.
«مصطفى»: خطة تطوير شاملة فى شركات القابضة للغزل والنسيج
وقال المهندس أحمد مصطفى، رئيس الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، إنَّ خطة التطوير الشاملة التى يجرى تنفيذها حالياً فى الشركات التابعة للشركة القابضة تمثل جزءاً رئيسياً فى تطوير منظومة الصناعات النسيجية المصرية.
أضاف أنه فى هذا الإطار، تحرص الشركة القابضة على إمداد شركات القطاع الخاص بمستلزمات الإنتاج مثل الغزول بدلاً من استيرادها، وهو الأمر الذى يسهم فى زيادة القيمة المضافة للقطن المصرى وتخفيض معدلات الاستيراد.
«قبانى»: يجب إنشاء كيان تصديرى للمصانع الصغيرة والمتوسطة
واقترح محمد قبانى، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مودرنا قبانى للمفروشات، بحث كل الحلول المتاحة بشأن تعظيم صادرات القطاع، خصوصاً أن غالبية المصانع العاملة به تعد كيانات متوسطة وصغيرة، وقدراتها الإنتاجية غير كافية للوفاء بطلبيات التصدير، والتى عادة ما تكون ضخمة.
أضاف أن المجلس يجب أن يبحث إنشاء كيان تحت مظلته الرسمية وتتوافر لديه قاعدة بيانات تضم كل المصانع العاملة فى مصر من القطاع، وطاقاتها الإنتاجية وتصنيفها أيضاً من حيث الجودة، حتى يتم تقسيم الطلبيات الخارجية الكبيرة على عدد من المصانع المتوسطة والصغيرة حسب الجودة المطلوبة.
وأوضح أن القطاع يحتاج بشدة إلى دفع عجلة التصدير؛ لأنها السبيل الوحيد لتوفير السيولة فى ظل تباطؤ الطلب المحلى على منتجات المفروشات، خصوصاً التى كانت تعتمد على التوريد للفنادق.
وتطرق إلى ضرورة التوسع فى إنتاج القطن المتوسط وقصير التيلة؛ نظراً إلى أن أغلب المصانع تعتمد عليه، بينما القطن المصرى طويل التيلة هو منتج ذو جودة عالية، وكذلك تكلفته مرتفعة وغير اقتصادية فى الغالبية العظمى للمنتجات.
أكد «قبانى»، أن شركته كانت تعتمد على الفنادق فى توريد منتجاتها، وفى ظل الظروف العالمية الحالية توقفت الفنادق عن الطلب تقريباً، وتعيش معظم الكيانات الاقتصادية حالة تقشف لحين وضوح الرؤية الاقتصادية المستقبلية.