«شفيع»: الظروف الحالية تفرض على الشركات قبول العروض مع جاذبية مرتفعة للسوق
ترتفع جاذبية الاستثمارات بقطاع الصناعات الغذائية المصرى، حالياً مع رغبة شركات فى تقليص الأعباء المتزايدة جراء ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج بشكل مستمر جراء الأزمات المتعاقبة منذ عام 2020.
وبدأت الأزمة بتعطل سلاسل الإمداد والتوريد، ثم أزمة الغذاء العالمية المتوقعة؛ نتيجة نشوب الحرب الروسية الأوكرانية، ما أدى إلى رغبة أطراف فى سيولة بتكلفة منخفضة مع رغبة أطراف أخرى فى اقتناص واستغلال الفرصة التى قد لا تتكرر كثيراً مع تقلبات الأسواق، خاصة أن القطاع غير مرن مع حجم طلب مرتفع من المستهلك المصرى.
وقال مصطفى شفيع، رئيس قسم البحوث بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية، إنَّ عدم مرونة منتجات الصناعات الغذائية، والطلب المستمر عليها ـ مهما كان حجم ارتفاع أسعارها ـ يجعلانها من القطاعات الجاذبة للاستثمارات.
وأوضح أن عمليات الاستحواذ التى تمت مؤخراً لن تكون الأخيرة، بل تعكس حجم الفرص الواعدة فى مصر بالرغم من صعوبة الظروف الاقتصادية، وارتفاع تكلفة الإنتاج، لكن هناك من يبحث عن فرص للدخول؛ نظراً إلى حجم السوق المصرى وما يمثله من طلب كبير مع زيادة أعداد السكان.
ووقعت شركة صافولا الغذائية السعودية، منذ أيام، اتفاقية للاستحواذ على الشركة المصرية البلجيكية للاستثمارات الصناعية – المصنعة لمنتجات المخبوزات والكرواسون التى تحمل العلامة التجارية «أوليه» فى صفقة بقيمة 622.4 مليون جنيه، وتضمنت الصفقة الاستحواذ على جميع الأصول الملموسة وغير الملموسة للشركة المصرية البلجيكية.
وتخطط «صافولا» لضخ 740 مليون جنيه فى المصنع التابع للمصرية البلجيكية، والمقرر إعادة تشغيله فى غضون ستة أشهر.
أضاف أن الظروف الحالية للشركات تفرض فى بعض الأحيان عليها قبول عروض الدمج والاستحواذ، مع جاذبية مرتفعة للسوق حالياً؛ نظراً إلى سعر العملة المحلية أمام سلة العملات الأجنبية، وانخفاض التكلفة الاستثمارية، والفرص الواعدة على المدى الطويل.
«حمدى»: قطاع الصناعات الغذائية لديه فرص استثمارية واعدة ذات تكلفة منخفضة وعائد مضمون
فيما ذكر هشام حمدى، محلل القطاع الاستهلاكى بشركة نعيم لتداول الأوراق المالية، أن من لديه فوائض مالية يبحث فى الظروف الاقتصادية الحالية عن فرص استثمارية واعدة ذات تكلفة منخفضة وعائد مضمون، وهو ما يتوفر بشركات قطاع الصناعات الغذائية المصرى.
كما أن السوق كبير وواعد على المدى الطويل مع تحسن معدلات التوظيف، وانخفاض معدلات التضخم بالتالى سينعكس ذلك على نمو الاستهلاك فى الأغذية بشكل عام.
أوضح أن شركات مثل دومتى وجهينة تشهد إقبالاً من مستثمرين لزيادة حصصها بشكل مستمر على شاشة البورصة؛ نظراً إلى الأسعار الجاذبة للأسهم، وتميز السوق المصرى عن غيره بحجمه الكبير مع فرص التصدير.
أضاف أن الوقت الحالى هو وقت اقتناص الفرص لمن لديه فوائض مالية، كما أن زيادة الأعباء وانخفاض تقييمات البنوك للشركات سيجبران بعض صغار المصنعين على الخروج من السوق فى حالة عدم تحمل التكاليف المرتفعة باستمرار.
توقع المزيد من الصفقات على شركات الأغذية المصرية فى الفترة المقبلة، مع رغبة من أصحاب رؤوس الأموال فى تقليل التكلفة لعبور الأزمات الحالية.