شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة توفير التمويل اللازم من أجل بنية أساسية تحقق التنمية المطلوبة فى القارة الإفريقية، مؤكدًا على أهمية الأمن والاستقرار من أجل تأمين تكلفة الائتمان، فالقطاع الخاص والأجنبى يرفض الاستثمار فى أى دولة لا تنعم بالاستقرار والأمن، وتحقيق الأمن والاستقرار له أهمية كبيرة لتحقيق الأسس والركائز لأى تغيير مناسب فى أي دولة إفريقية.
وأوضح السيسى -فى مداخلة خلال الجلسة الحوارية بعنوان “إفريقيا في مواجهة الصدمات الخارجية والتحديات الداخلية”، ضمن الاجتماعات السنوية الـ 29 للبنك الإفريقى للتصدير والاستيراد “أفركسيم بنك” لعام 2022- أن السياسيين معنيون بالتعرف أثناء تنفيذ أى تخطيط على قدراتهم الاقتصادية، وضرب مثالًا بدولة أوكرانيا، متسائلًا: “أوكرانيا تنتج 60 مليون طن قمح، ومساحتها 600 ألف كيلو متر مربع، هل استطاعت أن تصبح مزرعة كبيرة وتنتج هذا الكم بسبب الإرادة السياسية أم بسبب قدرات متواجدة على الأرض؟”.
ونوه الرئيس إلى أن أوكرانيا تمتلك البينة الأساسية المطلوبة للزراعة من كهرباء وطرق ومصارف وتكنولوجيا للزراعة المتقدمة حتى الصوامع المتواجدة تخزن 5 ملايين طن، وهو حجم التصريف الشهرى لهم أمام طلب العالم، ما يعنى أنها نفذت بنية أساسية هائلة، متسائلا: “تنفيذ البنية الأساسية كم استغرق من الوقت والمال؟”.
اقرأ أيضا: “السيسى”: احتجنا 500 مليار دولار لتطوير البنية التحتية فى مصر بالسنوات الماضية
ونبه الرئيس السيسى إلى بعض الدول الإفريقية تمتلك قدرات للزراعة أكثر من أوكرانيا، واستدرك قائلًا: “لكن هل لدى أحد معلومة أنه من أجل زراعة مليون فدان نحتاج إلى توافر كهرباء خاصة بها وتتكلف أموالًا ضخمة وطرقًا وسككًا حديدية وتكنولوجيا زراعية حديثة”.
وقال إنه يوجد أشقاء لمصر يمتلكون حوالى 200 مليون فدان قابلين للزراعة ولم يتم زراعتها، متسائلًا فى الوقت نفسه عن السبب وراء عدم زراعتها، قائلًا: “أى دولة ستحتاج من أجل تحويل مليون فدان إلى أرض قابلة للزراعة إلى أكثر من 150 مليار جنيه بما يعادل حوالى 30 مليار دولار”.
وأشار الرئيس السيسى إلى أن هذه الأرقام التى يتحدث عنها يتم بالفعل دفعها في مصر، مضيفًا أن هذه التكلفة يتم صرفها من أجل تحويل مليون فدان من أرض غير قابلة للزراعة لأرض قابلة للزراعة.
وأضاف أن القضية ليست فى وجود موارد طبيعية، لافتًا إلى أنه فى حالة الذهاب لأي دولة إفريقية من أجل العمل على الصناعات الأولية مثل القيمة المضافة للنحاس أو الحديد سنحتاج إلى الكهرباء والمصانع والطرق والسكك الحديدية من أجل تحويلها من مادة خام موجودة فى الأرض إلى قيمة مضافة لأي دولة ثم يتم تصديرها وبالتالى ستحتاج إلى أموال واستثمارات ضخمة جدًا.
وقال الرئيس السيسى إن الأمن والاستقرار من أهم التحديات التي تواجه أي دولة، مؤكدًا أن تكامل الدول لا يعتمد فقط على الإرادة السياسية ولكن يشمل فهم قدراتنا المشتركة التى ستعود علينا جميعا بالنفع لو تكاملنا مع دول الجوار ودول القارة بالكامل.
وأضاف: “إنني أحلم أيضًا لإفريقيا وليس لمصر فقط.. لأن من حق شعوبها أن تعيش بشكل أفضل وتحقق أحلامها وأحلام شبابها”.
وتابع: “أنا بحلم أيضًا لإفريقيا ولو أعطيتني يا رب لن أترك دولة إلا وأساعدها.. إن إفريقيا لن تعبر ما هي فيه إلا بتكاملنا جميعًا وأن تكون قلوبنا متكاتفة ونتجاوز أي خلافات أو مشاكل من أجل مستقبل نغير فيه الواقع الحالي أملًا في مستقبل أفضل”.
وفي ختام كلمته، دعا الرئيس السيسى رجال الأعمال إلى الاهتمام بالقارة الإفريقية قائلا: “أقول لمجتمع المال والمصارف إن إفريقيا أمانة في رقابكم.. والمليار مواطن إفريقي أيضا أمانة في رقابكم”.
أ ش أ