أدى انتشار مرض الحمى القلاعية، وارتفاع أسعار الماشية تزامناً مع موسم عيد الأضحى، إلى تراجع معدلات الأضاحى هذا العام، لينعكس ذلك على حجم الجلود المنتجة.
ودلل عاملون فى دباغة الجلود والقصابون خلال حديثهم مع «البورصة»، على هذه الأوضاع باختفاء ظاهرة تخلص المواطنين من الجلود بإلقائها فى صناديق القمامة أو إتلافها بإشعال النار فيها؛ لعدم وجود مشترين، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار بنسبة تزيد على 20%، مقارنة بالعام الماضى، ليسجل سعر الجلد البقرى 120 جنيهاً، بينما يتراوح الجاموسى بين 80 و90 جنيهاً.
وقال محمد عصام، مسئول بإحدى الجمعيات الخيرية بمحافظة القليوبية، إنَّ حصيلة الجمعية من الجلود لم تتجاوز 10 قطع هذا العام، مقارنة بأكثر من 100 جلد العام الماضى.
وعزا «عصام»، هذا التراجع إلى انخفاض أعداد الأضاحى، بالإضافة إلى زيادة الطلب على الجلود من قِبل التجار الذين يقومون بتوريده إلى المدابغ.
أما محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين، فيؤكد أن موسم الأضاحى هذا العام يختلف كثيراً عن الأعوام السابقة؛ بسبب تفشى مرض الحمى القلاعية، والجلد العقدى بشكل كبير، وهو ما أدى إلى تخارج عدد كبير من المضحين هذا العام.
وأضاف لـ«البورصة»، أن ارتفاع أسعار الأعلاف أيضاً مع قلة المعروض من الماشية تسببا فى زيادة سعر كيلو القائم إلى 80 جنيهاً فى العجول البقرى، ودفع ذلك إلى توسيع فجوة مشاركة أكثر من 3 أفراد فى أضحية واحدة بدلاً من ذبح الفرد أضحية.
وهذه العوامل أثرت سلباً على حجم الجلود المنتجة خلال موسم عيد الأضحى بنسبة لا تقل عن 40%، مقارنة بالعام الماضى.
وبحسب مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة، فإنَّ مصر تستهلك سنوياً نحو 10 ملايين طن من اللحوم الحمراء، 60% منها إنتاج محلى، والباقى يتم استيرادها من مناشئ متعددة.
وقدرت غرفة صناعة الجلود باتحاد الصناعات المصرية، أن ما تم توريده العام الماضى إلى المدابغ بعد فترة عيد الأضحى زاد على مليون قطعة من الجلد تتنوع بين الجلود البقرى والجاموسى، وجلود الخراف التى يتم ذبحها خلال فترة العيد.
لكن عبدالرحمن الجباس، عضو شعبة دباغة الجلود، قال إنَّ مشتريات مصانع الدباغة انخفضت من مختلف الأنواع خلال عيد الأضحى هذا العام بنسبة 50%، لتسجل نحو 500 ألف قطعة.
وأرجع «الجباس» ذلك إلى أن فترة العيد تزامنت مع فصل الصيف الذى تنخفض فيه مشتريات المدابغ من الجلود، لتعرضها للتلف؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وقال هشام المغربى، عضو مجلس إدارة غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، إنَّ صناعة الأحذية والمنتجات الجلدية لا تستوعب أكثر من 10% فقط من الإنتاج المحلى.
أوضح أن تصدير جلود «بلو»، لا يهدد الصناعة فى ظل تراجع الطلب على المنتجات الجلدية فى السوق المحلى.